الموت يطوي صوت القمح والتعب .. متعب الصقار .
أخبار البلد-
متعب الصقار صوت الأردن الدافئ ، صوتاً أردنياً خرج من بيوت الرمثا يحمل كل جمال حوران ، أطربنا بأغاني الحصادين والرعيان .
متعب، وله من اسمه نصيب .. فقد تعب كثيراً حتى وصل لقلوب الأردنيين، وما كاد أن يصل حتى أتعبه المرض وأنهكه، فقد أتعبك السكريّ يا متعب.
متعب الصقار في صوته بقية نعناع الريف ورائحة القرى، وبحة صوته كناي الرعاة.
متعب الصقار حمل صوته جزء من نسيج الهوية الأردنية.. يصدح بالأعراس " منهو على الخيل فارس " .. صوت غنى للملك " هلا يا عين ابونا،هلا يا واسط للبيت " ..
كان ينادي في الإذاعات صباحاً " أردنيين وما ننظام ومهرك يا الأردن غالي " ..
هو من غنى للجيش والعسكر " مواكب الجيش مرت مع بيارقها "، وتردّ الريح يوم الريح تقرب سورك العالي نثبّت شاردات الخيل يوم يطبّها جفّال".
متعب يحمل جينات الأردنيين المجبولة بطين الحواكير وتين المواسم ومياه الآبار، وقهوة الآباء ومهابيش الأجداد وعَرَق الحصادين والعسكر ،ودعوات الأمهات ورقية الجدات.
إستعجلت الرحيل يا متعب ، رحلت وهناك أغنية لتغنيها.
نَم قرير العين الآن يا متعب، فسترتاح من التعب، وكن مطمئناً فقد تركت ورائك من يحبونك ويحبون أعمالك ويحرصون على ما كنت تحرص عليه ألا وهو حب الوطن.
نَم قرير العين في مكان حيث لا وجع ولا حزن ولا تعب، في مكان الخلود والراحة الأبدية.
متعب الصقار.. لن ننساك