ما «سِرّ» الحماسة الأميركية.. لِ«إعمار غزَّة»؟ - كتب محمد خروب

أخبار البلد -

مُريبة ولافتة الحماسة غير المسبوقة التي تبديها الإدارة الأميركية تجاه «الوضع الانساني» في قطاع غزَّة، لم يتردّد وزير الخارجية بلينكن القول: إن الولايات المتحدة تتجه الآن نحو «التعامل مع الوضع الإنساني الخطير في غزَّة». ما يثير الشكوك في الأهداف التي تقف خلف هذا الاهتمام الاميركي بإعادة إعمار القطاع, حتى قبل «تثبيت» وقف النار كمهمة ينهض بها بلينكن في جولة تبدأ الأربعاء

وإذا كانت ادارة اوباما/بايدن أدارت ظهرها لحرب الإبادة التي شنتها آلة القتل الصهيونية طوال (50) يوماً على غزَّة تموز/2014/الجرف الصامد, أسفرت عن تدمير شبه كامل للقطاع، لم تُثِر حماسة كهذه لدى الثنائي أوباما/بايدن قبل دخول سيء السمعة والصيت ترمب البيت الابيض، فان المواقف المنحازة التي اتخذها بايدن بوقوفه الى جانب اسرائيل, مبرراً جرائمها وارتكاباتها بـ«حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، تدفع للثقة بأن الهدف الاميركي من ذلك, هو استثمار أُكذوبة إعادة الإعمار (الذي لن يتم بالمناسبة ولن يفي الاميركان كما باقي الدول ?لمانحة بالتزاماتهم تجاه القطاع كما حدث في حرب 2014 وقبلها), وجاء العدوان الاخير ليزيد من معاناة الغزِيّين وينشر المزيد من الخراب والدمار في القطاع المُحاصّر

حيث اشترط مجرم الحرب/وزير الدفاع غانتس موافقة حكومته البدء بإعمار غزة بإطلاق الاسرى اليهود لدى حماس. وهي مسألة لا صلة لها بالحرب الأخيرة, إذ مفاوضات بين الجانبين عبر وسطاء لم تُسفر عن نتيجة رغم التقدم الذي حقّقته (وفق التسريبات), وجاءت الحرب الاخيرة لتُغلق او تُؤجل الملف, حيث تبدي حماس استعدادها التعاطي معه بعيدا مُجريات حرب الـ11يوماً

أمَّا بايدن وأركان إدارته وخصوصاً بلينكن, فَيُبدون استعداداً لقيادة «جهد إنساني» لغزة ولكن السلطة الفلسطينية هي التي ستقوده وليس حركة حماس, (هنا يلتقي الطرفان الاميركي والإسرائيلي على الهدف ذاته، اذ قال تساحي هنيغبي المُقرّب لنتنياهو إن إسرائيل «ترفُض تسليم الهِبة القَطَرِيَّة إلى حماس بل يجب تسليمها للسلطة لتقوم بتوزيعها), وإن كانت الشرق الأوسط اللندنية في عددها امس الاثنين ذكرت نقلاً عن مصادر فلسطينية وصفتها «مُطلعة», ان حماس وفي سياق اتفاق فلسطيني داخلي وشامل «لن تُمانع» ان تكون السلطة الفلسطينية عنوانا? فلسطينياً, ضمن آلية لإعادة اعمار القطاع، و«لكن» - تُضيف المصادر - ذلك مبكر للاتفاق حوله. مؤكدة ان هذا كان جزءا من النقاش بين الوفد الامني المصري وقادة حماس في غزَّة

هو إذاً لعب على وتر الخلافات الفلسطينية, ونزع ما أضفته الحرب الاخيرة من «شرعية» على حماس ودورها الفلسطيني/الاقليمي، رغم ما قاله بلينكن في مقابلة مع CNN الأميركية أمس:(سيكون في نهاية المطاف إحتمال لِـ«حل سياسي سِلمي» بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المُسلّحة)، دون ذِكر لتفاصيل إضافية

لا تخفي واشنطن كما تل ابيب تأكيدهما/شرطهما منع حماس والفصائل الفلسطينية من إعادة بناء قدراتها العسكرية, على ما قاله بايدن نفسه: «نلتزِم بالمساعدة في إعادة البنية التحتية في غزة بـ»طريقة» لا توفّر لحماس الفرصة لإعادة بناء أنظمة اسلحتِها»

فهل ثمة شكوك بان الحماسة المشبوهة لاعادة اعمار غزَّة, تستبِطن محاصرة المقاومة ونزع مخالبها وتحويلها الى مُجرد شرطة لحراسة حدود إسرائيل الجنوبية (بدون تنسيق أمني ربما)؟

ماذا عن حل الدولتين؟

مُجرّد تذكير لمَن تُراودهم الأوهام..توقّفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في نيسان 2014 (عهد أوباما/بايدن), بسبب رفض إسرائيل وقف الإستيطان والقبول بـ«حدود» ما قبل حرب حزيران 67 أساساً لحل الدولتين..فهل ثمّة جديد...إسّتجَّد؟