التلفزيون الأردني ورؤيا ينافسان الجزيرة على حقوق بث دوري المحترفين

لم يعد موضوع البث التلفزيوني لمباريات كرة القدم لا سيما المتعلق بدوري المحترفين والمنتخب الوطني لكرة القدم مجرد ترفيه او يدخل في باب التسلية، بل بات مطلبا ضروريا واحيانا وطنيا، خاصة ما يتعلق بالمنتخب الوطني لكرة القدم بعد أن حقق نتائج لافتة تستحق الاهتمام والمتابعة، وهذا يساهم بحفظ الجوانب الامنية عندما تكون سعة الستاد الذي سيحتضن المباريات اقل من الحضور المتوقع.
ولعل الشواهد التي حدثت في سنوات ماضية وأدت الى بعض المشاكل جراء الزحمة في ظل عدم استيعاب المدرجات والأبواب لتدفق الجماهير في بعض المباريات، يستحق الوقف عنده مطولا والبحث في ضرورة البث التفزيوني، بدون اغفال صعوبة حضور أبناء المناطق البعيدة الى العاصمة التي تحتضن في الغالب المباريات المهمة.
من هنا يصعب إقامة مباريات دوري كرة قدم وغيرها دون جلب المحطات الفضائية القادرة على تلبية هذه الحاجات، وفي ظل ما اشيع من صعوبات قد تواجه اتحاد كرة القدم، اذا ما رغب بالاتفاق مع قناة الجزيرة لتجديد العقد الموقع بين الطرفين لبث مباريات الدوري والكأس والدرع حصريا، باستثناء التي تكون المنتخبات الوطنية طرفا فيها، بعد أن اوشك العقد الموقع على الانتهاء مع نهاية الموسم الحالي، بدون التطرق الى مزاجية البث التي اقلقت الجماهير في ظل انتقاء مباريات معينة وحسب امكانيات القناة الناقلة.
ولعل هذا يتطلب جهدا وطنيا يتمثل بقيام المحطات المحلية لا سيما التلفزيون الاردني بتولي هذه العملية، فمن حق المواطن الأردني أن لا يلهث وراء المحطات الخارجية وان يكون "المحج" له والحاضن لهذه الجماهير، وقد تكون هذه العملية رابحة لهذه المحطات المحلية، في حال أحسن القائمون على هذه العملية باستقطاب الشركات الراعية والمعلنة، ما دامت هذه المحطة ستسابق المحطات الاخرى للفوز بعملية البث الحصري.
ولهذا ارتأت (الغد) الاطلاع على وجهات نظر اصحاب العلاقة والمتابعين ومن يعنيهم هذا الأمر، لتوضيح مدى أهمية هذا الجانب، بعد أن تناهى لمسامع المتابعين أن قناة الجزيرة لم تبد حتى الآن اية رؤية او مبادرة لإعادة تجديد الاتفاقية التي تنتهي مع نهاية الموسم الكروي الحالي، بيد أن الاتحاد سيتوجه لطرح تسويق البث ضمن مناقصات أمام المحطات التلفزيونية المختلفة.
اتفاقية الجزيرة بقيمة 5 ملايين دولار
وقبل عرض وجهات النظر المختلفة لا بد من التذكير ببعض البنود الخاصة باتفاقية اتحاد الكرة مع قناة الجزيرة لبث هذه المباريات، والتي بدأت في موسم 2007-2008 ولمدة 5 مواسم وبقيمة 5 ملايين دولار، وتضمنت الاتفاقية بعض البنود من ضمنها: الحصول على المبلغ في الموسم الواحد على دفعات بحيث يحصل الاتحاد على 100 ألف دولار في كل دفعة وعلى مدار 10 دفعات، وستكون آخر دفعة يتسلمها الاتحاد في شهر آذار (مارس) المقبل، وان الاتفاقية لم تتضمن الزام قناة الجزيرة ببث جميع المباريات او عدد منها، وأن الاتفاقية نصت على بث مباريات الدوري والكأس والدرع بعيدا عن المباريات المتعلقة بالمنتخبات الوطنية.
الزعبي: نوايا صادقة للنقل التلفزيوني
مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عدنان الزعبي، اكد ان المؤسسة تقدمت بطلب رسمي لنقل المباريات على شاشة التلفزيون الأردني، مؤكدا تواجد النية الصادقة بين اطراف المعادلة لضمان النقل.
واضاف الزعبي ان جلالة الملك عبدالله الثاني متعاطف مع المؤسسة، ليكون التلفزيون الأردني صاحب الحق الحصري للبطولات المحلية ضمن واجبها الوطني، بأن تكون المباريات بدون مقابل وللمواطنين كافة.
