الذاكرة موجودة والتاريخ يسجل

أخبار البلد-

 
حالة من الجمود والهدوء لجميع القضايا والملفات التي تغط بنوم عميق في الإدراج وعلى الرفوف وكأننا بحالة انتظار او ذهول.
فمنذ عام اي مع غزوة جائحة كورونا ونحن بحالة من الذهول والحيرة بين الترقيع والتأجيل، بين التقدم والتأخير، وعند الاقدام على اي قرار تجد معارضيه اكثر من مؤيديه ورافضيه اكثر من مؤيديه، نعم هذا هذا واقعنا ووضعنا الحقيقي فكأن الامور تدار بالقطعة والمياومة والاعتماد على التصبير وعند مواجهة اي مشكلة او تحد غير متوقع - وهي كثرة بالطبع- نجد انفسنا بان الواقع بواد والمعالجة والعمل بواد اخر، لا نتقن غير التصريحات وفن الشعارات التي تذهب مع مؤيديها ومطلقيها.
فبعد خدمة العلم والبطالة والعقد الجديد والانتقال من الريعية نسمع الان شعارات جديدة نخشى ان تذهب مع اصحابها كغيرها.
فمغادرة الدائرة التي حاصرنا انفسنا بها اصبح امرا لا بد منه والاقدام على خطوات وقرارات تعيد الحياة للاردنيين الذين انهكتهم الحياة وظروفها وجمودها وترددها، فلا بدد من دراسة الواقع والاستعانة بالماضي والاستفادة من اخطائه لمغادرة حالة التردد الى تبني شعارات وطنية حقيقية اصبحت مطلبية وضرورية.
شعارات تلامس مطالب الناس وتدخل بكل تفاصيل حياتهم بشكل كلي بعيد عن الدغدغة والقشور دون ابطاء او تردد، والتوجه إلى جميع المكونات الوطنية دون ابعاد او إقصاء او الاكتفاء بشخصيات ذات مواقف معروفة مسبقا، لان الاختلاف والتوافق من اهم عناصر العمل السياسي والاجتماعي ومن اسباب نجاحه وجديته، فالاردن يتسع للجميع باعتبارنا شركاء بالتساوي لا أفضلية لاحد على اخر الا بمقدار الوطنية وما يقدمه للوطن من اعمال وانجازات تسجل في ذاكرة الوطن و الناس.
اما ان نبقى في دائرة او نلجأ الى نفس الأشخاص ونعتمد على اللون والمذاق نفسه ونصنف الناس ونمنحهم درجات وعلامات فهي وصفة مجربة لا شفاء منها.
بعد ان مل الناس الوعود والانتظار وتغيير الرفوف وترتيبها بالبضاعة نفسها دون تجديد، او تنقيب لاخراج وابعاد الفاسدة منها و البحث عن بدائل وخيارات وهي باعتقادنا موجودة وما أكثرها في عقولنا واذهاننا وكل مكان حولنا تتطلب ارادة وطنية وثورة سلوكية اي تمرد على حالة التردد والخوف بداخلنا حقيقية للتعامل معها، وعدم تعليق ترددنا وأخطائنا على شماعة الآخرين وتحميل المسؤولية للسابقين، او ترك التحديات للقادمين او التشبث بحالة اهمال اوتسيب هنا او هناك لنطلق احكامنا على مؤسسة كاملة او منظومة باكملها ونبدا بالتهديد والوعيد وكأننا نخفي شيئا ونهيئ لامر ما.
لان الذاكرة موجودة والتاريخ حاضر يسجل كل لحظاتنا وحركاتنا في سجلات محفوظة لا بد انها ستخرج يوما ولا مجال للاخطاء.