زهير العزه يكتب عن الإصلاح وقوى التعطيل
أخبار البلد -
ملف الاصلاح رفع كأولوية من بينِ الملفات التي أهملت طويلا داخل الادراج أو "الجوارير " ليرسم نفسه كحدث أول مطلوب للاردنيين جميعا من أجل اصلاح حال البلاد والعباد خاصة بعد تلك المشاكل او قل المصائب التي جرتها المنظومة المتحكمة بالقرار خلال السنوات السابقة .
واذا كان جميع من يعمل بالعمل العام يدرك أن قوى واركان التعطيل ستخضع كل الاجتهادات والدراسات والمطالب المقدمة من الاحزاب والقوى السياسية والشخصيات التي يتم الحوار حولها الى فحص دقيق في مختبر الاجتزاء ،يفرز المطالب الاصلاحية بما يتماشى مع مصالح النخب الحاكمة والمتسلطة على القرار في الوطن ، كما ستخضع الاحزاب والقوى السياسية وشخصيات الفعل العام لفحص دم في الوطنية، وفق رؤية قاصرة على مدى إستجابة هذه القوى لمصالح الفئة المتحكمة بالقرار ، وبالتالي فأن المطلوب من كل القوى بمختلف اطيافها أن تبقى تصرعلى المطالبة بالاصلاح وفق رؤية يراها الملك والشعب طريق الخلاص من الاهمال واللامبالاة والفساد والافساد الذي أصاب المنظومة التي تحكمت بالقرار لسنوات طويلة وافرزت ضررا اثرعلى مسيرة الدولة ورأس النظام مباشرة .
اليوم وقد أمهل الملك رؤساء السلطات مهلة اسبوع كي تحسم اجنداتها وبرامجها والتقدم بحزمة القوانين الاصلاحية المطلوبة الى الملك ، مع البرامج الزمنية اللازمة، فأن المطلوب ان تسارع هذه السلطات ودون تلكؤ الى توجيه الدعوات الى قادة احزاب المعارضة،وبعض من احزاب الوسط الفاعلة ، والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية لتقديم رؤيتها وبرامجها واستراتيجياتها المتعلقة بالاصلاح ،مع وضع عنوان اساسي تعمل من خلاله هذه السلطات هو عدم اقصاء اية جهة من الجهات الفاعلة وخاصة الشخصيات الوطنية التي لها تأثير في الشارع .
والواقع وللامانة فأن جهد رئيس مجلس الاعيان السيد فيصل الفايز كان مميزا خلال الاسابيع الماضية ، وكنت شخصيا اتمنى ان يستمر في جولات الحوار مع فئات اخرى من فئات المجتمع وهي الشخصيات الوطنية والاعلامية والثقافية التي تملك برنامجا حقيقيا للاصلاح ولها دور سياسي في هذا المجال وليس دخلاء الاعلام الذين تم فرضهم اما بسبب قوانيين عاجزة او بسبب قربهم من هذه المؤسسة الحكومية او تلك.
اننا اليوم أمام مرحلة هامة من مراحل الدولة التي لا يمكن الاستمرار بالعمل خلالها وفق الآليات القديمة ، فتطور المجتمع ونضوج الشعب وخاصة قطاع الشباب الذي جعل كل الوسائل القديمة والنهج السابق في التعامل معه عاجزا،سواء على الصعيد الاعلامي المتحجروالمتهالك او على صعيد الخطاب السياسي العاجز عن إيصال رسالة الوطن وفق رؤية حديثة تقوم على لغة المصارحة والمكاشفة والدفع بالحقيقة كاملة الى سطح المشهد الوطني، وليس اخفائها كما هو حاصل الان, ما ادى الى استسلام الشباب الى مصادر اخرى وخطاب اخر قد يكون صحيحا في بعضه ,ولكن جميعنا ندرك أن في بعضه الاخر سم قاتل أصاب الوطن كما أصاب عقول الابناء من الشباب المتعطشين للحقيقة .
إن الجميع معني اليوم بالعمل وفق عملياتِ ترسيمِ لمرحلة قادمة تحقق اولا مبداء العدالة في توزيع ثروات ومكاسب التنمية على جميع ابناء الوطن، والمساواة بينهم بما لا يجعل فئة او مجموعة مهنية او اقتصادية تهيمن على مكاسب الثروة الوطنية او الوظائف العليا بالدولة كما هو حاصل الان ، او تهيمن الشللية والمحسوبية في اختيار المناصب الرفيعة مهما كانت هذه المناصب والمواقع ، فالعدالة اساس الاصلاح وطريقه الذي ستمشي عليه مخرجات برامج الاصلاح التي ستقترحها القوى السياسية .
zazzah60@yahoo.com