ونوه الزعبي الى ان المؤسسة واكبت تطور الرياضة الأردنية على وجه العموم وكرة القدم على وجه الخصوص، بعد ان قاد سمو الأمير علي بن الحسين مركب اتحاد كرة القدم في سابقة تاريخية للكرة الأردنية، وهذا من واجب المؤسسة للارتقاء بالمواطن، وتقديم البرامج التي تفيده وترضيه، وان الشارع الأردني يتابع عن كثب التطور الكبير الذي اصاب كرة القدم، وهذا يضاعف الجهد على المؤسسة لتقديم كل الخدمات المطلوبة من المؤسسة.
واشار الزعبي الى ان المؤسسة ارسلت خطابا رسميا الى هيئة المرئي والمسموع، توضح فيه أنها ستقوم بتقديم البث الفضائي لكافة المحطات والاذاعات الخاصة مجانا، شريطة ان يلتزموا بأخذ اشارة المحطة، حيث قامت الهيئة بابلاغ الفضائيات بقرار المؤسسة.
عبدالقادر: البث حق للمواطن
وقال رئيس اتحاد الاعلام الرياضي الزميل محمد جميل عبدالقادر، والذي شغل سابقا منصب مدير البرامج الرياضية في التلفزيون الأردني، وأحد الاشخاص الذين لهم بصمات واضحة على البث التلفزيوني في الثمانينيات، ان اولوية البث يجب أن تكون للتلفزيون الأردني خاصة في ما يتعلق بدوري المحترفين، ولهذا يجب أن يبادر للحصول على البث أسوة بالدول الاخرى مثل مصر والمغرب وتونس وغيرها من الدول التي تمنح هذا الموضوع أهمية قصوى، ويجب أن تكون هناك تضحيات من التلفزيون ليكون هو صاحب حقوق البث، واضاف ان ذلك قد يكلفه مبالغ طائلة وهنا على الحكومة ان تتدخل لأن القضية باتت ضرورة وطنية ملحة وليس مجرد ترفيه او تسلية، وهذا ليس صعب التحقيق في ظل وجود دائرة تجارية وتسويقية في التلفزيون الأردني تملك خبرات التسويق ويساعدها هذا بجلب الارباح كما هو حال المحطات الأخرى.
وكشف عبدالقادر عن أنه وعندما كان في أمانة صندوق اتحاد كرة القدم، ابرم اتفاقية مع التلفزيون الأردني لبث المباريات في الثمانينيات مقابل مبالغ مالية تعود للاتحاد، فكيف ونحن الآن في عصر الاعلام واسع الانتشار، فمن حق مئات الالوف من المواطنين على التلفزيون متابعة هذه المباريات.
وتساءل عبدالقادر "ما دام التلفزيون الأردني ينفق الكثير من الاموال على المسلسلات والبرامج المحلية المكلفة جدا، لماذا لا يكون البث الذي يلبي حاجة شريحة كبيرة من المواطنين، خاصة اذا علمنا أن الشباب يشكلون 70 % من المجتمع وهؤلاء يجب أن يتجهوا للمحطات المحلية ويمكن استقطابهم وفق هذا النهج بدلا من البحث عن محطات خارجية؟".
واقترح عبدالقادر بأن تنصب سياسة التلفزيون وحتى الحكومة على تخصيص المبالغ المطلوبة لبث مباريات كرة القدم، والمبادرة للحصول على احقية البث بعد أن اصبحت مباريات الدوري بالنسبة للمواطنين ضرورة ملحة.
الصايغ: رؤيا ترغب بالدوري
المدير العام لقناة رؤيا فارس الصايغ اشار الى ان ادارة القناة تدرس بقوة الحصول على حقوق نقل مباريات دوري المحترفين للموسم المقبل، بعدما ينهي الاتحاد ارتباطه مع القناة الناقلة الحصرية للدوري الكروي.
واضاف الصايغ ان سياسة المحطة تهدف الى بث مباريات الدوري للمواطن الاردني على القنوات المفتوحة، حيث ستتقدم القناة بعرض للاتحاد لنقل مباريات الدوري حصريا للمحطة ولمدة 3 سنوات، على الرغم من الجهد الكبير الذي سيبذل في سبيل الارتقاء بالعمل المهني لضمان افضل نقل للمباريات، مضيفا ان قبول المحطة لنقل المباريات حصريا يتطلب رفع سعة التردد من 3 ميغا هيرتس الى 6 ميغا، ما يتطلب جهدا مضاعفا، وهذا ينعكس على الجانب الاقتصادي، حيث ان تكلفة العمل بالسعة السابقة يتطلب مبلغ 300 الف دينار سنويا، هذا الى جانب الحاجة الى سيارة نقل خارجي، وطواقم من الفنيين والمقدمين، ما يرفع القيمة المتوقعة جراء ذلك الى مبلغ مليوني دينار سنويا، وفي حال الوصول الى اتفاق مع الاتحاد بحصرية النقل، فإن قيمة التشغيل الفعلية للمحطة ستصل الى 6 ملايين دينار في السنوات الثلاث المقبلة.
