لماذا اصبح الربيع العربي خريف ؟؟؟.
ان أي متابع لمشهد الربيع العربي تفاجئَ بحجم الظلم الذي تعايش معه المواطن العربي، وتفاجئ أكثر بعقلية حكامهم العرفيه والفوقيه المتعاليه على هؤلاء الجرذان والحشرات والارهابيين، كما يحلو لحكامهم تسميتهم، وشعر المواطن العربي ان الحاكم لا ينظر له كإنسان كامل الاهليه، ولا يعتبر ان له حقوق وعليه واجبات، وكان السبب ان عاشت هذه الشعوب زمناً طويلاً وهي في غيبوبهٍ لم تصحوا منها الا بعد ان تحولت دولها الى مزارع وعِزب تُدار بأنظمه عائليه مستبده، رافضة أي شراكه في الحكم، ولتجد أنها عادت بهم الى زمن الرق والعبوديه .
بعد رفض الانظمه القيام بأي اصلاح وماطلت بالتغيير، بدأ ربيعنا العربي بثورة الشعوب على حكامهم الطغاة، وعاش مشاهد داميه، تدمي القلب وتفجر العيون، كل هذا زاد من عزيمة شباب الثورات ودفعها للتضحيه، فبدأ يتساقط الحاكم تلو الاخر، فهرب بن علي من تونس مع رفيقة عمره والتي تخلت عنة لاحقاً، ونأمل أن تتعافى تونس في اقرب وقت بعد الانتخابات التي جرت واصبح لديها رئيسا للجمهوريه ومحلس نواب وحكومه منتخبين، بعد سنين عجاف لحكم ابن علي، ذاق فيها الشعب ويلات القمع والتعذيب.
اما ما يجري بمصر بعد ثورتهم المجيده التي اسقطت نظام مبارك وتسلم العسكر الحكم، الا ان بقايا النظام البائد يحاول الآن سرقة الثوره كما يقول شباب الثوره، فقد نقض المجلس العسكري تعهده بتسليم السلطه بعد ستة اشهر من تسلمه لها، وذهبوا باتجاه تعزيز سلطتهم من خلال تحصين المؤسسه العسكريه من المسائله والمحافظه على امتيازاته الاقتصاديه، وجعل حكومة شرف، العُوبه بأيديهم تنفذ اوامرهم، دون الالتفات لمطالب الثوار والحلول التي يطرحونها، والتي تمثلت بوضع دستور جديد أولاً وليس بتعديلٍ عليه، ثم انتخاب رئيساً مدني للجمهورية، يُشرف على انتخاب مجلس الشعب وتطبيق الدستور الجديد، مما يحقق الهدوء والاستقرار، وتتفرغ المؤسسات للعمل والانتاج، لكن المجلس العسكري ماطل من أجل اما ان يستمر أو أن يُطيل من عمره بالحكم، فاصدر قانون العزل السياسي، وتوافق مع الاخوان المسلمين لتحقيق صفقة من خلال التعجيل بانتخاب مجلس الشعب لوصول الاخوان ويقوموا بدورهم بوضع الدستور الجديد الذي يحقق رغبه العسكر بمنحهم الحصانه كما يقول الثوار، وهذا ما دعى شباب الثوره العوده لساحة التحرير في القاهره والنزول للشوارع في باقي المحافظات من جديد، وعاد العنف الرسمي وقُتل عدد من شباب الثوره، بصوره افظع مما قام به نظام مبارك، ودون مراعاة لحقوق هذا الشعب الذي ضحى من أجل ثورته بالغالي والنفيس للوصول الى الحرية والعيش الكريم .
وفي ليبيا شاهدنا ملك ملوك افريقيا وهو يخاطب شعبه بقوله من أنتم ايها الجرذان، ثم اتبع ذلك بقتل شعبه وقصف وتدمير المدن والممتلكات بالطائرات وراجمات الصواريخ بواسطة ابناءه ومرتزقته، حتى جاء اليوم ليندحر النظام وتتشرد عائلته الحاكمه، وقُتلَ القائد وابنه شر قتله، واما ما حصل ويحصل في اليمن من مكابره ومراوغه حتى مارس نفس الحلول التي استخدمها زملائه المخلوعين من قبله، قام ابناءه وابن أخيه بأشد انواع الفتك والقتل لشباب الثوره واثار النعرات والفوضى، ومارس اسوء اساليب المماطله وتضيع الوقت ورفض الحلول التي طُرحت عليه والبلد تغرق بالظلام والجوع والموت، واخيراً أقتنع الاخ الرئيس بالتوقيع على المبادره الخليجيه، والتي لم يرضى بها الثوار، رغم انهم قبل القتل وسفك الدماء، كان سقف مطالبهم اقل منها بكثير، ولا يعلم احد ماذا يفكر صالح بعد التوقيع والقتل والقصف مستمر .
