تركيب..

قبل أيام أُعلن في دبي  عن أغلى عطر في العالم حيث حجز 7 زجاجات من هذا العطر بمبلغ  300  ألف دولار فقط، بينما بقيت ثلاث زجاجات بانتظار مشترين مهتمين يتوقع ان يتم بيعها قبل نهاية هذا الأسبوع..
وتتكون محتويات العطر الأغلى في العالم - حسب الشركة المصنعة- من زهور الفانيلا التاهيتية والتي تتطلب 6 أشهر حتى تتكون رائحتها الذكية، ومن زيت شجرة الصندل الهندية.. بالإضافة الى مكونات خاصة ونادرة..
الخبر أثار انتباهي جدا، لأن ثمة ظروفاً وأحداثاً  مشابهة بين آخر مرة اشتريت بها عطراً وبين حادثة بيع  العطر الأغلى في الخبر أعلاه..
 قبل ستة شهور تقريباً، كنت في المدينة الصناعية انتظر الميكانيكي ان يغير «جلدة الأكس» الخارجية..أقبل علي شيّخ ملتحي يرتدي «صندل» و دشداشة قصيرة و بيده حقيبة دبلوماسية، القى عليّ التحية على عجل فرددت عليه بأحسن منها..وفي حركة «اكروباتية»...وضع الشيخ الحقيبة على طبون السيارة وفتحها بسرعة ..ليخرج منها سرنجة طويلة، عندها تأهبت وتناولت مفتاح الجك وأخذت وضعية متحفزة تحسباً لأي قتال..امرني بصوت غليظ :ارفع اديك!!..توجست لحظتها لأني اعتقدت انه يطلب مني أن استسلم له دون ان أعرف شروطه، فنظرت الى الميكانيكي من تحت «الشاصي»..فهزّ رأسه موافقاً..ففعلت!!..ثم بدأ بــ»البخّ» السريع من بقايا الاسرنجة على ثيابي وعلى رقبتي وتحت إبطي..تماما بنفس آلية عمل «طرمبات الكاز «في وقت ما قبل اختراع البف باف..بعد ان انتهى ابو قتادة من «تعطيري» بدأت اتعرف على أصناف العطور، هذا يا شيخ ما اسمه فيرد وهو منشغل بترتيب الزجاجات: ريحانة يثرب!!..وهذه؟..» الصراط المستقيم»..طيب وهذا؟..» مسك اليقين»..وهذا؟؟..قالها بصوت غاضب..»هادم اللذات».. قلت اذن : اعطني زجاجة ام الدينار من « ريحانة يثرب»..وزجاجة أخرى بدينار مخلوطة بين « هادم اللذات ومسك اليقين»..طبعاً استخدم نفس «الاسرنجة» للزجاجتين واستخدم نفس الزيت الطيار للعطرين المركّبين..وبالفعل «هظاك وهاظا يوم...لا بقح ولا بعطس..ولا بشوف لا قارص ولا نمل في الحارة»..
***
عطر لا يزيد حجمه عن 50 ميل بــ 300الف دولار؟؟ بينما دماء الشهداء تراق «باللترات» على الارصفة بالمجان..