الوضع الوبائي في المملكة بالأرقام بعد شهري الحظر

أخبار البلد - تتحكم بالمنحنى الوبائي ثلاث مؤشرات لا تتجزأ ألا وهي عدد الإصابات وعدد الوفيات ونسبة الفحوص التشخيصية الإيجابية .

وعندما صدر في 24 شباط قرار العودة لحظر التجوال الأسبوعي أيام الجمعة والحظر اليومي الشامل من السابعة مساءًحتى السادسة صباحاً بهدف السيطرة على هذا المنحنى كانت أرقام وزارة الصحة تعلمنا هذا اليوم بتسجيل 4024 إصابة و22 وفاة وكانت نسبة الفحوص الإيجابية 11.6% . بعد أسبوع في3اَذار كان عدد الإصابات 5335 والوفيات 37 والفحوص الإيجابية 13.51% وبعد أسبوعين في 10 اَذار كانت الإصابات 6649 والوفيات 60 والفحوص الإيجابية 14.93% ، وبعد شهر من القرار وفي 24 اَذار سجلت 9130 حالة و 104 وفيات والفحوص الإيجابية 18.96% ، وفي الأسبوع الخامس في 31 اَذار تم تسجيل 6570 إصابة جديدة و 111 وفاة ومعدل الإصابات الإيجابية 15.22% وفي الأسبوع السادس في 7 نيسان كانت الإصابات 5232 والوفيات 86 ونسبة الفحوص الإيجابية 13% وفي 14 نيسان سجلت 4085 والوفيات 50 ومعدل الفحوص الإيجابية 12.65% .

أين نحن اليوم بعد مرور شهرين بالتحديد على بدء تطبيق الحظر وبأرقام الوزارة نفسها ؟ حتى تكون الدراسة علمية فمن المفيد التذكير بالوضع قبل قرار الحظر بين 1-23 شباط حيث كان مجموع الإصابات 45562 بمتوسط يومي 1980 حالة وكان متوسط الفحوص الإيجابية 7.76% ومجموع الوفيات 283 بمتوسط 12.3 وفاة يومياً . ما الذي حصل بعد تطبيق القرار مباشرة في الأيام الخمسة الأخيرة من شباط فقد تم تسجيل 18673 إصابة بمتوسط يومي 3734 حالة ومجموع الوفيات كان 112 بمتوسط يومي 22.4 وفاة يومياً أمّا متوسط الفحوص الإيجابية فقد كان 11.6% . وجاء شهر اَذار الأسود حيث سجلت 220487 إصابة بمتوسط يومي 7112 حالة ووصلت أعداد الوفيات إلى 2157 بمتوسط 69.5 وفاة يومياً وكان متوسط الفحوص الإيجابية 16.53% ، وما بين 1-24 نيسان سجلت 1705 وفاة بمتوسط 71 وفاة يومية ومتوسط الفحوص الإيجابية 12.97% أمّا مجموع الإصابات فبلغ 88846 بمتوسط 3701 إصابة يومياً لكن من الضروري التنويه بأن عدد الإصابات هذا نتج بفضل الإقلال من عدد الفحوص التشخيصية فبعد أن كان تعدادها 48253 فحصاً في 1 نيسان غدت ” فجأة ” 11385 في 17 نيسان و 11848 في 24 نيسان وما بين 16827 و 24956 فحصاً فقط ما بين 18 و 23 نيسان مما نتج عنه هذا الإنخفاض في عدد الإصابات والذي دفع بالبعض للتغني بانتصارات وبدء سيطرتهم على المنحنى الوبائي متناسين بقية المؤشرات المقلقة .

بصورة لم نشهدها طوال عام نشهد تركيزاً غير معهود على أهمية الوصول بالفحوص الإيجابية إلى 5% حتى نتخلص من كافة الإجراءات الحالية وهذا ما يدعونا للعودة للوضع الوبائي خلال الشهور الماضية حيث كان المتوسط اليومي للفحوص الإيجابية في تشرين الثاني 21.74% وفي كانون الأول 11.94% وفي كانون الثاني 4.68% فقط ( خلال 5 أيام كان بين 3.5% و4%) وفي شباط 8.45% وفي اَذار بعدالقرار الجديد 16.53% وفي نيسان ( حتى مساء 26 نيسان ) 12.82% مما يعني أننا ما نزال بعيدين بكثير عن نسبة ال 5% المنشودة .

ولكم هو مستغرباً هذا التركيز على مؤشر واحد بينما يغضون النظر عن متوسط الوفيات اليومي المزعج بل المخيف والذي لم يشهد أي تحسن ملموس في نيسان دون مبررات علمية فعدد دخول المرضى للمستشفيات انخفض من 424 إلى 176 مريض يومياً ما بين 1 و 26 نيسان وكذلك مجموع المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات انخفض في الفترة الزمنية ذاتها من 3364 إلى 1701 مريض والمرضى الموضوعين تحت أجهزة التنفس انخفض عددهم من 465 في 3 نيسان إلى 309 مريض في 26 نيسان لكن متوسط الوفيات اليومي في نيسان كان 69.3 وفاة وهو رقم هائل خصوصاً أن نيسان قد شهد انتزاع حياة شباب في أعمار الثلاثين والأربعين دون تفسيرات علمية مقنعة من الوزارة التي ترفض منذ البداية تزويد الرأي العام بأعمار المتوفين والسؤال المحرج هل سنواصل مسيرة الإكتفاء بإحصاء الضحايا والجلوس في منصةالمتفرجين أمام هذه الأرواح التي تتطاير والثغرة واضحة وتكمن في شح الكوادر التمريضية والطبية وفي هشاشة تدريب البعض منها في القطاعين الخاص والعام.

السلالة الهندية والموجة الثالثة قد تكون على الأبواب ونحن بأمس الحاجة للعمل بروح الفريق المتضامن والإصغاء لاَراء واقتراحات الخبراء وأهل العلم والأوبئة الذين وللأسف لم يعد بعضهم أعضاء في لجنة الأوبئة التي أعيد تشكيلها ولا تتضمن بين أعضائها الخمسة عشر سوى خبير أوبئة واحد وأربعة أخصائيين في الأمراض المعدية والبقية ليس لهم أي خلفية بعلم الأوبئة .فحتى لو لم تكن قرارات اللجنة إلزامية فمنصب الوزير منصب إداري بالدرجة الأولى وهو أخصائي أمراض تنفسية في مستشفى خاص بعيد كل البعد عن علم الأوبئة ونجاحه يكمن في وجود أناس من ذوي المعرفة يساندوه وينصحوه ويشاركوه الاَراء والاقتراحات فهل في غياب مستشارين مخضرمين سنطرق باب الانتصار أو حتى معدل ال 5% ؟

نحن لسنا خبراء أوبئة لكن مراقبين مترقبين قلقين مكتئبين وضحايا مستقبلين محتملين وما يهمنا هو النهوض من هذه الكارثـة وفي غياب فريق علمي متخصص ومخططين وبدون تطعيم ما نسبتـه 70% من الأردنيين كما يتمناه المسؤولين سيمنى الوطن بأكمله بالفشل وكيف الوصول لهذا النسبـة إذا كان صحيحاً ما نشرته منظمةOur world in dataذات المصداقية بأن 1.2% فقط من الأردنيين تلقوا جرعتين من المطعوم حتى 19 نيسان ؟