رواية الطاقة وانقطاع الكهرباء
اخبار البلد - د . مهند مبيضين
سيئ في جداً الاضطراب في تفسير الاحداث للعامة، والأكثر سوءاً أن يتولى الناس تفسير الأمور كما يروق لهم، والأكثر سوءاً أن يبقى تصدر أكثر من رواية، وأن لا يكون هناك ما يقنع الناس بما يحدث، لكن الأكثر غرابة ان نقرر بأن الحدث مر بسرعة كبيرة واستثنائية، وأن العلاج للمشكلة كان بزمن قياسي بمدة ساعتين.
هل من المعقول أن يترك الناس فريسة الظنون والروايات المتعددة التي تفسر لهم ما جرى في موضوع انقطاع الكهرباء اول أمس؟ بطبيعة الحال لا يوجد حكومة في الدنيا تشتهي ان تقطع خدمة الكهرباء عن مواطنيها، ومن الظلم القول بان الحكومة كانت تعرف السبب ولم تعلنه.
لكن، للأسف كان هناك ارباك، وكان هناك عدم توضيح في الأسباب للآن، وقد قيل بداية القطع أنه بسبب صيانة في الخط الناقل من جمهورية مصر الشقيقة، ولاحقا قيل أنه ليس صيانه بل قطع، والبعض روج لمقولة قيام شركة العطارات بمدّ الشركة الوطنية بالكهرباء بشكل تجريبي مما اوجد فرقا في التردد، وقد نفت شركة العطارات ذلك، وبررت ما قامت به من تشغيل.
أمّا الحكومة فراحت تبث للناس الإنجاز في سرعة الحل، لكن الحكومة ذاتها لم تكن تملك الإجابة، والأمر في النهاية يحتاج لخبرة فنية وعلمية تفسر ما حدث.
ليس لدينا مبرر بأن لا يكون لدينا إجابة واضحة عما جرى، وصحيح أن جودة الشبكة الوطنية للكهرباء هي انجاز وطني يستحق التقدير، وعلى مر عقود اتسمت الخدمة بالديمومة وعدم الانقطاع، والمواطن لم يعتد كما في دول أكثر من قدرات من حولنا تنقطع فيها الكهرباء ويشغل الناس مصالحهم على المولدات، لكن الإنجاز الوطني الأردني في قطاع الكهرباء ولدّ مقاييس عالية لدى المواطن فيما يخص نوعية الخدمة، وهذا امر آخر.
الحديث هنا آلية التصرف والتوضيح للمواطن، وتعدد الروايات، وعدم الاعتراف بأن هناك خطأ حدث، وكأن الأخطاء لا تحدث، وهي طبيعية، في كل الدول، ولا اعرف ما ضير وزيرة الطاقة لو كانت أكثر شفافية وحدثتنا عما جرى سواء بمعرفة السبب ام لا، وان لا تتحدث لنا عن الإنجاز في إعادة التيار الكهربائي.