عالمية الأردن
أخبار البلد-
لن أنسى عندما خاطب «كوفي عنان» الأمین العام للأمم المتحدة السابق في إحدى لقاءاتھ الإعلامیة الشعب
الأردني بعبارة «الأمة الأردنیة» ذلك أنھ مطلع على قدرة كل دولة ودورھا الریادي على مسـتوى العالم, نعم أطلق
علینا الأمة الأردنیة لأننا دولة رسالة وبحجم أمة وأكبر, ھذا الوطن منذ بدایة القرن الأول للتأسیس وھو یرتقي
بحكمة وسیاسة رفیعة تدرس في معاھد الدبلوماسیة على مستوى العالم، ألا یكفي أن یذكر أسم المغفور لھ الحسین
.بن طلال في أي بقعة في ھذا العالم عندھا تكون القبلة ھذا الوطن
لقد كان الأردن خلال الأیام الماضیة عنوان العالم الأبرز في التغني بھذا الوطن والتعبیر بأمانة عن سمو ورفعة
..قیادتنا التي نباھي بھا الدنیا
لنعود لجنازة الحسین العظیم ونتمعن بالحضور لندرك أن ھذا الوطن سیبقى نظره إلى الأمام, كل الأضداد اجتمعت
ھنا یوم الحزن على المغفور لھ الحسین بن طلال، أرث عظیم اجتھد قادة ھذا البلد في بناء حضارة لنا تصمد وتعاند
.بكل قوة كل الأعاصیر التي تضرب جذورنا، لیظل ھذا الوطن صامدا منیعا أمام خطط التخلف والتآمر
لنتعمق في بدایات الدولة ومسیرتھا سنجد بأن الكثیرین كان لھم سعي أن تزول ھذه الدولة, دولة تحیط بھا أزمات
وحروب وفتن غایتھا أن نصبح مثلھم أو نزال نھائیا, مواردنا قلیلة وثرواتنا الطبیعیة لا تقارن مع غیرنا، رغم ذلك
كانت الصروح تشید بعرق أبناء ھذا الوطن، لنقارن حالنا بغیرنا من یمتلكون المساحات الشاسعة والثروات
الطبیعیة عندھا لنحمد الله تعالى بأننا بھذا الحال رغم كل ما نواجھھ من قضایا الفقر والبطالة والفساد والمحسوبیة
.والواسطة, ھو حال الدول إینما وجدت في العالم الأول او المتأخر
نراقب بكل شوق ھذا الاھتمام العالمي بما واجھتھ دولتنا الأیام الماضیة, لم یبق زعیم دولة لم یشعر بالغضب
والحسرة على الأحداث الأخیرة, ھذا الاھتمام والتواجد العالمي في أروقة دوائر القرار الأردني والزخم في
اتصالات الأطمئنان العالمي على وضعنا الداخلي یجبرنا ان نعید التفكیر مئة مرة في تناول شأننا نحن ابناء ھذا
الوطن, ألا یؤكد ذلك أننا نسیر في الاتجاه السلیم، وأن العالم یدرك دوره في مساندة الحق وانتھاج سبل التعاطي
العقلاني مع قضایا المنطقة ومواجھة أخطاء بعض الدول وخاصة الكیان الاسرائیلي وھنا نذكر صفقة القرن
.والحجم الأردني الكبیر في أفشالھا
لنوازن الطرح في التعامل مع قضایا الوطن ونكون جمیعا یدا واحدة في مساندة جلالة الملك في أن نخفف من
صعوبة الظروف المعیشیة التي یعاني منھا المواطن الأردني, في معاناة وتراجع مستوى حیاة الأردنیین لا ینكرھا
عاقل، من ھنا وجب علینا أن نستفید مما مررنا بھ خلال الفترة الماضیة، وأن نحافظ على ھذا الوطن الذي یمتاز
.بصورة مشرقة في الخارج