سوريا بين المؤامرة والإصلاح
ثمة صورتان متناقضتان تماما في المشهد السوري المتأزم. الصورة الأولى ترسمها وسائل الإعلام الرسمية السورية التي تتحدث عن مؤامرة تُحاك ضد سوريا باعتبارها دولة من دول الممانعة، الهدف منها تركيع سوريا والقضاء على كل أشكال مقاومة الاحتلال الصهيوني والرضوخ أخيرا لشروط السلام وفق المنظور الإسرائيلي – الأمريكي، وذلك من خلال مجموعات إرهابية مسلحة، بحسب الإعلام السوري، تسعى إلى إشاعة الفوضى وتفكيك الكيان السوري وتقسيمه إلى دويلات هزيلة يسهل للكيان الصهيوني إخضاعها والسيطرة عليها.
قد يُجمع المتابعون المحايدون للشأن السوري على أن هنالك فعلا مؤامرة تحاك خيوطها بعناية، أبطالها أعداء سوريا والقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية المركزية التي لا زالت وستبقى، برغم مرور الزمن وتغير الأحوال، بؤرة الصراع العربي الإسرائيلي. المستفيد الأول من الوضع السوري المتردي هو بالتأكيد الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه. يُدرك العدو الصهيوني أن مكامن القوة لدى سوريا تتمثل بالدرجة الأولى في علاقة سوريا الإستراتيجية وتحالفها مع حزب الله وإيران، بالإضافة إلى علاقاتها المتينة مع دول فاعلة ومؤثرة كروسيا والصين، وقد أثبت هذا التحالف، خصوصا مع حزب الله، أنه يشكل تهديدا حقيقيا للوجود الإسرائيلي برمته على الأرض الفلسطينية المحتلة، لم لا، وقد خَبِرت إسرائيل قوة حزب الله وقدراته العسكرية الهائلة في حروبها التي شنتها على لبنان مرارا وتكرارا والتي انتهت عادة بهزيمة مذلة للجيش الإسرائيلي اضطرته إلى الانسحاب إلى ما وراء الحدود وهو يجر أذيال الخيبة. ولذلك فإن سقوط النظام السوري، الداعم الأساسي لحزب الله، يعني بالضرورة محاصرة حزب الله والقضاء عليه، وبالتالي القضاء على آخر بؤر المقاومة في المنطقة العربية، مما يُسهل للعدو الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستراتيجية، وفي طليعتها إقامة دولته من الفرات إلى النيل.
الصورة الثانية في المشهد السوري ترسمها عدسات الأجهزة الخليوية لمواطنين سوريين وتبثها المحطات الفضائية المختلفة على شاشاتها الصغيرة. تُظهر التسجيلات المبثوثة مدناً سورية تظاهر مواطنوها في البداية مطالبين بالحرية والإصلاح، وسرعان ما تحولت شعاراتهم من المطالبة بالحرية والإصلاح إلى إسقاط النظام، ذلك لأن النظام السوري يتعامل مع المتظاهرين بقسوة بالغة أدت إلى مقتل المئات وربما الآلاف من المواطنين السوريين، بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، على أيدي أفراد الجيش السوري وميليشياته التي يطلق عليها السوريون اسم "الشبيحة".
المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد حق مشروع لكل شعوب الأرض، وكان على النظام السوري، وهو يدرك تمام الإدراك بأنه مستهدف، أن يستمع وينصت إلى مطالب الناس، وكان على الرئيس بشار الأسد، وهو طبيب عيون بارع، أن يفحص ويتفحص عيون مواطنيه جيدا ويقرأ ما فيها من بؤس وشقاء وفقر وظلم، ويشرع على الفور في وضع خطة متكاملة للإصلاح الشامل ويجري التغييرات اللازمة في رموز النظام من أجل تحقيق هذه الغاية إذا أُريد لسوريا أن تعبر هذه الأزمة إلى بر الأمان. ثمة فرصة يجب انتهازها، وإلا فإن الأزمة تبدو في طريقها إلى التدويل، وهنالك من القوى المحلية والعربية والدولية من يدفع بهذا الاتجاه، ويعمل على تكرار السيناريو الليبي، لكن نتائج الثورة الليبية لن تكون أبدا بحجم النتائج التي سترتب عليها عملية كهذه في سوريا. ندعو الله أن يُجنب أمتنا العربية كل سوء، والله ولي التوفيق.
