معركة القدس.. إما أن نكون أو نكون!

أخبار البلد-

 
بعد قرار القيادة الفلسطينية القاضي بتأجيل الانتخابات التشريعية، والتأكيد على أنها لن تكون إلا بالقدس، سقطت الأقنعة وطفت على السطح أزمة وجودية لدى «منظري الثورة» ودعاة الوطنية، الذين انشغلوا بمهاجمة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس «أبو مازن»، لدرجة لم يتفرغ أحدهم لصياغة بيان على أقل تعديل، استنكاراً لما يحدث في المدينة المقدسة والعاصمة الفلسطينية الأبدية القدس الشريف وعلى وجه الخصوص في حي الشيخ جرّاح.

شعبنا ليس لغزاً.. شعبنا بسيط.. شعبنا لا يعطي الثقة سوى لمن يقول ما يفعل ويفعل ما يقول، وانطلاقاً من هذه المعادلة البسيطة، كان الأجدر بالقوائم المترشحة للانتخابات التشريعية أن تُركّز طاقاتها البشرية والإعلامية نحو دعم شباب القدس في معركتهم التي يخوضونها دفاعاً عن المدينة المقدسة بمقدساتها المسيحية والإسلامية، وعن شرف الأمة العربية والإسلامية جمعاء، لأن القدس هي درّة التاج فعلاً وليس قولاً، وهي البداية والنهاية.

يُحقّق شباب القدس بوطنيتهم وبسالتهم اليوم مجداً عالمياً.. يقاومون المحتلّ بأجسادٍ عارية وجباهٍ مختومة بالعزة والكرامة، ولسان حالهم يقول: «إما أن نكون أو نكون».. ولا شكّ بأنه مهما بلغت التضحيات من أسرى وشهداء وجرحى في صفوفهم، فإنهم سينتصرون، فكما قال المتنبّي: « على قدر أهل العزم تأتي العزائم..».

الشباب المقدسي سيكون.. وكما انتصر في معارك النفق 1996 والانتفاضة الثانية 2000 ومعركة البوابات 2017 وهبة باب العامود 2021، سينتصر مجدداً في الشيخ جرّاح ومحيط المسجد الأقصى وفي كل أحياء وضواحي المدينة المقدسة، والتاريخ أبلغ الشاهدين.

تعيش قدسنا وعاصمتنا الأبدية في ظل ظروف استثنائية وهجمة احتلالية مسعورة غير مسبوقة تتطلب منا جميعاً تكاتف الجهود والوقوف معاً من اجل وحدة الصف، والمضي قدماً نحو تثبيت فلسطينية القدس، وصولاً إلى تحريرها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بها كعاصمة أبدية. فالتفتوا إليها، ولتتوقف محاولات التشكيك واثارة الازمات والاحتقانات السياسية في الشارع الفلسطيني، والتي تثار من كل الحركات المشبوهة التي تعمل في الظلام، ظاهرها الاصلاح وباطنها الحقد على المشروع الوطني وتجلياته.