تعرض لمضايقات على معبر قلنديا: رئيس الجالية العربية في إسبانيا يزور القدس ويدعو لكسر الحصار عنها وزيارتها ودعم صمود أهلها

 

القدس 20-11-2011/ كتب راسم عبد الواحد

عرفته في مؤتمرات خارج الوطن تخص القدس والقضية، وتسللّ إلى قلوبنا كما في عقولنا فوجدناه أكثر منا انتماءً للقدس والقضية الفلسطينية مدافعاً عن قضاياها في كافة المحافل والميادين.. يسعى من خلال شبكة علاقاته العربية والدولية الواسعة لتوظيف كل الإمكانيات لخدمة قضية الأمة والبحث عن كل سبيل لنصرتها وحشد التأييد لها.

الأستاذ سعيد سبسوب رئيس الجالية العربية في اسبانيا ورئيس الجمعية الثقافية العربية الاسبانية، من مواليد يافا وسكان القدس ورام الله، استقر في اسبانيا وهو الحاضر دائما في اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بقضية القدس وفلسطين ومن أشد المدافعين عنها.

كان لنا شرف استقبال السيد سبسوب ونجله إياد ورجل الأعمال الفلسطيني يوسف نمر في مدينتهم القدس، وذلك بعد أن أوقفه جنود الاحتلال على المعبر العسكري بقلنديا عايش خلالها لدقائق أساليب الإهانة والإذلال التي يتعرض لها الفلسطينيون على المعابر والحواجز العسكرية المنتشرة في كل مكان.

وبشغف كبير.. ورغم أحوال الطقس الماطرة والباردة.. حاول الأستاذ سبسوب زيارة كل معالم القدس القديمة ولمس حجارتها التي تنطق بهوية المدينة وتقبيلها.

وكانت البداية من باب دمشق المعروف باسم باب العمود وهو أشهر بوابات القدس القديمة، ومنه إلى أسواق القدس التاريخية بدءا من سوق خان الزيت ثم العطارين واللحامين والدباغة إلى أن وصلنا إلى كنيسة القيامة وزيارة معظم معالمها وتبادل أطراف الحديث مع بعض زائريها الأجانب، وكانت الاستراحة في أقدم مقاهي القدس القديمة قرب سوق العطارين لنسجل حواراً ولنبدأ السير من جديد باتجاه مدرسة الأيتام الصناعية الإسلامية ومنها إلى سوق القطانين الذي أفضى بنا إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك.

وأدى الأستاذ سبسوب والوفد المرافق صلاتي الظهر والعصر في المسجد وتجول في معظم مصلياته ومرافقه، ولم ينسى قبل الخروج من المسجد بفتح حوار مع أحد جنود الاحتلال المتمركز على بوابة الأسباط من المسجد المبارك.

ومن هناك اتجه الجميع إلى مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط وزار ضريح الصحابيين شداد بن الأوس وعبادة بن الصامت ثم زار مقبرة اليوسفية المقابلة لمقبرة باب الرحمة.

يقول الأستاذ سبسوب انه يوم تاريخي له بزيارة القدس ومشاهدة صمود أهلها الأسطوري والوقوف عن كثب على ممارسات الاحتلال فيها وضد سكانها.

وفي حديث خاص، دعا الأستاذ سبسوب العرب والمسلمين إلى زيارة القدس وفلسطين، وقال إن ذلك واجب يصل إلى درجة الفرض على كل من يستطيع الوصول إلى القدس لزيارتها وشد أزر سكانها والتأكيد لهم أنهم ليسوا وحدهم، والوقوف أولاً على القيمة الروحية والقيمة المعنوية والسياسية والأخلاقية لهذه المدينة.

وقال: القدس كمدينة تاريخية عريقة عندما نتحدث عنها نتحدث عن كل شبر من أرض فلسطين لكنها أصبحت الآن الشعار والرمز الحقيقي لهذا الصراع.

وأضاف: هناك كذبة صهيونية أُريد استخدامها من قبل المنظمة الصهيونية العالمية بإعطاء القيمة التلمودية لمدينة القدس وبقي اليهود في العالم كله يرددون لن ننساكي يا أورشليم، ونحن بالمقابل نقول للصهاينة واليهود والرأي العام العالمي: لن ننساكي يا قدس.

وتابع قائلاً: حينما نتحدث عن المعنى الديني الأخلاقي للقدس لا يوجد لا بالثقافات الدينية ولا بالثقافات الأخلاقية أو الأيدلوجية أي معنى للكراهية.... الكراهية ليست موجودة لا في ديننا ولا في مبادئنا ولا في أخلاقنا لكننا عندما نتحدث عن الكراهية بالمفهوم الإنساني وبالمفهوم الفلسطيني يعني أننا نكره الاحتلال وكراهية الاحتلال.. يعني أنه لا يوجد لأي إنسان يؤمن بالأخلاق ويؤمن بالإنسانية والديمقراطية يقبل أن يبقى هذا الاحتلال العار.

وحينما نتحدث عن كراهية الاحتلال نريد أن نسأل اليهود في كيانهم: هل يعني لكم أي تفسير لوجود مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؟، من أين أتوا اللاجئين؟، هل نزلوا من كوكب آخر؟ هل سألتم أنفسكم لماذا توجد هذه المخيمات؟ ومن هم سكانها؟ ومن أين جاؤوا أو كيف وصلوا إلى هذا الواقع المزري في ظروف مأساوية لا يقبل بها أي إنسان؟.

