بايدن «روّضَ» نتنياهو.. هل حقّاً؟

اخبار البلد ـ تهطل علينا تِباعاً...تقارير وتحليلات مُكثفة معظمها أميركي بنكهة صهيونية خبيثة, تروم الإيحاء بأن تغيّراً ملموساً طرأ على موقف إدارة بايدن من حرب الإبادة التي شُنّت على قطاع غزة, والوحشية التي أظهرتها آلة القتل الصهيونية, المَدينة في تسلّحها وضخامة ترسانتها الى السخاء الأميركي المتواصل, بمنحها المزيد من آخر إبتكارات وتكنولوجيا المُجمّع الصناعي/العسكري, فضلا عن مشاركة البنتاغون تل أبيب, تطوير منظومات صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية, ناهيك عن تطوير منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ, مثل مقلاع داود (مضاد لل?واريخ قصيرة ومتوسطة المدى) وحيتس (أو السهم.. المضاد للصواريخ طويلة المدى) والقبّة الحديدية (المضادة للصواريخ قصيرة المدى), وهي ما أعلن بايدن تمويل بلاده تطويرها بعد اعلان وقف النار في ضوء اخفاقات هذه المنظومة, التي تفاخرت بها كثيراً تل أبيب, لكن صواريخ المقاومة كشفتت عيوبها بوصولها الى عمق فلسطين المحتلة.
 
هجمة تقارير أميركية في اطار حملة منسّقة ومُبرمجة, تتحدث عن نجاح بايدن في «ترويض» نتنياهو وإجباره (عبر الدبلوماسية الهادئة) قبول وقف النار, الأمر الذي تدحضه وقائع ويوميات الـ"11» يوماً من حرب الإبادة والمجازر ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة...بناها التحتية وأبنيتها/أبراجها, خاصّة في الوقت الكافي الذي منحه بايدن لنتنياهو, كي تستكمل آلة القتل الصهيونية/سلاحها الجوي ومدفعيتها الثقيلة «بنك أهدافها", فيما واصل بايدن وفريقه السياسي/الأمني اطلاق التصريحات الإستفزازية التي تتحدث عن دعمه «الثابت لأمن إسرائيل وحقها المشروع ?ي الدفاع عن نفسها وشعبها", وإدانة هجمات حماس ومطالبتها التوقّف الفوري عن اطلاق الصواريخ, في الوقت ذاته الذي دعا بايدن نتنياهو بلغة خجولة ومُتلعثمة لوقف النار، دون أن يحّذره من تبِعات تجاوز جيشه كل الخطوط باستهدافه المدنيين.
 
التحوّل النِسبي في لغة ولهجة إدارة بايدن ازاء ارتكابات اسرائيل, لم يحدث إلاّ عندما استهدف طيران العدو برج الجلاء, الذي ضمّ مكتباً لوكالة أسوشييتد برسّ الأميركية, خاصة –وكما تحدّثت صحيفة جيروسالم بوست الصهيونية-, عن «ندم» اسرائيلي لقصف برج الجلاء, خاصة ان بايدن وأركان ادارته شاهدوا – كما الملايين في العالم– تدمير برج الجلاء على شاشة التلفاز، ما أثار غضبهم (فقط لأن المبنى ضمّ مكاتب لوكالة إخبارية أميركية, ولم يغضب هؤلاء على تدمير ثلاثة أبراج قبل هذا البرج وخمسة بعده. ما عكس غضباً إنتقائياً وليس انتصاراً للقا?ون الدولي والقانون الإنساني الدولي), ولم نسمع أي رد فعل أميركي على اعتراف أحد طياري العدو بأن «تدمير الأبراج السكنية كان طريقة للتنفيس عن إحباط الجيش, بعد فشله بوقف اطلاق الصواريخ من القطاع (جاء ذلك في حوار أجرته القناة «12» الصهيونية, مع عدد من الطيارين شاركوا في نسف 9 أبراج سكنية).
 
حملة تسويق أُكذوبة ترويض بايدن نتنياهو والضغط عليه لوقف النار, ترافقت مع تسريبات عن طلب الرئيس الأميركي من رئيس السلطة محمود عباس, وقف التظاهرات في الضفة الغربية, مُتوقِّعاً منه إرسال قوات الأمن التابعة له الى أماكن الإحتكاك بين الشباب الفلسطيني وجيش الإحتلال في أرجاء الضفة لغربية, بهدف السيطرة على الأوضاع ومنع انتقال المُواجهات الى الضفة الغربية, (على ما نقل باراك رافيد لموقع «والاه» الصهيوني, رغم عدم صدور اي تعليق فلسطيني على هذا الخبر). كما تزامن التسريب مع جولة وزير الخارجية.. بلينكن للمنطقة, تسبِقه ال? ذلك «شروط» وضعها وزير الحرب غانتس, تقول: إن إعادة إعمار غزّة مرهون بتسوية قضية الأسرى الصهاينة لدى حماس.