وصفي يراقب ...
مازالت ذكرى وصفي التل حاضرة فينا، كأحد أهم رجالات الأردن الفعل السياسي العملي الذين أسهموا فعليا في الحفاظ على الأردن وانتشاله من أعاصير المرحلة التي كنت تضرب شواطئه، حتى ضحوا بكل ما يملكون أرواحهم أموالهم وراحة بالهم في سبيله، على الرغم من مرور أربعون عام على استشهاده في القاهرة أثناء مشاركته اجتماع مجلس الدافع العربي.
وصفي التل صفحة تزين تاريخنا المعاصر مازالت بحاجه إلى اليوم دراسة وبحث مستفيضان، دراسة نستذكرها عندما تشتد الخطوب فوق رؤوسنا، نستدفئ بها باعتبارها منارا نهتدي بها، من خلال أعاده استذكار مواقفه الباقية وتطبيق ما يصلح منها في هذه المرحلة.
المثير في الأمر أن البعض اليوم يستذكر الرجل ومواقفه ويتغنى بها ويطبل لها، في حين يقولون لنا لما عجزوا أن يكونوا كما كان، وان يفعلوا كما فعل.
لا أنكر أنني تمنت معيشة تلك المرحلة بما لها وعليها، ومرافقة رجالاتها بمرها قبل حلوها.
وصفي اشتقنا اليك، لكن الأرض ستنبت غيرك، والرحم سينجب غيرك، وأنت تبتسم من بعيد.
يا رجل نفقدك بعدما تحول الرجال إلى أشباه رجال، نفتقدك أيها البطل والى حربك المعلنة ضد الفساد والمفسدين،كم نحتاج اليك أيها القروي البدوي المدني.
وصفي، بعدك غابت الزراعة، واغتيلت الأشجار، وصدر منتوجاتنا إلى الصهاينة في إسرائيل، سلبت روح الإذاعة، وقطعت شجرتها، شوهت صورة الأغنية الوطنية، وجمد دور الاعلام الوطني، ابعد السياسيين الحق، عن المواقع العامة وكأنهم أعداء لا أبناء هذه الأرض، حرق كل ما سمي باسمك، حتى الغابات لم تسلم منهم.، يحاولون طمس تجربتك، لكن تأبى مخططاتهم أن تقترب من أستار النجاح.
وصفي كثرت الشركات والكراسي والمصالح الرأسمالية، اخذوا الأردن إلى شفا الانهيار.
كثر الفساد وانتشر، دونما أن نجد احد يقف بوجه مشهرا سلاحه ومدافعا عن حق الأردن، اللهم خلا سلاح الكذب، يكذبون ويكذبون ويكذبون .
يا وصفي أشقاءنا العرب باتوا أكثر فرقة، وصرنا أكثر عداء، صار أبناء الصهيونية اقرب إلينا منهم، مهددون بمخططات تقسيم جديد، وطن بديل، وشرق أوسط جديد، وفوضى خلاقة.
احتلت بغداد وقسمت ما بين هرقل وكسرى، وبعيدة عنا ذي قار، فهل تذكر القدس ؟
لقد تم الانقلاب على كل شي يا وصفي فالزراعة تم استبدالها بناطحات سحاب، والبوادي تم طرد إبلها وأغنامها، والقرى تم نسيانها، والمدن سيطر عليها الرأسمال الفاسد بحجه الاستثمار. التنمية التي أطلقتها كسرت عجلاتها، باسم الوطنية وحماية النظام انتشر الفقر والسلب والنهب، واستفحلت الجريمة.
لابد من لقول انه بات ضروريا أعادة دراسة منهج وصفي اجتماعيا، سياسيا، إعلاميا، ثقافيا، وإداريا، واقتصاديا، وعسكريا، واستراتجيا، المحبون كثر لا ننكر ذلك، لكن كم محب فهم نهج وصفي وسار دربه.
في النهاية سأهمس في أذنيك وأقول: بعد أربعون عاما من استشهادك، مازالت حاضرا فينا تراقب .
الله يرحمنا برحمته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com
وصفي التل صفحة تزين تاريخنا المعاصر مازالت بحاجه إلى اليوم دراسة وبحث مستفيضان، دراسة نستذكرها عندما تشتد الخطوب فوق رؤوسنا، نستدفئ بها باعتبارها منارا نهتدي بها، من خلال أعاده استذكار مواقفه الباقية وتطبيق ما يصلح منها في هذه المرحلة.
المثير في الأمر أن البعض اليوم يستذكر الرجل ومواقفه ويتغنى بها ويطبل لها، في حين يقولون لنا لما عجزوا أن يكونوا كما كان، وان يفعلوا كما فعل.
لا أنكر أنني تمنت معيشة تلك المرحلة بما لها وعليها، ومرافقة رجالاتها بمرها قبل حلوها.
وصفي اشتقنا اليك، لكن الأرض ستنبت غيرك، والرحم سينجب غيرك، وأنت تبتسم من بعيد.
يا رجل نفقدك بعدما تحول الرجال إلى أشباه رجال، نفتقدك أيها البطل والى حربك المعلنة ضد الفساد والمفسدين،كم نحتاج اليك أيها القروي البدوي المدني.
وصفي، بعدك غابت الزراعة، واغتيلت الأشجار، وصدر منتوجاتنا إلى الصهاينة في إسرائيل، سلبت روح الإذاعة، وقطعت شجرتها، شوهت صورة الأغنية الوطنية، وجمد دور الاعلام الوطني، ابعد السياسيين الحق، عن المواقع العامة وكأنهم أعداء لا أبناء هذه الأرض، حرق كل ما سمي باسمك، حتى الغابات لم تسلم منهم.، يحاولون طمس تجربتك، لكن تأبى مخططاتهم أن تقترب من أستار النجاح.
وصفي كثرت الشركات والكراسي والمصالح الرأسمالية، اخذوا الأردن إلى شفا الانهيار.
كثر الفساد وانتشر، دونما أن نجد احد يقف بوجه مشهرا سلاحه ومدافعا عن حق الأردن، اللهم خلا سلاح الكذب، يكذبون ويكذبون ويكذبون .
يا وصفي أشقاءنا العرب باتوا أكثر فرقة، وصرنا أكثر عداء، صار أبناء الصهيونية اقرب إلينا منهم، مهددون بمخططات تقسيم جديد، وطن بديل، وشرق أوسط جديد، وفوضى خلاقة.
احتلت بغداد وقسمت ما بين هرقل وكسرى، وبعيدة عنا ذي قار، فهل تذكر القدس ؟
لقد تم الانقلاب على كل شي يا وصفي فالزراعة تم استبدالها بناطحات سحاب، والبوادي تم طرد إبلها وأغنامها، والقرى تم نسيانها، والمدن سيطر عليها الرأسمال الفاسد بحجه الاستثمار. التنمية التي أطلقتها كسرت عجلاتها، باسم الوطنية وحماية النظام انتشر الفقر والسلب والنهب، واستفحلت الجريمة.
لابد من لقول انه بات ضروريا أعادة دراسة منهج وصفي اجتماعيا، سياسيا، إعلاميا، ثقافيا، وإداريا، واقتصاديا، وعسكريا، واستراتجيا، المحبون كثر لا ننكر ذلك، لكن كم محب فهم نهج وصفي وسار دربه.
في النهاية سأهمس في أذنيك وأقول: بعد أربعون عاما من استشهادك، مازالت حاضرا فينا تراقب .
الله يرحمنا برحمته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com