النخب الحديثة.....النخب الشعبية

أخبار البلد-

 

ان النخب وبكل انواعها لها أهمية كبيرة حيث هي التي تملك الادوات المؤثرة في تشكيل الاستقرار العام وتسكين الفكر والتوجه للمجتمع والدولة ككل. واليوم لم تعد النخب التقليدية هي من يراها الناس بانها الطبقة التي تصنع الاحداث والتحكم بنوعيتها، واتخاذ القرار وهي المجودة على رأس المؤسسات والأحزاب والهيئات وبكل مفاصل الدولة، وأنها هي لوحدها التي تقود البلاد والشعوب وتحافظ على سيادة الوطن وهويته.
اليوم ليس للنخب التقليدية أي شيء على صعيد الواقع، فنحن أمام نخب أرشيفية أو بالاحرى ليس هنالك نخب بالمعنى العملي، وذلك مما مارست سابقاً أدواراً من التخبط والتباين بين الفكر والقول والفعل والمسافات الكبيرة بين التنظير والعمل وهذا الذي كشفته الشعوب مؤخراً.
اننا نرى اليوم انحطاط العلاقة بين النخب الرسمية من ( وزراء وأعيان ونواب و..و..و) وبين عامة الشعب ووصل الى اتهامها بكل ما هو سيء من نتائج وعلى كل المستويات ان كانت سياسية واقتصادية وتشريعية وحتى الاعلامية، ولم يعد الشعب ينحاز الا لنفسه وقناعاته.
نحتاج اليوم وبشكل جدي الى أن تنظر السلطات الرسمية لنفسها وتقيم ذاتها من زاوية نظر وتقييم الشعب لها وكيف يراها ويثق بها المجتمع المدني لكي ترتقي الى مستوى النخبة الفاعلة المحترمة التي تهتدي برأي الناس وحاجاته وطموحاته.
اليوم على الدولة ان ترى أن زمام المبادرة يأتي من الناس وارادتهم، ولم يعد أحداً يرى انه بحاجة الى زعيم أو قائد معين أو منقذ، بل أصبحت الذات الفردية والذات الشعبية هي العدة والعتاد.
هذه هي النخب الحديثة والتي بدأت تعيد إنتاج نظام السيطرة والهيمنة التقليدي وبكل سهولة مع توافر الوسائل التكنولوجية الحديثة بالاتصال، وحتى أن التمثيل النيابي لم يعد مهماً لانه لم يستطع تلبية حاجات ومطالب الناس، لا بل أصبح التقدير والاحترام للمال والى تلك الجمعيات أو المنظمات التي تلبي حاجات الناس، فمن يعلق الجرس للمصالحة بين النخب الرسمية والشعب ضمن الفهم الذاتي للمجتمع ومتطلباته، وعلى الدولة أن لا تهمل الوعي للنخب الشعبية الحديثة لانها أصبحت موجودة وهي اليوم جزء معروف من استراتيجيات التحول الاجتماعي الشامل والذي فرضته الحياة الرقمية