هل نستثمر فيما حصل ؟

أخبار البلد- بقلم  علي الدلايكة

 
لاول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي تتغير لهجة الخطاب والميزاج العام العالمي والقوى الكبرى التي كانت داعمة لاسرائيل وحمايتها فقد تغيرت اللهجة الامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين ولاول مره يتحدث الرئيس الامريكي عن ان حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتحدث عن حق الفلسطينيين بالعيش الكريم وعلى استعداد امريكا بالمساعدة في اعادة اعمار غزة وتتحدث ميريكل والاتحاد الاوروبي عموما عن ضرورة اجراء مباحاثات غير مباشرة مع حماس بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط ....

تغييرات كبيرة وجذرية احدثتها الاحداث الاخيرة وضعت القضية الفلسطينية وما يتعلق بها من قضايا بالشرق الاوسط على المسار الحقيقي وعلى ما يجب ان تكون عليه من اهمية في التعامل والتعاطي والجدية في الوصول الى حل لكل القضايا العالقة وعدم التراخي في ذلك والذي من شأنه ان يقودنا والمنطقة والعالم الى مزيد من العنف والقتل والتدمير .....

لقد ازالت الاحداث الاخيرة اللثام عن الكثير من الحقائق التي كان البعض يحاول طمسها واخفائها في خدمة غير مشروعة وغير انسانية وغير قانونية وغير عادلة لاسرائيل ولما تقوم به من افعال منافية للحقيقة والواقع والمواثيق والاعراف الدولية ....
لا مجال ولا خيار الان امام العالم اجمع وجميع القوى المؤثرة في المنطقة وخصوصا من يدعمون اسرائيل الا التعامل بعدالة مع القضية الفلسطينية وشعبها وخلاف ذلك لا امن ولا امان ولا استقرار في المنطقة باسرها ولن يكون لاي قوة مهما كبرت وعظمت ان تفرض ارادتها واطماعها واطماحها بعيدا عن عدالة القضية وعودة الحقوق الى اهلها غير منقوصة ....

لقد آن الاوان للشعب الاسرائيلي ان لا يبقى العوبة بيد سياسيين يتصرفون برعونة وغطرسة متطرفون لا يعرفون لغة الحوار ولغة المصالح المتبادلة غرتهم قوتهم التي لم تغني عنهم شيئا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله همهم الوحيد هو البقاء على راس السلطة والحكم ...

هو ما قيل وما زال يقال من قبل جلالة الملك عندما كان ناصحا لكل القوى الاقليمية والعالمية لانه لا خيار امامنا بالمنطقة في اقليم آمن ومستقر الا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وها هو المجتمع الدولي يصغي صاغرا لما كان يقال ولكن بلغة القوة لغة القتل والدمار والتهجير والتي فضحت زيف ما كان يروج له من قبل قوى الظلام وتجار السياسة والمكاسب والذي غلبت عليهم لغة المصالح الشخصية الضيقة على لغة الاخلاق السياسية ...

هي فرصة تاريخية قد لا تتكرر بان يكون هناك قوى سياسية فاعلة قادرة على ان تدير المشهد وتستثمر ما تم وتوضح وانكشف على ارض الواقع وان لا تتراخى في ذلك قيد انملة ....

بحاجة إلى تعاطي سياسي ودبلوماسي نخبوي لا يتلكأ ولا يتلعثم ولا يتباطأ ياخذ السبق في فرض ما يتطلبه الموقف من قرارات ينطلق بقوة ألحق ومنطق الواقع والأحداث وشرعية المطلوب ووجوبه ولا اعتبارات تتقدم على اعتبار نبل وكرامة الحدث وموقعنا وموقفنا الذي يجب نكون عليه وفي قلب الحدث