وأضاف الأستاذ سبسوب: نحن نناقش الأمور من زاوية حقوق وواجبات أخلاقية وسياسية وإنسانية، فهؤلاء الذين يقيمون في مخيمات اللجوء يتلقون حتى الآن المساعدات الإنسانية من "الأونروا"، فهل سألتم أنفسكم: لماذا خلقت "الأونروا"؟ لماذا خلقت هذه المؤسسة الدولية سنة 1948م؟ وهناك مجموعة كبيرة من القرارات التي تضاف إلى القرار 194 التي تقول أن هؤلاء الناس لهم حقوق في أراضيهم وبيوتهم.

وقال: نحن نسأل الإنسان الصهيوني: لماذا يوجد حق للعودة لليهودي إذا أرضه ليست له والى مجتمع ليس له أي علاقة فيه ...جئتم من مناطق جغرافية مختلفة من مناطق أصل درجة الحرارة فيها إلى أربعين تحت الصفر، جئتم من ارض ليس لكم أي علاقة ديموغرافية ولا أخلاقية ولا ثقافية لما انتم فيه الآن.

ولفت الأستاذ سبسوب إلى وثيقة رسمية منذ عام 1978م من مجموعة كبيرة جدا من المثقفين والسياسيين وأساتذة الجامعات اليهود وتحت شعار كبير نشر في صفحة كاملة بصحيفة الجاردن البريطانية تقول: نعم لحق العودة للفلسطينيين ولا لحق العودة لليهود. هذه الوثيقة وقّع عليها آلاف اليهود البريطانيين والفرنسيين والأسبان والطليان والألمان وغيرهم.. فلا يجوز ولا يعقل أن يبقى موضوع اللاجئين الفلسطينيين عبارة عن مشكلة إنسانية وتوزيع مؤن.. هذه مشكلة يجب أن تحل وكل من يحاول أن يلغي عقله وضميره ومفاهيمه الحقيقية لهذا الموضوع فهو واهم.. هؤلاء الناس لهم حقوق ويجب أن تُصان ويُعترف بها.

وذكّر الأستاذ سبسوب برسالة أرسلها أعظم الشخصيات في التاريخ المعاصر وهو نلسون مانديلا الذي استحق عن جدارة جائزة نوبل والذي قضى عشرات السنين في السجون وتوج حرية هذا العالم بإلغاء جريمة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.

وقال: هذا الرجل الذي حرر جنوب إفريقيا من انحطاط ومن قاذورات العنصرية المشؤومة لعشرات السنين يقول لفريدمان: لا تعتقدوا أن الشعب الفلسطيني يبحث عن دولة فقط الشعب الفلسطيني يبحث عن إزالة الابرتهايد في فلسطين ولا يقبل أن يكون هناك قانون لليهود وآخر للفلسطينيين الشعب الفلسطيني يريد أن يكون مستقلا وحرا له نفس الحقوق الإنسانية لأي إنسان يعيش في هذا الكوكب إذ لا يجوز أن يكون هناك مجموعة من القوانين خاصة لليهود وأخرى تضطهد الرجل الآخر والعنصر الآخر.

وأضاف الأستاذ سبسوب: هناك معادلة حقيقية علينا نحن والديمقراطيون والمثقفون وأصحاب الضمائر الحية في المجتمع الصهيوني أن يرفضوا الابرتهايد والجدار العازل وان يرفضوا التمييز العنصري للأشخاص.

واستطرد قائلاً: لقد مررنا على الحواجز التي تشكل اهانة للبشرية وللإنسانية كيف يفتش الفلسطيني وكيف تمرر عليه أجهزة التفتيش التي لا قيمة لها لأنها عبارة عن سياسة إذلال للآخرين وعبارة عن سياسة رفض الآخرين... ونحن عبارة عن جزء من هذا المجتمع المدني المعاصر الذي يؤمن بحرية الإنسان ويعاقب السياسيين على الممارسات الخاطئة لهم... هذا المجتمع الذي ننتمي إليه يجب أن يكون مجتمعا مليئا بالحقوق الشرعية للآخرين وأن تحترم حقوق الآخرين.

وأضاف: لا يجوز ومن العار أن يبقى هماك حواجز للتفتيش العنصري بين الفلسطيني وغير الفلسطيني... بين ساكن القدس وغير ساكن القدس علينا أن نصارع ونحارب ونكافح لإلغائه.

وقال: هناك 350 ألف فلسطيني يعيون في القدس متمسكون بحقوقهم وبأرضهم ومقدساتهم وبشرعية وجودهم نُحيّيهم ونطالب كل إنسان فلسطيني وعربي أن يزور القدس ويلتقي أهلها ويدخل بيوتهم ويشدّ أزرهم ويتحدث معهم ويرفع من معنوياتهم لأننا شعب واحد وأمة واحدة .... ونحن على يقين بأن هذا الاحتلال سيكنس وستعود أواصر الإنسانية والمحبة والحقوق للناس وستعود القدس حرة موحدة يمارس فيها الآخرون كل حقوقهم السياسية والدينية والأخلاقية دون تمييز عنصري.