ايها المتباكون ... على القدس ... القدس بحاجة لأفعال لا أقوال

اخبار البلد - بقلم : ابراهيم دعيبس


يكثر الحديث في هذه الايام عن القدس واهميتها ومركزيتها، ونسمع تصريحات وخطابات «حربية» من أطراف عدة، كما ان مؤسسات ودول عربية تصدر بيانات استنكار شديدة اللجنة وادانة قوية لممارسات الاحتلال في عاصمتنا الموعودة، وجرت تظاهرات في انحاء متفرقة من الضفة وغزة.

وتجيء هذه الهجمة اللفظية، بعد اعتداءات احتلالية ضد القدس واهلها وأبنائها مما اسفر عن اصابة عشرات المواطنين بجراح كما تم اعتقال العشرات ايضاً، كما ان المستوطنين وغلاة المتطرفين هاجموا ايضاً المواطنين واعتدوا عليهم، وتواصل سلطات الاحتلال مصادرة الارض واقامة المستوطنات غير مبالية بهذه الاحتجاجات، وآخر ما يخططون له اقامة متنزه على مساحة ٢٥ دونماً في منطقة وادي الجوز بالقدس يضم منشآت ألعاب ورياضة ومقهى وغير ذلك، مستقبلاً.

ومن يعيش بالقدس أو يزورها يرى كم هي واسعة عمليات الاستيطان والتهويد سواء داخل القدس القديمة أو في محيط المدينة ومناطقها المختلفة، يدرك كم هي صعبة الاوضاع وكم هي شرسة هذه الهجمات الاحتلالية.

ان البيانات صارت منتهية الصلاحية تماماً لكثرة ما سمعناها تتكرر، والمطلوب أعمال وأفعال لا مجرد بيانات وتصريحات ... ويتساءل المقدسيون وكل الجادين في مواجهة الاحتلال، ما الذي قدمه العرب للقدس غير بضعة دولارات لتجار المدينة لم تقدم شيئاً جاداً ضد هذه الممارسات ولم تغير شيئاً منها.

وفي هذه الايام ايضاً يجري نقاش موسع وتحركات مختلفة بشأن الانتخابات بالقدس، وهذه قضية تبدو هامة ظاهرياً ولكنها بالواقع لا تغير شيئاً لأن أبناء القدس صامدون اقوياء في مدينتهم واختيار من يمثلهم لا يشكل شيئاً أساسياً لأن المطلوب ليس من يمثل القدس فقط ولكن من هو قادر على حمايتها وخدمة اهلها وبقائهم لأن وجودنا هو أقوى أسلحتنا في مواجهة الاحتلال.

لقد أغلقت اسرائيل مؤسسات عدة بالقدس وهي تعتقل من ترى فيه خطراً ولو بسيطاً ضدها وعند الضرورة فإنها ستعتقل أي نواب أو ممثلين يخدمون المدينة.

والمسؤولية لا تتوقف على السلطة وحدها ولكن على العرب والمسلمين وكل الذين يؤيدون حقوقنا، ولكننا ولمزيد من السخرية، نرى هرولة بالتطبيع مع الاحتلال وفتح السفارات والغاء قرارات المقاطعة من دول عربية وغيرها، ولا ضرورة لذكر الاسماء والدول المطبعة لأنها معروفة وتتصدر الاخبار الاسرائيلية.

لقد قال كثيرون بكل الصدق والاخلاص، ان المطلوب من السلطة الفلسطينية وكل القوى والاحزاب، الاجتماع الشامل لإعادة تقييم الواقع والمطلوب واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة ما نحن فيه، والتوقف الكامل عن تكرار التصريحات وبيانات الادانة لا لأنها غير صحيحة ولكن لأن هذا التكرار يصيب المواطن بالاحباط والتأكد ان الذين يكررون هذه التصريحات لا يرغبون أو هم غير قادرين على اتخاذ خطوات ميدانية فعالة، فهل هناك من يستجيب ويفعل؟ أم اننا سنظل ندور بالحلقة المفرغة من هذه التصريحات والاقوال ولا نفعل شيئاً بينما هو يقولون ويفعلون ..!!