هل تتدحرَج الأزمة الأُوكرانية.. إلى حرب أميركية-روسية؟
اخبار البلد ـ قد يكون السؤال مُتطرفاً أو بالغ التشاؤم في عالم اليوم, حيث يعرف كثيرون أن الصدام العسكري المباشر بين «الكبار» سيفضي حتماً إلى حرب نووية يدرك الجميع أنها ستعني فناء البشرية. وثمَّة في عالمنا مَن يراهن على أن مآسي الحروب السابقة وخصوصاً الحرب العالمية الثانية ما تزال ماثلة في الأذهان, ما بالك في أوروبا وأميركا وروسيا، عندما سقط عشرات الملايين بين قتيل وجريح ودمار لم يشهد التاريخ له مثيلاً، الأمر الذي يدفع «العُقلاء» للتريّث وعدم الانجرار خلف أصحاب الرؤوس الحامية, وأولئك الذين ترتبط مصالحهم بالمجمع الصناعي/ال?سكري وكارتلات النفط والمصارف, ومُتطرِّفي الأكاديميا وأنبياء العولمة والنيوليبرالية.
لكن ما يُحدث الآن في أوكرانيا لا يشي بأن العقلاء يتقدّمون الصفوف, بل ان «قادة» حزب الحرب في واشنطن وخصوصاً في كييف هم الذين يقرعون طبول الحرب, ويدَّعون بلا كلل إلى لجم «العدوان الروسي", على النحو الذي جسّدته المناورات العسكرية/البحرية/الجوية التي أجرتها قوات أطلسية في بحر البلطيق, وتلك التي تستعد لإجرائها في البحر الأسود وقرب شبه جزيرة القرم, وما تشهده خطوط التماس في جمهوريتي دونيستيك ولوغانسك في الدونباس. الرئيس الأميركي الذي أجرى مكالمات هاتفية مع عدد محدود من زعماء العالم, سارَع بحماسة لمهاتفة الرئيس ال?وكراني زيلينسكي, مُتَعهِداً دعم واشنطن «الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها, في مواجهة العدوان الروسي في دونباس وشبه جزيرة القرم». وإذ راجت أنباء عن احتمال إرسال قوات ومستشارين عسكريين أميركيين إلى أوكرانيا، فإن موسكو هدّدت باتخاذ «إجراءات ضرورية» لضمان أمنها, إذا قامت واشنطن بإرسال عسكريين أو مستشارين إلى البلد الجار» وفق ناطق الكرملين بيسكوف, الذي أجاب بغموض عندما سُئِلَ عن طبيعة الإجراءات الروسية المُحتملة بقوله: انه سيتم اتخاذ كل ما هو ضروري.
دول أوروبية عديدة خصوصا فرنسا وألمانيا, وهما جزء من «رباعية نورماندي» المُكلفة تطبيق إتفاقيّ مينسك/1 ومينسك/2 (إضافة لروسيا وأوكرانيا).. دعت إلى ضبط النفس, لكن حكومة كييف المدعومة أميركياً واصَلت دق طبول الحرب, واصفة المناورات المُقبلة مع قوات الناتو في البحر الأسود بأنها «سيناريو لحرب مع روسيا في القرم والدونباس».
ربما يرتبط التصعيد الراهن على «الجبهة» الأوكرانية بمحاولات واشنطن ضم أوكرانيا إلى الناتو، رغم معارضته دول أطلسية مع دعم دول أخرى كتركيا, التي تمدّ أوكرانيا بالطائرات المُسيّرة وتتماهى معها في مسألة شبه جزيرة القرم. وإذ يستدعي كثيرون مَقولة «ان لكل رئيس أميركي..حَربَه», فهل تكون أوكرانيا ساحة حرب بايدن؟
يقول المحلل السياسي الروسي الكسندر نازارف في مقالة بعنوان: هل اختار الناتو شهر آيار للهجوم على روسيا؟: «يُمكن أن تبدأ الحرب الأوكرانية في نيسان، بعد العدوان الأوكراني على جمهوريتي دونيستك ولوغانسك، مع تصعيد شبه مُحتمل في أيار, الى حرب بين الناتو وأوكرانيا ضد روسيا، قد – يُضيف – يُحاول الناتو خلالها احتلال شبه جزيرة القرم واحتلال القاعدة البحرية الروسية في سيفاستويول.. وبطبيعة الحال – يُواصِل – فإن حرباً كهذه لا يمكن التنبؤ بها إلى درجة نشوب..حرب نووية».
فهل بتنا أمام سيناريو مُخيف ومُرعِب..كهذا؟.