لمّا أصير حامل برجعلك

أخبار البلد-

 
دخلتُ محل الخضار و الفواكه ..كل شيء أمد يدي عليه أسأل عن سعره بعناية و استمع للجواب بعناية أكبر ..أكمّن حبّة من هذا و أكمّن حبّة من ذاك ..حتى رأيتُ الكرز الأحمر (طبعا ليس موسمه واستغربتُ وجوده) ..سألتُ الشاب عن سعر الكيلو فقال لي : 3و عشرين ..قلتُ في نفسي ما دام الكيلو لم تصل إلى أربعة دنانير أو خمسة فخلّيني أُكثّر من هذا لأنه الحبة صغيرة و (قد ما تكمش) ما (بوزّن كثير ) فلو أخذتُ كيلو واحد رح يطلع إشي كثير بعدد الحبّات ..والأولاد رح يبرطعوا على الآخر ..
جمّعتُ أكياسي ووضعتها عند الكاش ..احسب و احسب واحسب ..قال لي الشاب : بكفّي ثلاثين ..! قلتُ : ثلاثين شو ؟ قال مبتسماً: ثلاثين ليرة ...اعتقدتُ ان الشاب يعرفني و اراد ان يمازحني ..فقلتُ له: لا بالله عليك ..قديش بجد ؟؟ فقال لي : والله ثلاثين ..قلتُ له : أكيد في شي غلط ..! طبعاً وجهي صار بالألوان من الاحراج ..هناك شاب آخر في المحل دخل على الخط وقال لي : الكرز الأحمر هو اللي عمل هيك معك ..التفتُ إليه : اخذتُ كيلو ..و الكيلو لا ترفع الحساب لهذه الدرجة ..قال لي : كيف ما ترفعها ؟ الكيلو بثلاثة و عشرين دينار ..و باقي الأغراض سبعة ..!! أُسقِطَ في يدي ..و أُسقِطَ في رجلي ..وأُسقِطَ في رأسي ..بل أُسقِطَ في كل شيءٍ فيّ..كيلو الكرز الأحمر ثلاثة وعشرون ديناراً ..؟ أنا اعتقدتُ انه قال لي عندما سألته عن سعره : ثلاثة دنانير و عشرين قرش ..!!
ضحكنا ..ضحكنا بعمق ..رميتُ كيس الكرز الأحمر ..وسألته : في حد يشتري منك منّو ..؟ قال لي : طبعاً ..المرة اللي تتوحّم بتشتري ..قلتُ له وأنا أخرج من المحل : بس أصير (حامل) رح أرجعلك ..باي يا كرز يا أحمر ..!!