يُخاصمون الورد !

اخبار البلد ـ أعجب ُ كيف َ يُحالفون البشاعة َ والكره َ والنميمة و يتصالحون مع « العفن « ، أعجب كيف تروحُ قلوبُهم إلى السوادِ وعيونُهم إلى رؤية « الحالِك والمعتم « ، ويتركون دهشة ً يمكن جني ثمارها ولو بعد حين !

يُحالفون الشوك والغبار و يخاصمون الورد وألوانه و نداه .

يُحالفون الهمس الذميم و الظنون ، ويتركون النصاعة والوضوح والضوء !

يُحالفون الغموض و يتركون العناوين المعلّقة في الشمس .

أعجب كيف َ يتلوّن المرء غير مرّة ٍ في إنصاته لحوار هنا أو هناك ، ينصت وحسب ولكنه يتلوّن في الروي والرأي و حتى الصمت !

و أعجب ُ و يصل العجب حدّ التيه ، كيف يخلع المرء على جسده قميصا ً لا يلائمه أو يدس ّ في رأسه فكرة ً لا يدري كنهها و يرميها في الأنحاء كلّما لزم الأمر .

..

يُحالفون الخفاء و يتذرّعون بأن ّ الوشايات أربكتهم !

يحالفون « المواربة « و الدروب الملتوية و الاستكبار و يتركون أوضح الدروب إلى بهجة الحياة ونقائها .

يهجرون الحبّ والحقّ والجمال ، لصالح السواد والقتامة !

..

كما فعلت ُ في الأوقات كلّها ، لن أحالفَ غير الحبّ والحق ّ والجمال .

تعالوا نحاول أن نقترب من « الحق ّ والحبّ والجمال « و من حقول الورد عوضا ً عن « عتمة ٍ مقيتة « !