لقاح كورونا .. سر عسكري أم "طعة وقايمة" !

اخبار البلد ـ انس الامير 

منذ زمن قريب انتهى اللغط الذي تصدر المشهد الأردني والذي يكمن في عدم جود لقاحات كورونا داخل أروقة وزارة الصحة ومراكز تطعيمها، الأمر الذي جاء استنادًا على عدد متلقي اللقاح بالمقارنة مع الدول الأخرى والتي وصلت لاعطاء اللقاح لنصف سكانها أو شارفت على الانتهاء.

الآن وبعد التكتم الحكومي في التصريح عن وجود مشاكل في توريدات لقاحات كورونا بدأ مركزها الوطني للأمن وإدارة الأزمات بنشر وبشكل يومي أرقام المواطنين الذين تلقوا اللقاح، حيث بلغ عدد متلقي لقاح كورونا حتى هذه الساعة 52412 بجرعتيه الأولى والثانية، فيما لاتنفك بعض المستشفيات من الحديث بلوغ اشغالها أسرتها نسبة 100% كمستشفى الجامعة الأردنية وغيره من المستشفيات جاء ذلك بعد تصاعد الإصابات بفيروس كورونا وتدهور المنحنى الوبائي إذ سجلت المملكة أمس الأربعاء 9535 إصابة بالفيروس، مما جعل الحكومة وفي ظل هذه الموجة الجديدة تقتنع أن الحل الأمثل هو تلقيح أكبر عدد ممكن من الأردنيين لمحاولة الخلاص في ظل تدهور القطاعات الاقتصادية إلى جانب القطاع الصحي الذي بات على شفى الإنهيار.

الحكومة وبغية اظهار نفسها باتت تستدعي المواطنين المسجلين على منصة التطعيم دون اتباع أية أسس في علمية الاستدعاء بمعنى أنها خلطت "الحابل بالنابل" متجاوزة عن تصريحاتها التي جاءت بداية الاعلان عن البرنامج الوطني للتطعيم التي حددت ورتبت الفئات بناء على قدرة تحملهم لفيروس كورونا، حيث لم تراع إدارة الأزمات في عملية اختيارها من تتطلب الأولوية بأخذهم للقاح لا سيما في ظل تأكيدات أطباء من خطوط الدفاع الأولى المواجهة للفيروس بأنهم لم يتلقوه، مستذكرين حديث الحكومة عن أن الأولوية لهم.
ِ
الضبابية التي تقودها الحكومة في ملف اللقاحات أصبحت غير محتملة بالنسبة للمواطن الذي ضاق ذرعًا بكل ما تصرح ويتناقض سريعًا على أرض الواقع، لذلك اصبح الأمر محرجًا للأول باعتبار أن الأردن يقاد من خلال تخبطات الحكومة على ميزة تفترق لها دول العالم، والإجراء الأمثل في هذا الوقت أن يتم الالتزام بالأولويات التي وضعت لتلقيح افراده أو وضع أسس جديدة للسير بعمليات التلقيح فمن غير الجائز بقاء كبار السن منتظرين وهم الفئة المعرضة للتبعات الفاتكة لكورونا بالاضافة إلى الأطباء الذي في مقدمة الحرب الضروس مع الجائحة، في خضم  تنصل المؤسسات المسؤولة عن اللقاح برمي العبء على المؤسسات الأخرى أمر يستدعي الانتهاء منه، خصوصًا في ظل الامتعاض الشعبي الذي رافق مسألة التخبط في اعطاء اللقاح بهدف اظهار وجوده.