السيسوبولوتيكيا والجيوبولوتيكيا
يسري غباشنة
بداية، هذان المصطلحان لا علاقة لي بهما من قريب ولا من بعيد، بل هما مصطلحان تكررا أكثر من مرات خمس أو ست في مقال واحد لأحد الذين يسوقون أنفسهم بأنهم يمثلون معارضة الخارج. ورد هذان في سياق تحليل الكاتب لما سيؤول إليه الوضع في الأردن؛ فكاتب هذا المقال على يقين تام من سقوط النظام في الأردن، ولكنه حائر محتار في كيفية هذا السقوط. لذا، فإنه أخذ يحلق بخياله وتحليلاته مستندا إلى ما في جعبته من السيسوبولوتيكيا والجيوبولوتيكيا مرورا بالترانسجوردان دون أن يغيب عن قلمه الديمغرافية واللوجستية.
عزيزي الكاتب؛ خالد القسايمة: لا أظنك إلا مواطنا أردنيا من إحدى القرى الطاهرة في ربوع بلادك، ولا أظنك إلا وقد تعلمت الحبو ودرجت خطواتك المتعثرة طفلا بين الحواكير والسناسل، بين الحرّوش والشمّام لتنتصب ويقوى عودك ويفصح لسانك فبات حديثك بالسيسو وحجتك بالجيوبو وبرهانك بالترانسو وما يليها، وكأنك باستخدامك هذا قد ملكت زمام الأمور، وأحطت بمقتضيات أحوال العباد والبلاد، وسبرت غور همومهم واستشرفت مآل طموحهم، فنطقت باسم الأحرار تارة، وبالحراك الشبابي تارة أخرى، وبالوطنية والتحرير كنت لهما الريشة والقلم تارة أخرى، وصدق من قال: الحراك في الأردن والصوت في لندن.
عزيزي، إذا كنت من المعارضة فهذا حقك ورأيك الذي لا ينازعك فيه أحد. ولكن، هناك معارضة في الداخل الأردني يقودها أفراد وأحزاب وتنظيمات وجماعات عاملة على الأرض دون أن تمسّ أو تهان لا سمح الله، ومهما بلغ سقف معارضتك أنت ورفاقك فلن تبلغوا السقف الذي رفعه سعادة النائب ليث شبيلات، ولن تبلغوا مماحكة ومناكفة ومعارضة جبهة العمل الإسلامي، ولن تصلوا إلى ما وصل إليه فضيلة الشيخ حمزة منصور، ولا الشخصيات الفاعلة الأخرى كدولة أحمد عبيدات، ولا الشخوص الشبابية أيضا. هؤلاء يا عزيزي لم يتحدثوا بالسيسوبولوتيكيا ولا بالجيوبولوتيكيا، وهم مازالوا يمارسون أقصى ما في جعبتهم من معارضة مسؤولة دون أن يتعرضوا لملاحقة من الجهات الأمنية التي كانت مدرسة وأكاديمية أخلاقية في التعامل مع المواطنين معارضة وموالاة إن شئت.
عزيزي خالد، لا ينكر عاقل ما في البلد من أوجه فساد تراكم على مرّ السنين من مسؤولين اؤتمنوا فخانوا، ووكّلوا فباعوا. ولكن الأرض إذا رغبنا في استصلاحها فعلينا بحرثها مرة تلو مرة وفي كل مرة نقلع شروش النباتات المتسلقة والمتعفنة، ومن ثم نبذرها بذرا صالحا من أبناء الوطن الخلّص وهم موجودون- إن شاء الله- بعد أن نتخلص من النفايات والمياه العادمة ونرميها جانبا، ومن ثم تأتي الأرض الطيبة أكلها بالمتابعة والعناية المستمرة والتشذيب والتهذيب. أما أن يكون إصلاحك للأرض بتفجيرها وريّها بالدم والدموع والقتل والتشرد من خلال دعوتك أنت ومن لف لفيفك فلا أظن عاقلا يوافقكم رأيكم الذي تتبنونه وتسعون إلى ترويجه.
عزيزي، إن لم يوافق مزاجك النظام الملكي الهاشمي فدونك والجمهوريات والجماهيريات انعم وتمتع بخيراتها ردحا من الزمن، فما زال في بلدك ركن آمن تأوي إليه إن ضاقت بك الدنيا. وما زال في قريتك شجرة بلوط أو زيتونة مباركة تستظل بظلها. وما زال في باديتك خيمة عزّ تستند إلى واسطها ظهرك بعد أن تمل من الحل والترحال. ومن أوهمك أن العقد بيننا وبين الهاشميين قد ارتخت أواصره فهو واهم، ومن أوهمك أن الجياد الأصيلة تسقط فهو واهم.
