كيف ننهي الانقسام والاستقطاب الداخلي في الأردن؟!

اخبار البلد - علي سعادة



في لعبة الملاكمة لكل لاعب زاوية تضم المدرب والمساعد والطبيب، إذا شعروا أن مقاتلهم في خطر كبير من الإصابة الدائمة يقومون برمي منشفة بيضاء للدلالة على استسلام الملاكم أو رغبتهم في وقف القتال.


نحن بحاجة إلى من يرمي المنشفة لأخذ فترة راحة، فالاستقطاب كبير، وحالة الانقسام تتسع، والإعلام الغربي بات يركز علينا في تقاريره وكأننا على وشك الانهيار والاقتتال. وهناك جهات تنظر إلينا بشماتة وتشف.

في أقل من أسبوعين، مجلة "فورين بوليسي" نشرت 4 تقارير، وصحيفة "واشنطن بوست" 5 تقارير، وصحيفة "فايننشال تايمز" تقريران، وموقع "ميدل إيست آي" البريطاني 4 تقارير، وصحيفة "التايمز" تقرير، وصحيفة "نيويورك تايمز" تقريران، تقرير لوكالة "رويتزر"، وتقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" وتقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وتقرير في مجلة "ناشونال إنترست" وغيرها. وجميعها إما بريطانية أو أمريكية.

الجميع متفق أن لا أحد سيساعدنا وعلينا أن نعتمد على أنفسنا في حل مشاكلنا وأن نتحاور وأن نتحد، وهي مشاكل اقتصادية وحريات بشكل أساسي، الكل يدعونا إلى البدء في عملية إصلاح داخلية وإلا سنواجه المستقبل الغامض وحدنا.

من بينها ضبط الإنفاق واستعادة ما سرق من أموال ومحاربة الفساد المالي والإداري، وفتح فرص عمل جديدة وتنشيط قطاعات راكدة أمام الشباب بعد ارتفاع معدلات البطالة إلى نسبة 26 % وهو رقم مفزع، وارتفاع نسب الفقر وفقدان الوظائف والأعمال بسبب إجراءات الإغلاق المتشددة التي تقوم بها الحكومة منذ عام تقريبا، وإطلاق الحريات العامة والنقابية من بينها إنهاء ملف نقابة المعلمين، ووقف العمل بقانون الدفاع، ووقف الهيمنة على أموال الضمان الاجتماعي التي هي الضمانة الوحيدة لمستقبل الأردنيين.

الهزة التي مررنا بها كانت صرخة إلى الاستيقاظ قبل فوات الأوان، والبدء في إصلاح حقيقي تقوم به حكومة إنقاذ وطني بقرار سياسي، وليس حكومات أوامر الدفاع و"الدليفري" و"سيرا على الأقدام". وخلفها صحافة حرة لا صحافة مرتجفة ومهزوزة، ومجلس نواب يمثل الشعب لأن هناك ما نسبته 72% من الشعب لم ينتخبوه.

علينا قلع أشواكنا بأيدينا لأن لا أحد سيمد لنا يده ليخرجنا من البحر اللجي.

مشكلتنا اقتصادية مالية بالدرجة الأولى، وحلها في متناول اليد.