واشار الصايغ الى ان المحطة جادة في هذا الأمر على وجه الخصوص، حيث ستوفر محطة لنقل كافة مباريات الدوري وعلى الهواء مباشرة، في تغطية متخصصة واستوديوهات تحليل قبل واثناء وبعد المباراة، بما يتلاءم والدرجة الرفيعة التي وصل اليها الدوري الاردني، والذي انعكس ايجابا على نتائج المنتخب الوطني.
واضاف الصايغ ان المحطة ستقوم بالتنسيق مع الاتحاد في حال فوزها بحقوق النقل، للتنسيق وترتيب كافة مباريات الدوري، لتصل المباريات للمشاهد الاردني في مختلف اصقاع الوطن، وستحاول المحطة توفير الدعم المناسب من الشركات الأهلية الراغبة بدعم المحطة، او من خلال الاعلانات، وذلك ضمن سياسة القناة للوصول الى كل بيت، كون القطاع الشبابي يغلب على تركيبة المجتمع الأردني، بالاضافة الى الاهتمام الكبير بالجانب الرياضي على وجه العموم وكرة القدم على وجه الخصوص، خصوصا بعدما قامت القناة بنقل دوري الدرجة الاولى ومباريات المنتخب الوطني امام سنغافورة والعراق في تصفيات كأس العالم.
قدري: الدوري للمواطن الأردني
مدير البرامج الرياضية في التلفزيون الأردني الزميل محمد قدري حسن اكد ان الدوري الأردني سيكون للمواطن الأردني وعلى شاشة التلفزيون الأردني، مؤكدا ان التلفزيون سعيد بما قدمه ويقدمه للمواطن.
واضاف قدري ان المؤسسة تقدمت رسميا الى اتحاد كرة القدم، لنقل مباريات الدوري حصريا، وان المؤسسة هي الوحيدة التي تملك الامكانيات الفنية والهندسية والبشرية والادارية، وان المؤسسة والقسم الرياضي على اهبة الاستعداد لنقل مباريات الدوري.
واكد قدري ان المؤسسة سلمت لسمو الأمير علي بن الحسين خطابا رسميا، عرضت من خلاله وبشكل رسمي الحصول على حقوق بث مباريات الدوري حصريا، حيث تلقى التلفزيون إشارات ايجابية بأن المواطن الاردني سيكون سعيدا بمتابعة مباريات الدوري الأردني على تلفزيون بلاده.
سمارة: الجزيرة الأميز
رئيس نادي الرمثا عبدالحليم سمارة اشار الى ان من حق المواطن الأردني مشاهدة مباريات دوري بلاده على شاشته، بيد ان الجزيرة قدمت انموذجا من التغطية الحصرية للدوري الأردني، رغم بعض النقاط التي لم اعرف لها سببا وهو من المنسق لنقل المباريات؟ وهل هناك اصابع محددة في نقل مباريات بعينها وتناسي البقية؟ ام ان هناك خللا ما في توجيه نقل المباريات الحساسة والمهمة؟ وان عدم نقل بعض المباريات يساهم في الأخطاء التحكيمية.
وطالب سمارة بأن يكون هناك نقل لمباريات البطولات المحلية عبر فضائية محلية ليتنسى للجميع متابعة المباريات بدون اللجوء لشراء بطاقات المحطات المشفرة، مؤكدا ان الجزيرة قدمت مستويات مميزة في النقل والتعليق.
منصور: التميز بين المحطات بالافضلية المالية والفنية
رئيس نادي الجزيرة سمير منصور اشار الى ان المهم في التسهيلات التي تقدمها القناة الفضائية او المحلية لمنح الفرصة للسواد الاعظم في متابعة مباريات الدوري الأردني.
واشار الى ان المهم في الموضوع قيمة العقد المقدم، بالاضافة الى المميزات الفنية التي سيتم تقديمها، وان يعطي التلفزيون الذي سيقوم بنقل البطولات، كل الخدمات للمشاهد الأردني، وان على الاتحاد ان يقبل العرض الاعلى ماليا، بما يعود بالفائدة على الأندية واللاعبين وبالتالي الجمهور الأردني الذواق.