رفقاً بالوطن والمواطن ... البينةُ على من ادعى
اخبار البلد - بقلم/ احمد عبدالفتاح ابوهزيم
انتشرت في الآونة الأخيرة مقالات وفيديوهات تضع اللوم فيما يحصل من ارتفاع هائل بعدد الإصابات والوفيات على سلوك المواطن الأردني باعتباره غير مسؤول ومستهتر متناسين بقصد او بحسن نيه أن هناك طرف رئيسي آخر في مكافحة الوباء يقود دفة القيادة يقع على عاتقه وضع الخطط والبرامج وآلية تنفيذها على اعتبار أنه يملك من الولايه ما يؤهله لإنفاذ قانون الدفاع وتسيير امور العامه .
ولتبيان الخيط الابيض من الأسود على من تقع عليه المسؤولية ودفاعاً عن الوطن والمواطن الملتزم بجميع القوانين والتعليمات الحكوميه وهم الاغلبيه من الشعب الاردني علينا العوده للوراء وقراءة بعض فصول المشهد لعلنا ندرك جزء من الحقيقة.
- الفيديوهات والتقارير التي تشكك بوجود الفايروس منذ بداية ظهوره وطرق علاجه والوقايه منه وأيضاً التشكيك بالمطاعيم واعراضها والغرض منها انتشرت على مساحة الكره الارضيه ولم يكن الاردن ومواطنيه استثناء .
- الاجتهادات الحكومية بآلية مكافحة الفايروس وطرق وقاية المجتمع منه منذ بداية الجائحة كانت مبالغ بها وترتب عليها إنعكاسات اقتصاديه كارثية على بعض القطاعات والمواطنين مما ارهق القطاع الصحي والقوات المسلحه والأجهزة الامنيه وجعلهم بحالة طوارئ طويله . وكانت الاغلبيه الساحقه من المواطنين على قدر عالي من المسؤوليه ملتزمين بالحظر بموجب قانون الدفاع ونثروا الورود على رجال وسيدات الميدان .
- أصبح لدى بعض المواطنين شكوك في الاجراءات الحكوميه المبالغ بها في بداية الازمه حيث لم تقم باتخاذ نفس الإجراءات عند تفشي الوباء في كل الموجات اللاحقة .
- من متابعة المواطن الأردني لسير الوباء عالمياً وكيفية تعامل الدول الأخرى التي نطمح أن نكون بمستواها اكتشف تقصير حكومته . حيث لم تكن بالمستوى المقبول من حيث الجاهزيه الصحيه كما كانت تدعي ولم تلبي متطلبات الرعايه الاجتماعيه للأسر المتضررة وتركتهم في مهب الريح معتمدين على صبرهم وعفتهم قانعين بأقل القليل مستهجنين الاستعراض الإعلامي في المؤتمرات الصحفيه للاطقم الوزاريه وهي ترفرف برايات النصر المؤزر دوناً عن دول العالم . وعندما انكشف بطلان إدعائهم و تقصيرهم وأنهم لا يملكون خطط ولا برامج لمواجهة الوباء وتداعياته . وما فشلهم بتوزيع الخبز والتصاريح ببعيد . لم يجد بعض الكتاب و منظري السوشال ميديا إلا المواطن كشماعه لتعليق الأخطاء عليه .
- في بدايه الجائحه تقبل المواطن الأردني الحجر الطويل والاقتطاع من راتبه وفقد البعض وظيفته والبعض الآخر إستدان لتلبية احتياجات الحظر وما بعده فقط لينجو بنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه من الوباء وحتى لا يترك للاخر أو كتاب التدخل السريع حجه لإدانته بالتسبب بنشر الوباء وعدم الالتزام بالتعليمات . ومع ذلك لم يسلم !!!
-- بعد القرارات الحكومية الخاطئه في الحجر الأولي وما نتج عنه من تداعيات اقتصاديه وخيمه على القطاعات والمواطنين قامت بتخفيف القيود والسماح بعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً بالرغم من دخول الموجه الثانيه من الفايروس اعتقدنا كمواطنين أن الحكومه تركت الحبل على الغارب للوصول لمناعة القطيع وظن البعض أنها رخصه له بمزاولة حياته اليوميه كالمعتاد ولم يدر بخلده أنه شرك قد يستغله البعض لتحميله المسؤوليه لاحقا .
- هناك خلل واضح بعدم توفير المطاعيم الكافيه بالرغم من كل الملايين المعلنه من اللقاحات والتي تم التعاقد عليها أو سيتم كما كنا نسمع حاولت الحكومه الهروب للامام بتحميل المواطن التقصير بمرتبة التقاعس لعدم قيامه بحفظ دوره بالتسجيل عبر منصه خاصه لأخذ المطعوم الغير موجود بكميات كافيه اصلاً . السؤال الذي يطرح نفسه ماذا ستفعل الحكومه مع الاعداد المتزايدة والتي ترغب بتحصين نفسها ؟ مع العلم أن هناك دول مجاوره ستستكمل تطعيم جميع مواطنيها قريباً جداً .
-- العادات السلبيه والتجاوز على القوانين موجوده في كل المجتمعات وفي معظم دول العالم ومن واجب السلطه التنفيذيه إنفاذ القانون على الجميع .
- المواطن الأردني كريم وشهم وإنساني و مسالم يعشق وطنه حتى الثمالة ويحافظ على أمنه واستقراره من موقع اقتدار لا من موقع افتقار . وانا هنا لا أطلب له صك براءة بالرغم من استهتار البعض . ولكن لا تسمحوا لاصحاب الأقلام المأجورة شيطنة المواطن والنيل منه وإظهاره بمظهر اللامبالي او المستهتر .
حفظ الله الاردن وشعبه وكل المقيمين على أرضه والإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء .
ناشط وكاتب اردني