الأزمة الروسية/الأميركية: تحالفات جديدة قيد التشكّل

اخبار البلد ـ عكسَ التوتّر المُتدحرج في العلاقات الروسية/الأميركية الذي بلغ ذروَته (أقلّه حتى الآن), إثرالإهانة الشخصية غير المسبوقة التي وجّهها بايدن لنظيره الروسي, عكس المنحى الخطير الذي قد تذهب إليه علاقات واشنطن ليس فقط مع موسكو بل أيضا مع بكين, واحتمالات حدوث قطيعة معهما ربما تكون «محسوبة» لكن كبحها ليس مضموناَ, إذا ما واصَلت واشنطن سياستها الراهنة المُستندة الى القوة العسكرية والتفوّق المالي/الإقتصادي, الذي هو في طور التراجُع وفق التقارير الأميركية نفسها، ناهيك عما بات يُعانيه المجتمع الأميركي من انقسامات عِرقية ب?نحه الأولوية والتميّز لـِ«العنصرالأبيض», وأُخرى طبقِية/إجتماعية إقتصادية لن تنفع معها شعارات بايدن حول «عودة أميركا لقيادة العالم», كما لم يُنقذها شعار ترمب البائس «إعادة أميركا الى عظمتها».
 
واذ لم يُبد بايدن «ندمه» بوصف بوتين بـ«القاتل», وواصل وأركانه تصريحاتهم المُستفِزة, حول مُحاسبة روسيا وتدفيع بوتين شخصياً ثمن «تدخُّله» المزعوم في الانتخابات الأميركية, فإن ما جرى في «ألاسكا» من تراشق كلامي حاد بين الوفدين الأميركي والصيني, وارتفاع نبرة التهديدات التي أطلقها الطرفان, يُوحي بأن تدهور العلاقات بين واشنطن وكل من بكين وموسكو, لن يقتصر على العواصم الثلاث الأكثر تأثيراً وحضورا في المشهد الدولي. فضلاً عما يُمكنها فعله والقيام به من خطوات ومناكفات لتعطيل أو ضرب المصالح أو توريط لإحداهما أو كليهما ?ي مشكلات عديدة. كما حدث خلال الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو السوفياتية. وإن كان الراهن الدولي.. مُعطيات ومِيكانزمات ومَوازين قوى,إختلف كثيراً.. شكلاً ومضموناً,عما كان عليه العالم قبل تفكّك الإتحاد السوفياتي, واختفاء حلف وارسو الذي أولاه الغرب اهتماماً كبيراً, نظراً لعديده وضخامة ترسانته العسكرية والمساحة الجغرافية التي كان يتواجد عليها.. وسط اوروبا, وعلى تخوم عواصم أطلسية ذات موقع جيوسياسي حيوي مثل فرنسا/ألمانيا/تركيا.
 
إجراءات موسكو لن تتوقّف عند سحب السفير كما يبدو، بل ثمة خطوات اتخذها الكرملين, منها زيارة لافروف الى الصين اليوم الإثنين, ودعوة بوتين بايدن الى مناظرة على الهواء, اضافة الى توجيهه نقداً لاذعاً لبايدن وغمزه من «شيخوخة» لم تُسعِف صاحبها في اختيار الكلمات ولياقات التخاطب. كذلك إعلان الكرملين انطلاقه من «حقيقة» ان إدارة بايدن «لا تريد تطبيع علاقاتها مع موسكو». خاصة بعد فشل محاولات المعسكر الغربي استثمار قضية المُعارِض «نافالني» و«ثورة» بيلاروس الملوّنة, وتسخيف فعالية اللقاح الروسي «سبوتنيك v». ناهيك عن تسخين م?ف اوكرانيا/القِرم وأُنبوب الغاز/نورد ستريم2 ومناورات الناتو في البحر الأسود.
 
تحالفات جديدة قد تتشكّل قريباً, إذا ما تمسّكت واشنطن بـ«أُسطورة (الإستثائية الأميركية) تجاه موسكو وبكين. وقد تشمل الدول الأكثر تضرّراً من سياسات إمبريالية تغرِف من «إرث» اوباما, الذي واظبَ على وصف روسيا بـ«دولة من العالم الثالث,لا تُقدّم للعالم سوى السلاح والنفط». وخاصة توجُهه نحو الشرق/المحيط الهادئ, لتحدي صعودالصين واستفزازها في ملفات هونغ كونغ وتايوان والويغور وااستمالة الهند الى معسكره, إضافة الى احتمال حدوث «حروب» محدودة في المنطقة العربية وربما مع إيران, كبالون اختبار تروم واشنطن/تل أبيب الوقوف على ت?اعياته وأثره على مصالح «المِحور» المُعادي للحلف الصهيوأميركي.