أما سوريا الممانعه والمقاومه، فأخذتهم العزة بالإثم، فلم ينطق الرئيس بكلمة طيبه، يُطيب فيها خواطر المنكوبين بأطفالهم من أهل درعا، ولم يعتذر عن ممارسات اجهزته الأمنيه لينتهي كل شيء، بل راح يعتقل ويقتل الصغير قبل الكبير والنساء قبل الرجال في زنازين التعذيب، وهاجم أخيه ماهر بالدبابات والاسلحة الثقيله، المدن والقرى في كل انحاء سوريا ، حتى أوصل البلد لما وصلت اليه الآن، فبدأت الانشقاقات بالجيش ورفض الاوامر من هول القتل في الشوارع والتعذيب لأهلهم في السجون والمعتقلات، ويذهبُ بسوريا الى فتنةٍ طائفية، لتتحول بالتالي الى حرب أهليه، فلم يستمع لكل نداءات الاصدقاء والمبادرات العربيه، فزادت العقوبات من هنا وهناك وتحفز المتربصين لاغتيال سوريا، واذا بقي النظام يدير الازمه بحلوله الامنيه فسيوصلها الى تدويل الازمه وهذا ما لا يحمد عقباه .
وهنا نقول لهؤلاء الحكام، وللذين لم يتعلموا من كل ما مضى، لماذا كل هذا المكر والخبث والتآمر على أوطانكم وشعوبكم ؟؟، ولماذا كل هذه المراوغه والحيل لوضع العوائق والمطبات في طريق اصلاح اوضاع الشعوب وتغيير حالهم؟؟، الشعوب يا سادة بشر مثلكم تطالب بإصلاح ما أفُسد حياتهم، وتطالبكم بإعادة حقوقها التي سُلبت، الشعوب لم تبدأ بالمطالبه بأسقاطكم الا بعد ان ادرتم ظهوركم لها بلامبالاة، وحرمتموها من العيش مثل باقي شعوب الدنيا، نهبتم البلاد وجوعتم العباد، فسدتم وأفسدتم وزورتم التاريخ، تأمرتم على اوطانكم وشعوبكم، شكلتم عصابات لغسيل الاموال، وجندتم الشبيحة والبلاطجه والمرتزقه لقتل المواطنين العزل وتعذيبهم، ومارستم القهر والظلم بكل اشكاله دون احساس بالمسؤوليه الملقاة على عاتقكم، وكأن قدر وجودكم بالسلطه لتكونوا اسياداً لشعوبكم، تحافظوا على عروشكم وعائلاتكم بالحكم، ولتنمية ارصدتكم وممتلكاتكم، وليس لإدارة وبناء الدول وتحسين معيشة الشعوب ورعايتها، "رضيت بكم الشعوب حكاما"، "فاقبلوا انتم بها شعوبا مصانة كرامتها ومحفوظة حقوقها"، عندها لن تجدوا من يفكر بزعزعة عروشكم، فهل ما تطلبه الشعوب من حقوق ما زالت في عقولكم من الكبائر والمحرمات ؟؟؟؟ .
Eng.sobeidat@yahoo.com
بعد رفض الانظمه القيام بأي اصلاح وماطلت بالتغيير، بدأ ربيعنا العربي بثورة الشعوب على حكامهم الطغاة، وعاش مشاهد داميه، تدمي القلب وتفجر العيون، كل هذا زاد من عزيمة شباب الثورات ودفعها للتضحيه، فبدأ يتساقط الحاكم تلو الاخر، فهرب بن علي من تونس مع رفيقة عمره والتي تخلت عنة لاحقاً، ونأمل أن تتعافى تونس في اقرب وقت بعد الانتخابات التي جرت واصبح لديها رئيسا للجمهوريه ومحلس نواب وحكومه منتخبين، بعد سنين عجاف لحكم ابن علي، ذاق فيها الشعب ويلات القمع والتعذيب.
اما ما يجري بمصر بعد ثورتهم المجيده التي اسقطت نظام مبارك وتسلم العسكر الحكم، الا ان بقايا النظام البائد يحاول الآن سرقة الثوره كما يقول شباب الثوره، فقد نقض المجلس العسكري تعهده بتسليم السلطه بعد ستة اشهر من تسلمه لها، وذهبوا باتجاه تعزيز سلطتهم من خلال تحصين المؤسسه العسكريه من المسائله والمحافظه على امتيازاته الاقتصاديه، وجعل حكومة شرف، العُوبه بأيديهم تنفذ اوامرهم، دون الالتفات لمطالب الثوار والحلول التي يطرحونها، والتي تمثلت بوضع دستور جديد أولاً وليس بتعديلٍ عليه، ثم انتخاب رئيساً مدني للجمهورية، يُشرف على انتخاب مجلس الشعب وتطبيق الدستور الجديد، مما يحقق الهدوء والاستقرار، وتتفرغ المؤسسات للعمل والانتاج، لكن المجلس العسكري ماطل من أجل اما ان يستمر أو أن يُطيل من عمره بالحكم، فاصدر قانون العزل السياسي، وتوافق مع الاخوان المسلمين لتحقيق صفقة من خلال التعجيل بانتخاب مجلس الشعب لوصول الاخوان ويقوموا بدورهم بوضع الدستور الجديد الذي يحقق رغبه العسكر بمنحهم الحصانه كما يقول الثوار، وهذا ما دعى شباب الثوره العوده لساحة التحرير في القاهره والنزول للشوارع في باقي المحافظات من جديد، وعاد العنف الرسمي وقُتل عدد من شباب الثوره، بصوره افظع مما قام به نظام مبارك، ودون مراعاة لحقوق هذا الشعب الذي ضحى من أجل ثورته بالغالي والنفيس للوصول الى الحرية والعيش الكريم .
