هكذا هزت غزة قواعد «اللعبة»...!
اخبار البلد - حسين الرواشدة
أخطر ما فعلته حرب غزة الأخيرة هو انها «هزت» قواعد اللعبة في هذه المنطقة، ليس فقط لأنها «توجت» حماس طرفاً سياسيا ومحورياً في معادلة الصراع مع المحتل، ولا لأنها «كشفت» صورة السلطة الفلسطينية وبعض العواصم العربية التي انحازت «للحياد» في مواقفها ضد العدوان، ولا لأنها اعادت القضية الفلسطينية الى مركز الصدارة والاهتمام، وابرزت «الوجه» العنصري للاحتلال، وانما - وهذا الأهم- لأنها أعادت «الوعي» للشعوب العربية بما تمتلكه من قدرات وحركة وحيوية في التعبير عن نفسها وانتزاع حقوقها وعدم الاستسلام للأمر الواقع.
للتذكير فقط، العدوان الإسرائيلي على غزة (يوليو 2014 ) جاء في سياق «كسر» الوعي الذي تمتعت به الشعوب العربية آنذاك، وكأنه «جولة» لإجهاض الربيع العربي او جزء من هذه الجولة وظهير لها، او انه -على الأقل- يتقاطع مع أهدافها واستراتيجياتها، وبالتالي فإن الذين انخرطوا في وظيفة «السكوت» على العدوان، سواءً بذريعة الحسابات السياسية الخاطئة او بدعوى الكراهية التي جرى الترويج لها لتكسير إرادة المجتمعات وتخويفها من نفسها ،هؤلاء اختزلوا «فلسطين» وقضيتها في (غزة) كما اختزلوا (غزة) في حماس.
الآن تغيرت الصورة نسبياً، فالمقاومة أطلقت صواريخها دفاعاً عن (القدس) وسط اجماع فلسطيني على الهدف ،و الشعوب العربية والإسلامية (وكثير من احرار العالم) انحازوا لدعم الفلسطينيين وأشهروا عداءهم للاحتلال وارهابه، هنا لم تجد بعض العواصم العربية أي جدوى «للحياد»،فانطلقت للتدخل من اجل الضغط على تل أبيب وإقناع حماس لوقف الحرب، لكن ما حدث فعلاً هو ان «غزة» بمقاومتها والتفاف الشعب الفلسطيني حولها دقت «ناقوس» اليقظة لدى الذاكرة الشعبية العربية،التي أوشكت على نسيان «نهوضها» قبل عشر سنوات للمطالبة بحقوقها،او كأنها آذنت بعودة الروح «للإنسان العربي» بانتصارها لكي يبدأ ربيعة من جديد.
السؤال هنا عما بعد «انتصار» المقاومة في غزة ،يأخذنا الى ثلاثة مقاربات -على الأقل- ،الأولى تتعلق بالتحولات التي طرأت على الجبهة الفلسطينية، سواءً تعلقت بحماس او بالسلطة او بمنظمة التحرير الفلسطينية كفاعلين في الصراع ضد المحتل، والأرجح ان هذه التحولات ستكون عميقة ومتدرجة بسرعة، فالفلسطينيون بعد «الانتصار» ليسوا كما كانوا قبله، المقاربة الثانية تتعلق بالكيان المحتل، هوا يبرز سيناريوهان احدها يشير الى «جنوحه» اكثر نحو اليمين المتطرف والاستعداد قريباً لجولة من الصراع العسكري مع الفلسطينيين،ثم التسريع في عملية التهويد وربما الترانفسير انتقاماً من عرب وأهالي الضفة الغربية والقدس.
أما الأخر فيشير الى تراجع اليمين وصعود نجم اليسار او المتعاطفين معه، ثم «التكييف» مع الواقع الفلسطيني والعالمي الجديد للعودة مجدداً الى ملف التفاوض والتسويات ،لتحصيل ما أمكن من «إنجازات» واستباق «عالم عربي وفلسطيني» يتغير بعكس ما تفكر به إسرائيل.
المقاربة الثالثة تتعلق بالشعوب العربية من جهة ،والحكومات والأنظمة السياسية العربية، هنا سجلت الشعوب انتصار «غزة» في رصيدها، ومن المتوقع ان تستثمره في حراكاتها نحو انتزاع حقوقها كما فعلت قبل سنوات، أما الحكومات فقد أدركت ذلك، وستفعل ما بوسعها لإعاقته، لكنها ستظل «أسيرة» في ردود أفعالها القادمة لمعادلة «الصراع» التي تحددها إسرائيل في فلسطين، وبالتالي فإنها ستتحرك باتجاهين متوازيين» احدهما لاحتواء ايّة مواجهة بين غزة والفلسطينيين وبين المحتل مستقبلا ، والثاني لاستيعاب «انتصار» حماس واحتوائها سياسياً، وكل ذلك لضمان عدم انتقال عدوى ما حصل في غزة الى داخل المجتمعات العربية «كشحنة» لانطلاق ربيع عربي ربما يكون مختلفاً هذه المرّة.
