تحركات دبلوماسية لها ما بعدها

اخبار البلد ـ  يكتسب الموقف الأردني السياسي بقيادة جلالة الملك مصداقية عالية لدى عواصم الدول الفاعلة، إن كان على مستوى المنطقة أو العالم، كونه ينبع من مواقف مبدئية ثابتة لا تتغير، خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، التي تعتبر إحدى ثوابت السياسية الخارجية، حيث يقود جلالته جهوداً سياسية ودبلوماسية، مأ أثر في مواقف العديد من الدول، وغيّر من واقع الحال، وحدَّ من القرارات الاحادية المتسرعة التي لا تخدم السلم والامن في المنطقة.
 
اليوم، يقوم جلالة الملك بزيارة هامة الى بروكسل، في إطار الدبلوماسية المنتجة، لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، يَحمل للعواصم المؤثرة رؤيته الثابتة لإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، بعد أن التقى وفداً أميركياً رفيع قبل يومين برئاسة عضو مجلس الأميركي السناتور الديمقراطي كريس ميرفي، حيث ركزت المحادثات على ضرورة تكثيف الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل للوصول الى السلام العادل والشامل، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيرا? عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وخلال زيارته التي ستستغرق يوماً واحداً لبروكسل، يلتقي جلالة الملك، ملك بلجيكا، وأمين عام منظمة حلف شمال الاطلسي «الناتو» ورئيس المجلس الاوروبي، ورئيسة المفوضية الاوروبية، حيث تبحث اللقاءات العلاقات الثنائية ووسائل تطويرها وتعزيزها، والتطورات الراهنة على الصعيدين الاقليمي والعالمي، هذه التحركات تأتي في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، وعواصم صنع القرار، التي تدرك تماماً وتتفهم مواقف الاردن الصلبة والمُحقة خصوصاً وأنه دفع ثمن هذه المواقف.
 
الدبلوماسية الاردنية التي لا تتوقف، اتسمت بالعقلانية والعملية من أجل تحقيق الاهداف المرتبطة بتحقيق المصالح العليا للمملكة، وتحقيق تطلعات الاردنيين في دولة مستقرة وآمنة تعيش برخاء ورفاه دون منغصات أو إضطرابات تحيط به من الجوار، من هنا، تستمر التحركات في كافة الاتجاهات من أجل التغلب على المعيقات والظروف الصعبة، ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة في هذا الوقت بالذات، للخروج من الازمات أقوى وأمتن، وقد ظهر ذلك جلياً في أزمة المدينة المقدسة الاخيرة، بتضييق الاحتلال الاسرائيلي على المصلين في المسجد الاق?ى، أو مضايقة المسيحيين في محيط كنيسة القيامة.
 
اليوم وفي غمرة إنشغال العالم بمواجهة وباء العصر كورونا يتحرك جلالة الملك سواء بإستقبال الوفود من دول العالم، أو التواصل عبر تقنيات الشبكة العنكبوتية مع القادة وزعماء العالم، من أجل مزيد من لفت الانظار ودق ناقوس الخطر لما تمر به المنطقة من إضطرابات وأزمات، إنطلاقاً من القناعة الراسخة بترابط القضايا المصيرية، إذ لم يعد هناك من هو قريب أو بعيد، في ظل ثورة الاتصالات والتواصل والتكنولوجيا المتطورة، التي حولت العالم الى قرية صغيرة، أضف الى ذلك،بات العالم بحاجة الى مبادرات وأفكار بناءة تحرك الجمود والمياه الراكدة? التي تغلف مشاكله وقضاياه، بما تعكسه هذه المبادرات من حكمة وبُعد نظر ودراية دقيقة لمجريات الامور.
 
من هذا المنطلق، ايضاً، تشعر الدبلوماسية الاردنية بمسؤولياتها التاريخية في مواصلة الدفاع عن قضايا العرب والامة في المحافل الدولية، دون يأس أو تململ، ليكون الاردن إنموذجاً يحتذى به وصورة مشرقة لهذه الامة، التي تسعى من أجل تحقيق مصلحة شعوبها، وتفويت الفرصة على كل من يحاول النيل من حقوقها المشروعة، وتحقيق أمنها وإستقرارها والعيش بسلام على أرضها وفي بيوتها دون ظلم أو تجنِ.