عزيزي، ومن أوهمك أن الوهم ليس وهما فهو واهم.
بداية، هذان المصطلحان لا علاقة لي بهما من قريب ولا من بعيد، بل هما مصطلحان تكررا أكثر من مرات خمس أو ست في مقال واحد لأحد الذين يسوقون أنفسهم بأنهم يمثلون معارضة الخارج. ورد هذان في سياق تحليل الكاتب لما سيؤول إليه الوضع في الأردن؛ فكاتب هذا المقال على يقين تام من سقوط النظام في الأردن، ولكنه حائر محتار في كيفية هذا السقوط. لذا، فإنه أخذ يحلق بخياله وتحليلاته مستندا إلى ما في جعبته من السيسوبولوتيكيا والجيوبولوتيكيا مرورا بالترانسجوردان دون أن يغيب عن قلمه الديمغرافية واللوجستية.
عزيزي الكاتب؛ خالد القسايمة: لا أظنك إلا مواطنا أردنيا من إحدى القرى الطاهرة في ربوع بلادك، ولا أظنك إلا وقد تعلمت الحبو ودرجت خطواتك المتعثرة طفلا بين الحواكير والسناسل، بين الحرّوش والشمّام لتنتصب ويقوى عودك ويفصح لسانك فبات حديثك بالسيسو وحجتك بالجيوبو وبرهانك بالترانسو وما يليها، وكأنك باستخدامك هذا قد ملكت زمام الأمور، وأحطت بمقتضيات أحوال العباد والبلاد، وسبرت غور همومهم واستشرفت مآل طموحهم، فنطقت باسم الأحرار تارة، وبالحراك الشبابي تارة أخرى، وبالوطنية والتحرير كنت لهما الريشة والقلم تارة أخرى، وصدق من قال: الحراك في الأردن والصوت في لندن.
عزيزي، إذا كنت من المعارضة فهذا حقك ورأيك الذي لا ينازعك فيه أحد. ولكن، هناك معارضة في الداخل الأردني يقودها أفراد وأحزاب وتنظيمات وجماعات عاملة على الأرض دون أن تمسّ أو تهان لا سمح الله، ومهما بلغ سقف معارضتك أنت ورفاقك فلن تبلغوا السقف الذي رفعه سعادة النائب ليث شبيلات، ولن تبلغوا مماحكة ومناكفة ومعارضة جبهة العمل الإسلامي، ولن تصلوا إلى ما وصل إليه فضيلة الشيخ حمزة منصور، ولا الشخصيات الفاعلة الأخرى كدولة أحمد عبيدات، ولا الشخوص الشبابية أيضا. هؤلاء يا عزيزي لم يتحدثوا بالسيسوبولوتيكيا ولا بالجيوبولوتيكيا، وهم مازالوا يمارسون أقصى ما في جعبتهم من معارضة مسؤولة دون أن يتعرضوا لملاحقة من الجهات الأمنية التي كانت مدرسة وأكاديمية أخلاقية في التعامل مع المواطنين معارضة وموالاة إن شئت.
عزيزي خالد، لا ينكر عاقل ما في البلد من أوجه فساد تراكم على مرّ السنين من مسؤولين اؤتمنوا فخانوا، ووكّلوا فباعوا. ولكن الأرض إذا رغبنا في استصلاحها فعلينا بحرثها مرة تلو مرة وفي كل مرة نقلع شروش النباتات المتسلقة والمتعفنة، ومن ثم نبذرها بذرا صالحا من أبناء الوطن الخلّص وهم موجودون- إن شاء الله- بعد أن نتخلص من النفايات والمياه العادمة ونرميها جانبا، ومن ثم تأتي الأرض الطيبة أكلها بالمتابعة والعناية المستمرة والتشذيب والتهذيب. أما أن يكون إصلاحك للأرض بتفجيرها وريّها بالدم والدموع والقتل والتشرد من خلال دعوتك أنت ومن لف لفيفك فلا أظن عاقلا يوافقكم رأيكم الذي تتبنونه وتسعون إلى ترويجه.
عزيزي، إن لم يوافق مزاجك النظام الملكي الهاشمي فدونك والجمهوريات والجماهيريات انعم وتمتع بخيراتها ردحا من الزمن، فما زال في بلدك ركن آمن تأوي إليه إن ضاقت بك الدنيا. وما زال في قريتك شجرة بلوط أو زيتونة مباركة تستظل بظلها. وما زال في باديتك خيمة عزّ تستند إلى واسطها ظهرك بعد أن تمل من الحل والترحال. ومن أوهمك أن العقد بيننا وبين الهاشميين قد ارتخت أواصره فهو واهم، ومن أوهمك أن الجياد الأصيلة تسقط فهو واهم.
عزيزي، ومن أوهمك أن الوهم ليس وهما فهو واهم.