وحدها فلسطين.. بوصلة الأحرار والقضية التي لا تموت

اخبار البلد ـ مُرتبك وعلى قلَق مُعسر الذين عانقوا الأوهام وصدّقوا خزعبلات الصهاينة وروايتهم المُؤسطرَة, وظنّوا لفرط سذاجتهم ان اسرائيل باتت جزءاً لا يتجزّأ من المنطقة, وأنها واقع شبيه بالقَدَر الذي لا فكاك منه, فانزلقوامُهرولين لعناق القتلّة ومجرمي الحروب, الذين وبعد 73 على نكبة الشعب الفلسطيني/نكبة الأمة...لم يستطيعوا كسر إرادة شعب فلسطين أو ترويضه.
 
ان تجتمِع الذكرى 73 للنكبة مع نار المجازر التي يُقارفها الفاشيّون الصهاينة, ويُواجهها ببسالة عز نظيرها شباب فلسطين التاريخية...الداخل الفلسطيني كما الضفة الغربية وخصوصا قطاع غزة الشاهد والشهيد, الذي لم تتوقّف آلة القتل الصهيونية المَهولة, التي وفّرتها إمبرطورية الشر الأميركية,بسخاء غير مسبوق وبدعم سياسي ودبلوماسي وإعلامي واستخباري, عن التنكيل به وشن الحروب عليه منذ النكبة 1956 حتى الان.
 
يعني هذا..ان فلسطين قضية غير قابلة للنسيان او «التمويت» البطيء/المُبرمَج... سواء باتفاقات/صفقات خلف الأبواب المُغلقة, أم اتّخذت شكلاً علنِياَّ أكثر صفاقة وغروراً على النحو الذي روّج له...ضغوطا ورشى, ترمب وصبيتِه كوشنر وغرينبلات/بيركوفيتش ورهط محامي العقارات, عندما حوّلوا حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف او التقادم, الى مُجرد «نزاع عقاري».
 
سَقطتْ أوهام كهذه مع ما تبقى من ورق توت وأقنعة, وأعاد شعب الجبّارين الأمور الى نصابها رغم ما حلّ بأهالي القطاع والضفة الغربية والداخل الفلسطيني من مآس وما ارتكبه مجرمو الحرب الصهاينة من مجازر ضد أطفالهم وبناهم التحتية ومرافق حياتهم المتواضعة لكسر إرادتهم وإجبارهم على القبول بـ"اللاشيء» المعروض عليهم.
 
قال شعب الجبارين: آلة القتل الصهيوأميركية لا تُخيفهم, وسيُواجهوها بإرادتهم وحجارتهم وبعض أسلحتهم, التي لا يمكن مقارنتها بما يتوفّر عليه العدو في القدرة والتأثير والإعلام...لكنها مع ذلك أرعبَت العدو وأرغمته على إعادة حساباته, رغم مكابرته وغطرسته وحجم الإرتباك الذي سبّبته. ليس بكسر هيبة الردع الذي حاول عبثاً استعادته, بل وأيضاً انعدام قدرة الجبهة الداخلية لديه على استيعاب حجم الصدمة التي لحقت بها جرّاء الصمود المذهل للشعب الذي ظن بعض العرب وخصوصاً رهط المُتصهينين, ان لا سبيل أمامه إلاّ رفع الراية البيضاء والإقرار بواقع لا قدرة لهم على مواجهته أو تغييره.
 
أن ينهض فلسطينيو الداخل الذين تحكمهم اسرائيل بقوانين الإستعماريْن العثماني والبريطاني وتضيّق عليهم كل سُبل الحياة...عملاً وبناءً وتعليماً وخدمات صحية ومرافق عامّة, وهدم المنازل ورفض توسعتها أو تجديد الخرائط الهيكلية التي لم تتغير منذ النكبة حتى الآن, وقضم زاحف ومصادرة مثابرة لأراضيهم كما في النقب.
 
نقول:ان ينهض هؤلاء من شمال فلسطين الى جنوبها احتجاجاً/تضامناً/اشتباكاً مع المستوطنين ونصرة للقدس وغزّة، يعني سقوط الرواية الصهيونية عن الإندماج خصوصاً أُكذوبة «الديمقراطية» المزيفة/المشاركة البرلمانية والبلدية, والتي هي تجميل القباحات العنصرية/الصهيونية/الإستعمارية,التي جسّدها قانون القومية/يهودية الدولة الذي قال لفلسطينيّي الداخل:الدولة ليست دولتكم وبمقدوركم المغادرة, وسنسهّل لكم السُبل وكل الوسائل المُتاحة.كما قيل لفلسطينيي الضفة وخصوصاً أهالي قطاع غزّة,الذي أراد الصهاينة تحويل شاطِئة الى «ريفيرا إسرائيلية» بعد إتمام «تنظيفه» من سكانه وجلّهم من لاجئي النكبة.
 
فلسطين...قضية عصيّة على التصفية والصفقات, وفي ما حدث ويحدث عبرة لمن يُريد أن يعتبر, وبعد إنجلاء غبار المجازر, ستتّضِح الأمور أكثر فأكثر. وأولها حقيقة...أن الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى أو يَغفِر.