نوافق ولكن!

«كل شيء في حسابه» كما يقول الشامي, وهناك أخلاق في العمل السياسي لا يمكن أن نضع على سقفها الشتاء والصيف معاً!!
لقد عانى العراق 12 عاماً من الحصار, وكنّا الوحيدين الذين قبلوا بالمغامرة.. وكسرنا الحصار!! قلنا وقتها للاميركيين: بموجب المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة, يحق لكل دولة تتضرر من حصار دولة اخرى أن تأخذ تعويضات على خسائرها, لأن هذه الخسائر تطال الشعب!! أيدكم على مليارات التعويض.
لم نأخذ تعويضات وكنا الدولة الوحيدة في العالم التي تعاملت اقتصادياً وسياسياً مع الاشقاء العراقيين حتى النهاية.
الان لا نظن أننا سنحاصر سوريا اقتصادياً, رغم أننا مرشحون للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي, لأن الاخلاق القومية التي ترفض قتل الناس, وتجويعهم, واعتقالهم.. هي ذاتها التي ترفض مبدأ الحصار. ولو أن اصحاب النظام السوري تطوعوا للمزيد من العقوبات على العراق.. وأولها قطع خط النفط الذي يصل ابار الشمال بالبحر المتوسط!!
لن نخرج على الاجماع العربي, لكنه الخلق القومي الذي يخرج. فعائلات الرمثا واربد والشجرة وعمراوة وحتى المفرق تمتد لتشمل درعا وطفس والشيخ مسكين. وهذه العائلات لا يستطيع أحد من السياسيين قطع صلة الرحم في علاقاتها, ولا نقبل تصنيفها على طريقة نظام دمشق, فخيار الناس هذه الايام: نموت ولا نستسلم, أو نجوع ولا نركع.. لكن هناك خيار آخر هو: وجع كل يوم أم نغادر الى الاردن!!
سمعنا مرة من محمد حسنين هيكل أن ثورة درعا ناتجة عن مجاورتها للاردن. واعتبرنا أن ذلك مقدمة لحملة تحريض على بلدنا ذلك أنه «لا يخرج من الناصرة رجل صالح», لكننا مع الوقت ادركنا أن انتظار نتائج التحريض كانت صفراً. فنحن اغلقنا ذاكرة عام 1970 حين غزت ثلاثة ألوية مدرعة من الجيش السوري شمال الاردن.. ولم نسمع وقتها من هيكل سوى ترديد الاكذوبة: بأنه جيش التحرير الفلسطيني وكأن هناك فرقاً.. طالما أن الغزو هو الغزو!!
نقف في مواجهة نظام الاسد انتصاراً لشعب سوريا. ولا نقبل الحصار انتصاراً لشعب سوريا فنحن جزء من سوريا, وجزء من العراق, وجزء من السعودية والخليج العربي. هكذا ربانا عبدالله بن الحسين مؤسس هذا الكيان.. وهكذا حملنا أوجاع العروبة وكوارثها!!