قراءة في انتخابات الكيان الصهيوني والمأزق القادم

اخبار البلد ـ بالأمس تابعت نتائج انتخابات الكيان الصهيوني والتي تأتي بعد عامين من اخر انتخابات برلمانية لديهم، حيث يستمر الصراع بين اليمين واليمين المتطرف مع استبعاد للمهمشين من الطوائف اليهودية الشرقية والمرحلين والعرب الذين يفترض أن يتنامى دورهم بزيادة ملحوظة في نسبة المواليد ولكن هناك انقسام هذه المرة بين القيادات العربية ووقوف نسبة كبيرة مع احزاب اليمين، ومع تساوي النتائج تقريبًا يبقى أمام نتن ياهو أن يقنع حزبًا من الأحزاب المتطرفة أو القائمة العربية الموحدة حتى يستطيع تشكيل حكومة قوية حيث لن تصمد هذه الحكومة هذه المرة أيضَا، وهذا يدفع إسرائيل للدخول في نفق مظلم اخر وإجراء انتخابات برلمانية أخرى وهذا يجعل محاولات الاستقرار في البلاد لانتخابات كنيست مستقر قد تجاوزت الاربع انتخابات ما يجعل البلاد في وضع غير مستقر حيق صرح نتنياهو للصحافة الأمريكية أنه سيشكك في الانتخابات في حال هزيمته وهذا ما يجعله يتباطأ في إعلان النتائج الأولية ويعلن انتصاره حيث يحتاج إلى مقعدين على الأقل ليتمكن من تأكيده النصر وتشكيل الحكومة، ويبقى على المعسكر الاخر أن يتجاوز اختلافاته حتى يواجه معسكر نتنياهو المكون من الليكود و معه حركة شاس للمتدينين الشرقيين ويهوده هتوراه للمتدينين الغربيين وحزب الصهيونية المتدينة وحزب يمينا وكلها أحزاب متطرفة تعطي المجال لنتنياهو دعوة بعض الأحزاب الأخرى لتقف إلى جانبه ما يملي عليه مزيدًا من الشروط لتشكيل حكومة مقيدة للقيام بأي سلام وإجراء أية محادثات مع العرب والذين لم يستثمرو المشهد حيث أن الظروف كانت مواتية بعد ذهاب ترامب وتضعضع نتنياهو وبالعكس تراجع العرب بسبب انقسامهم من 15 مقعدا إلى 10 مقاعد.

في المجمل لا بد لنا من تتبع هذه الانتخابات لأنها تأتي في زمن يعمل نتنياهو إلى تبني خطة تطبيعية في غاية السذاجة حيث يتم إرضاء بعض القيادات من أجل إقناع الداخل الإسرائيلي بقيامه بخدمة إسرائيل وتوسيع القاعدة خارج إسرائيل، ولعل هذا يأتي من أجل مزيد من التحصين حيث يواجه المحاكمة والسجن لكثير من الفساد الذي أنتشر حوله.

لقد عمل الاردن على إفشال خطط نتنياهو في النيل من الأردن الذي قام بإفشالها وحيث قامت هذه المعاهدة بالتعاون مع الرئيس ترامب فما كان من الملك عبدالله حتى جيش لمقاومتها ماكينة إعلامية وجهود لجلالته في الغرب والشرق من خلال الاتصالات والتصريحات والرفض القاطع لكل جهد يأتي على حل الدولتين والذي خرج جزء منه في مؤتمر قمة بيروت والذي أعلنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد في المملكة العربية السعودية رحمه الله.

لقد أعد نتنياهو مع بعض الخونة والمارقين من بني جلدتنا ما يجعله واثقًا من زعزعة النظام في الأردن لرفض الملك عبدالله مقابلته ولمنعه من العبور في الأجواء الأردنية ما شكل تهديدًا لمعاهدة وادي عربة والتي ينادي الغيورون الأردنيون بإبطالها وإلغائها ومنع التطبيع مع العدو الصهيوني والذي مضى على معاهدته مع الأردن ما يزيد عن خمس وعشرين عامًا ولا زال الأردنيون يمتنعون عن زيارة إسرائيل والالتقاء بسياح إسرائيليين بل وازدرائهم في حال الالتقاء بهم وما كان هذا ليأتي لو أن صاحب الولاية جلالة الملك ما أراد ذلك، فالملك يعتبر ككل الملوك الهاشميين وصيا على المقدسات والتي تحاول إسرائيل الانتقاص من هذه الوصاية بالتعاون مع أطراف عربية تعمل في الخفاء لأجل المصلحة الصهيونية.

وسيكون في وسع الذين ابتعدوا عن وطنهم والذين باعوا أنفسهم بثمن بخس أن يعلموا أن الأردن سيبقى عصيًا على الطغاة، ولمن لا يقرأ التاريخ سيعلم أن النصر لفلسطين كان يأتي من الأردن فالأدوميون والمؤابيون والجلعادييون والأنباط كانوا الأسبق في إخراج اليهود من فلسطين عندما عاثوا فيها فسادًا وبدعم من ملك بابل العراقي أنذاك نبوخذ نصر، وسيعود الصهاينة إلى الأرض التي لفظتهم مرة أخرى.