السويس تتنفس الصعداء والمنافسون كذلك

اخبار البلد - تراجعت أسعار النفط مباشرة بعد الاعلان عن تعويم سفينة الشحن اليابانية "إيفرجيفن" العالقة في قناة السويس؛ اذ يمر 10 % من النفط المشحون بحرا من القناة؛ ما يعادل مليون ونصف برميل من اصل 39 مليون برميل تنقل بحرا في العالم؛ فإغلاق القناة رفع كلف النقل البحري 4%؛ خسائر يتوقع ان تتقاسمها  شركات التأمين والدول المنتجة وجيوب المستهلكين في حالة اشبه ما تكون بانخفاض كمية الأكسجين في جسم الانسان الذي يترك تداعيات وخيمة على الجسم.
العالم الذي حبس انفاسه وهو يراقب مافعلته "ايفرجيفن"، والاسواق التي وقفت مترقبة عملية تعويم سفينة الشحن اليابانية في قناة السويس وعكستها في مؤشراتها، والخبراء والمؤسسات التي رصدت التوقعات والاحتمالات، والدول التي باتت تطرح معابر جديدة تمر بالدائرة القطبية الشمالية وعلى رأسها روسيا، او شق قناة  جديدة، أو التذكير بمشاريع وممرات قديمة كشفت عن نوايا خطرة تحتاج الى تأمل كبير من قبل القيادة المصرية حول القناة ومنافسيها في العالم.
فمشروع تطوير القناة بات حاجة ملحة وأحد الأولويات التي يجب على القاهرة التعامل معها مستقبلا حالها كحال نهر النيل الذي يواجه تحديات ومشاريع لطالما كانت حبرًا على ورق، الا انها تحولت الى واقع معاش في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين.
 
تنفس العالم الصعداء وانخفضت اسعار النفط نتيجة عودة الحياة لقناة السويس إلا أن ذلك لن يطول؛ فالتوقعات بارتفاع الطلب العالمي خلال الاسابيع والشهور القليلة المقبلة بات أمرًا محتملا نتيجة الانتعاش في الاسواق العالمية المرتبط بالتوقعات المتفائلة بإنتاج اللقاحات المضادة لفايروس لكورونا المستجد، ليقترب الطلب العالمي من 97 مليون برميل في اليوم مقارنة بـ 88 مليون برميل العام الفائت. وفي الوقت ذاته لم يخب ظن المراقبين والمنافسين لقناة السويس، فما حدث كان بمثابة تمرين عالمي لأزمة مماثلة ودعاية مجانية لقنوات ومعابر جديدة .
ختامًا.. الأسواق لم تنتظر طويلا لاستعادة توازنها؛ إذ سارعت للبحث عن بدائل لقناة السويس، ذات الموقف الذي ستتعامل معه الاسواق في حال توفير بدائل اكثر عملية وأمانا من قناة السويس في المستقبل القريب؛ فروسيا وغيرها من دول الدائرة القطبية باتت تملك ورقة قوية للترويج لطريقها البحري الجديد. عبء وتحد على القيادة المصرية ان تتعامل معه قبل ان يتحول الحبر على الورق لمشاريع على الارض؛ ما يعني ضرورة تطوير القناة.