وفي ليبيا شاهدنا ملك ملوك افريقيا وهو يخاطب شعبه بقوله من أنتم ايها الجرذان، ثم اتبع ذلك بقتل شعبه وقصف وتدمير المدن والممتلكات بالطائرات وراجمات الصواريخ بواسطة ابناءه ومرتزقته، حتى جاء اليوم ليندحر النظام وتتشرد عائلته الحاكمه، وقُتلَ القائد وابنه شر قتله، واما ما حصل ويحصل في اليمن من مكابره ومراوغه حتى مارس نفس الحلول التي استخدمها زملائه المخلوعين من قبله، قام ابناءه وابن أخيه بأشد انواع الفتك والقتل لشباب الثوره واثار النعرات والفوضى، ومارس اسوء اساليب المماطله وتضيع الوقت ورفض الحلول التي طُرحت عليه والبلد تغرق بالظلام والجوع والموت، واخيراً أقتنع الاخ الرئيس بالتوقيع على المبادره الخليجيه، والتي لم يرضى بها الثوار، رغم انهم قبل القتل وسفك الدماء، كان سقف مطالبهم اقل منها بكثير، ولا يعلم احد ماذا يفكر صالح بعد التوقيع والقتل والقصف مستمر .
أما سوريا الممانعه والمقاومه، فأخذتهم العزة بالإثم، فلم ينطق الرئيس بكلمة طيبه، يُطيب فيها خواطر المنكوبين بأطفالهم من أهل درعا، ولم يعتذر عن ممارسات اجهزته الأمنيه لينتهي كل شيء، بل راح يعتقل ويقتل الصغير قبل الكبير والنساء قبل الرجال في زنازين التعذيب، وهاجم أخيه ماهر بالدبابات والاسلحة الثقيله، المدن والقرى في كل انحاء سوريا ، حتى أوصل البلد لما وصلت اليه الآن، فبدأت الانشقاقات بالجيش ورفض الاوامر من هول القتل في الشوارع والتعذيب لأهلهم في السجون والمعتقلات، ويذهبُ بسوريا الى فتنةٍ طائفية، لتتحول بالتالي الى حرب أهليه، فلم يستمع لكل نداءات الاصدقاء والمبادرات العربيه، فزادت العقوبات من هنا وهناك وتحفز المتربصين لاغتيال سوريا، واذا بقي النظام يدير الازمه بحلوله الامنيه فسيوصلها الى تدويل الازمه وهذا ما لا يحمد عقباه .
وهنا نقول لهؤلاء الحكام، وللذين لم يتعلموا من كل ما مضى، لماذا كل هذا المكر والخبث والتآمر على أوطانكم وشعوبكم ؟؟، ولماذا كل هذه المراوغه والحيل لوضع العوائق والمطبات في طريق اصلاح اوضاع الشعوب وتغيير حالهم؟؟، الشعوب يا سادة بشر مثلكم تطالب بإصلاح ما أفُسد حياتهم، وتطالبكم بإعادة حقوقها التي سُلبت، الشعوب لم تبدأ بالمطالبه بأسقاطكم الا بعد ان ادرتم ظهوركم لها بلامبالاة، وحرمتموها من العيش مثل باقي شعوب الدنيا، نهبتم البلاد وجوعتم العباد، فسدتم وأفسدتم وزورتم التاريخ، تأمرتم على اوطانكم وشعوبكم، شكلتم عصابات لغسيل الاموال، وجندتم الشبيحة والبلاطجه والمرتزقه لقتل المواطنين العزل وتعذيبهم، ومارستم القهر والظلم بكل اشكاله دون احساس بالمسؤوليه الملقاة على عاتقكم، وكأن قدر وجودكم بالسلطه لتكونوا اسياداً لشعوبكم، تحافظوا على عروشكم وعائلاتكم بالحكم، ولتنمية ارصدتكم وممتلكاتكم، وليس لإدارة وبناء الدول وتحسين معيشة الشعوب ورعايتها، "رضيت بكم الشعوب حكاما"، "فاقبلوا انتم بها شعوبا مصانة كرامتها ومحفوظة حقوقها"، عندها لن تجدوا من يفكر بزعزعة عروشكم، فهل ما تطلبه الشعوب من حقوق ما زالت في عقولكم من الكبائر والمحرمات ؟؟؟؟ .
Eng.sobeidat@yahoo.com