للتذكير فقط، العدوان الإسرائيلي على غزة (يوليو 2014 ) جاء في سياق «كسر» الوعي الذي تمتعت به الشعوب العربية آنذاك، وكأنه «جولة» لإجهاض الربيع العربي او جزء من هذه الجولة وظهير لها، او انه -على الأقل- يتقاطع مع أهدافها واستراتيجياتها، وبالتالي فإن الذين انخرطوا في وظيفة «السكوت» على العدوان، سواءً بذريعة الحسابات السياسية الخاطئة او بدعوى الكراهية التي جرى الترويج لها لتكسير إرادة المجتمعات وتخويفها من نفسها ،هؤلاء اختزلوا «فلسطين» وقضيتها في (غزة) كما اختزلوا (غزة) في حماس.
الآن تغيرت الصورة نسبياً، فالمقاومة أطلقت صواريخها دفاعاً عن (القدس) وسط اجماع فلسطيني على الهدف ،و الشعوب العربية والإسلامية (وكثير من احرار العالم) انحازوا لدعم الفلسطينيين وأشهروا عداءهم للاحتلال وارهابه، هنا لم تجد بعض العواصم العربية أي جدوى «للحياد»،فانطلقت للتدخل من اجل الضغط على تل أبيب وإقناع حماس لوقف الحرب، لكن ما حدث فعلاً هو ان «غزة» بمقاومتها والتفاف الشعب الفلسطيني حولها دقت «ناقوس» اليقظة لدى الذاكرة الشعبية العربية،التي أوشكت على نسيان «نهوضها» قبل عشر سنوات للمطالبة بحقوقها،او كأنها آذنت بعودة الروح «للإنسان العربي» بانتصارها لكي يبدأ ربيعة من جديد.
السؤال هنا عما بعد «انتصار» المقاومة في غزة ،يأخذنا الى ثلاثة مقاربات -على الأقل- ،الأولى تتعلق بالتحولات التي طرأت على الجبهة الفلسطينية، سواءً تعلقت بحماس او بالسلطة او بمنظمة التحرير الفلسطينية كفاعلين في الصراع ضد المحتل، والأرجح ان هذه التحولات ستكون عميقة ومتدرجة بسرعة، فالفلسطينيون بعد «الانتصار» ليسوا كما كانوا قبله، المقاربة الثانية تتعلق بالكيان المحتل، هوا يبرز سيناريوهان احدها يشير الى «جنوحه» اكثر نحو اليمين المتطرف والاستعداد قريباً لجولة من الصراع العسكري مع الفلسطينيين،ثم التسريع في عملية التهويد وربما الترانفسير انتقاماً من عرب وأهالي الضفة الغربية والقدس.
أما الأخر فيشير الى تراجع اليمين وصعود نجم اليسار او المتعاطفين معه، ثم «التكييف» مع الواقع الفلسطيني والعالمي الجديد للعودة مجدداً الى ملف التفاوض والتسويات ،لتحصيل ما أمكن من «إنجازات» واستباق «عالم عربي وفلسطيني» يتغير بعكس ما تفكر به إسرائيل.
المقاربة الثالثة تتعلق بالشعوب العربية من جهة ،والحكومات والأنظمة السياسية العربية، هنا سجلت الشعوب انتصار «غزة» في رصيدها، ومن المتوقع ان تستثمره في حراكاتها نحو انتزاع حقوقها كما فعلت قبل سنوات، أما الحكومات فقد أدركت ذلك، وستفعل ما بوسعها لإعاقته، لكنها ستظل «أسيرة» في ردود أفعالها القادمة لمعادلة «الصراع» التي تحددها إسرائيل في فلسطين، وبالتالي فإنها ستتحرك باتجاهين متوازيين» احدهما لاحتواء ايّة مواجهة بين غزة والفلسطينيين وبين المحتل مستقبلا ، والثاني لاستيعاب «انتصار» حماس واحتوائها سياسياً، وكل ذلك لضمان عدم انتقال عدوى ما حصل في غزة الى داخل المجتمعات العربية «كشحنة» لانطلاق ربيع عربي ربما يكون مختلفاً هذه المرّة.