قد يُجمع المتابعون المحايدون للشأن السوري على أن هنالك فعلا مؤامرة تحاك خيوطها بعناية، أبطالها أعداء سوريا والقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية المركزية التي لا زالت وستبقى، برغم مرور الزمن وتغير الأحوال، بؤرة الصراع العربي الإسرائيلي. المستفيد الأول من الوضع السوري المتردي هو بالتأكيد الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه. يُدرك العدو الصهيوني أن مكامن القوة لدى سوريا تتمثل بالدرجة الأولى في علاقة سوريا الإستراتيجية وتحالفها مع حزب الله وإيران، بالإضافة إلى علاقاتها المتينة مع دول فاعلة ومؤثرة كروسيا والصين، وقد أثبت هذا التحالف، خصوصا مع حزب الله، أنه يشكل تهديدا حقيقيا للوجود الإسرائيلي برمته على الأرض الفلسطينية المحتلة، لم لا، وقد خَبِرت إسرائيل قوة حزب الله وقدراته العسكرية الهائلة في حروبها التي شنتها على لبنان مرارا وتكرارا والتي انتهت عادة بهزيمة مذلة للجيش الإسرائيلي اضطرته إلى الانسحاب إلى ما وراء الحدود وهو يجر أذيال الخيبة. ولذلك فإن سقوط النظام السوري، الداعم الأساسي لحزب الله، يعني بالضرورة محاصرة حزب الله والقضاء عليه، وبالتالي القضاء على آخر بؤر المقاومة في المنطقة العربية، مما يُسهل للعدو الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستراتيجية، وفي طليعتها إقامة دولته من الفرات إلى النيل.
الصورة الثانية في المشهد السوري ترسمها عدسات الأجهزة الخليوية لمواطنين سوريين وتبثها المحطات الفضائية المختلفة على شاشاتها الصغيرة. تُظهر التسجيلات المبثوثة مدناً سورية تظاهر مواطنوها في البداية مطالبين بالحرية والإصلاح، وسرعان ما تحولت شعاراتهم من المطالبة بالحرية والإصلاح إلى إسقاط النظام، ذلك لأن النظام السوري يتعامل مع المتظاهرين بقسوة بالغة أدت إلى مقتل المئات وربما الآلاف من المواطنين السوريين، بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، على أيدي أفراد الجيش السوري وميليشياته التي يطلق عليها السوريون اسم "الشبيحة".
المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد حق مشروع لكل شعوب الأرض، وكان على النظام السوري، وهو يدرك تمام الإدراك بأنه مستهدف، أن يستمع وينصت إلى مطالب الناس، وكان على الرئيس بشار الأسد، وهو طبيب عيون بارع، أن يفحص ويتفحص عيون مواطنيه جيدا ويقرأ ما فيها من بؤس وشقاء وفقر وظلم، ويشرع على الفور في وضع خطة متكاملة للإصلاح الشامل ويجري التغييرات اللازمة في رموز النظام من أجل تحقيق هذه الغاية إذا أُريد لسوريا أن تعبر هذه الأزمة إلى بر الأمان. ثمة فرصة يجب انتهازها، وإلا فإن الأزمة تبدو في طريقها إلى التدويل، وهنالك من القوى المحلية والعربية والدولية من يدفع بهذا الاتجاه، ويعمل على تكرار السيناريو الليبي، لكن نتائج الثورة الليبية لن تكون أبدا بحجم النتائج التي سترتب عليها عملية كهذه في سوريا. ندعو الله أن يُجنب أمتنا العربية كل سوء، والله ولي التوفيق.