ماكدونالدز.. قصة كشك وجبات سريعة تحول إلى سلسلة عالمية
أخبار البلد-
قبل 66 عاماً وتحديداً في الـ15 من أبريل، افتتح مطعم ماكدونالدز لأول مرة أبوابه للجمهور في مدينة ديس بلينس بولاية إلينوي الأميركية بشكله المعروف حالياً، مقدماً رؤية مختلفة عن الطعام، عبر تقديم وجبات سريعة لا يتخطى زمن إعدادها بضع دقائق، وسرعان ما حققت شعبية جارفة، واستحوذت على اهتمام الآلاف حول العالم.
ورغم محورية تاريخ افتتاح فرع ولاية إلينوي، باعتباره بداية تبلور فكرة السلسلة وشكل المطعم الذي استمر حتى الآن، إلا أن بداية إمبراطورية ماكدونالدز قبل ذلك بشكل محدود في ولاية كاليفورنيا غرباً، عبر مطعم صغير افتتحه أخوان من العاملين في مجال السينما والطامحين في أضواء هوليوود البراقة، لكنهما ضلا الطريق قليلاً، ليُصبحا الأبوين الروحيين لشطائر البرغر في العالم.
ابتكر الأخوان ديك وماك ماكدونالد، وجبات ماكدونالدز في أواخر عشرينات القرن الماضي، بعد انتقالهم من الساحل الشرقي الأميركي إلى كاليفورنيا، أملاً في العمل بمجال السينما، بل إنهما تمكنا بالفعل من الحصول على أعمال في كواليس الصناعة، واستثمرا في شراء دار لعرض الأفلام عام 1930، إلا أن الكساد الكبير لم يمنحهما فرصة للتألق والتخلص من الديون.
وبنهاية ثلاثينات القرن الماضي، أدرك الأخوان مكدونالد أن سر النجاح قد يكون في التخلي عن حلم السينما، والتحول إلى مجال تحضير الأغذية والمشروبات عبر الأكشاك أولاً، وفي عام 1940، تمكن الثنائي من افتتاح مطعم باسم "ماكدونالدز بار وباربكيو"، في مدينة سان برناردينو، وفقاً لما ورد في موقعماكدونالدزالرسمي.
اعتمد مشروع الأخوين الجديد على تقديم الأطعمة لسائقي السيارات، أثناء راحتهم من القيادة، أو خلال تنزههم مع أسرهم في المدينة بمساعدة فريق من العاملات يوصلن الطلبات حتى نافذة السيارة، وبالرغم من النجاح الأولي، سعى الأخوان لمزيد من التطوير.
خطة جديدة
بحسب موقع ماكدونالدز الرسمي، أغلق الأخوان مطعمها عام 1948 مدة ثلاثة أشهر، تمكنوا خلالها من إعادة هيكلة العمل بشكل كامل، عبر تقليص قائمة الطعام لتشمل 9 أطعمة فقط، بينها شطائر البرغر والبرغر بالجبن (تشيز برغر)، إضافة للبن والقهوة وشرائح الفطائر الحلوة، على يصبح المنتج الرئيسي في القائمة هو شطيرة برغر سعرها 15 سنتاً فقط.
وفقاً لمجلةسميثسونيان، استهدف الأخوان من التعديلات على نظام العمل وإسراع وتيرته، تقديم وجبة للمستهلك خلال 20 ثانية فقط، تطلب ذلك التخلي عن بعض العاملين، ودفع الجمهور للتقدم لنافذة الطلبات بأنفسهم، واختلاس النظر داخل المطبخ ورؤية وجباتهم أثناء إعدادها.
وخلال الأشهر الأولى من تطبيق التقليص، لم يقبل الجمهور على مطعم الوجبات السريعة، إلا أنه سرعان ما جذب إليها فئات مختلفة من المستهلكين كسائقي سيارات الأخرى والعمال والشباب، حتى إن المطعم سجل بيع مليون شطيرة برغر ووصلت مكاسبه السنوية لـ 100 ألف دولار.
وفي عام 1954، حل على كاليفورنيا وعلى مطعم ماكدونالدز باربكيو ضيف يُدعى راي كروك من مدينة شيكاغو، يعمل في توزيع أجهزة تحضير مخفوق اللبن المُثلج، إلا أن الزيارة لم تكن لتنتهي قبل أن يصبح كروك وكيل امتياز ماكدونالدز باربكيو، وفي العام التالي افتتح أول مطعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في إلينوي.
خلال بضع ساعات، أثبتت خلطة آل ماكدونالد أنها قادرة على الازدهار خارج حدود كاليفورنيا وتحقيق نجاح موازٍ، إذ حقق اليوم الأول من العمل في فرع إلينوي شيكاغو الجديد مبيعات بمبلغ 366.12 دولار أمريكي.
بحلول عام 1961، باع الأخوان ديك وماك حقوقهما في الشركة لصالح "McDonald’s System, Inc " التي أصبحت لاحقاً "McDonald’s Corp" مقابل 2.7 مليون دولار، وفقاً لموقع ماكدونالدز.
وعلى مدى عقود، ظلت أفرع ماكدونالدز تنتشر في الولايات المُتحدة، وخلال النصف الثاني من الستينات، بدأت أفرع السلسلة تفتح أبوابها في الخارج، وذلك في كل من كندا وبورتوريكو عام 1967، ثم واصلت انتشارها لتغزو معظم دول العالم حالياً.