كيف تحول من حمل "الكلاشنكوف" إلى واشي وجاسوس؟!

أخبار البلد-

 
كيف تحولت أكبر حركة للتحرير الوطني الفلسطيني إلى ما يشبه الحكومات العربية، وجمهوريات الموز، في اعتقال المعارضين والمقاومين وتسليمهم إلى الجلاد، إلى العدو، والزج بهم في السجون العفنة؟!

وكيف تحول الضحايا، ضحايا الاحتلال، وأصحاب الأرض المحتلة إلى سلطات تمارس عمليات الاعتقال وربما التعذيب وتلفيق التهم.!

كيف تحول من أمضوا نصف أعمارهم في سجون الاحتلال أو مبعدين أو مطاردين إلى سجانين وإلى حرسا للزنازين.!

كيف قبلوا أن يضعوا أبناء شعبهم في الزنازين المظلمة والرطبة والنوم على أرضيات السجون الباردة التي تمر الحشرات بجميع أنواعها من شقوقها الضيقة وتتقافز على بلاطها العفن الحشرات الزاحفة!

كيف يقبل مقاتل ومقاوم اعتاد حمل السلاح في مواجهة المحتل أن يضع الأصفاد " الكلبشات" في معصمي رفيق سلاحه ويطلب منه أن يُطأطِئ الرأس وهو الذي كان يقابل دبابات وطائرات وصواريخ العدو بصدر مفتوح وقلب دافئ وروح متوقدة ومشتعلة بالبطولة!

كيف لم ترق قلوبهم لتوسلات أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم الذين كانوا يعتصمون أمام بوابات المعتقل مطالبين بإطلاق سراحها من يقبعون في ظلام السجن !

كيف قبل لاجئ ونازح ومهجر أن يحول شقيقه إلى مشرد من جديد!

كيف تحولت غزة المحاصرة منذ 14 عاما والتي تفتقد لكل شيء، والضفة الغربية التي لا تستطيع إدخال عصفور طائر دون إذن أو موافقة الاحتلال، كيف تحولتا إلى شكل من أشكال البؤس والتصحر الإنساني! .

كيف تحول مناضل سابق حمل "الكلاشنكوف" و"الأر بي جي" إلى مخبر للعدو يرشده إلى مكان سكن المقاومين وملقي الحجارة حتى يقوم العدو باعتقالهم وآسرهم وتعذيبهم وزجهم في ظلمة السجن لسنوات طويلة تحولهم إلى هياكل وأجساد متعبة تتقاسمها الأمراض والأوجاع!

كيف تحول البعض إلى صناعة البؤس، وكيف يرضى البعض بأن يكونوا مجللين بالعار وقد تحولوا إلى سوط إضافي إلى جانب سوط المحتل!

كيف.. كيف.. كيف؟!!