الفيصلي ..بصمة بالخمسة..الوحدات..معاناة وأزمة...مرتفع كروي في منخفض جوي
بصمت الصدارة بـ (الخمسة) للفيصلي مع ختام مباريات الأسبوع العاشر لدوري المناصير لمحترفي كرة القدم، وذلك عندما سجل الفيصلي فوزا صعبا ومستحقا على البقعة (3-2) فيما كان مطارده الوحدات- حامل اللقب- يتعثر بالخسارة أمام شباب الأردن (1-2)، ليصل الفارق النقطي بينهما الى خمس، ما يعني أن الفيصلي سيبقى متصدرا مع نهاية مرحلة الذهاب بغض النظر عن نتيجة لقائه المقبل مع الوحدات في مواجهة جماهيرية مرتقبة تجمعهما السبت القادم.
الفيصلي مع ختام الأسبوع العاشر رفع رصيده إلى (28) نقطة مواصلا انتصاراته الواثقة التي تخلو من الخسارة فيما بقي الوحدات في المركز الثاني برصيد (23) نقطة وحافظ الرمثا -المتطور-على موقعه ثالثا برصيد (21) نقطة عقب فوزه الثمين الذي سجله على كفرسوم (2-1) ليقلص الفارق بينه وبين الوحدات الى نقطتين فقط،في الوقت الذي بقي فيه البقعة رابعا - رغم الخسارة- برصيد (17) نقطة.
ووفقا لتلك المعطيات، نجد بأن الفيصلي بات يعيش في(بحبوحة) نقطية عندما ابتعد بالصدارة، فيما أضحى الوحدات يعيش بأزمة حقيقية بعد استنزافه لثلاث نقاط مهمة في معادلة رحلة دفاعه عن اللقب، في الوقت الذي قدم فيه شباب الأردن مباراة قوية فنيا وبدنيا أمام الوحدات أعاد فيها الاذهان إلى مستواه الحقيقي في المواسم الماضية بفضل الادارة الفنية الجديدة بقيادة المصري علاء نبيل، حيث شاهدنا عودة الروح للفريق وتطبيق الجمل التكتيكية التي كانت مفقودة في الأسابيع الأولى للبطولة ليعلن عن قوة حضوره بالنتيجة والأداء.
اذن الصراع في القمة يبدو أنه أضحى اكثر اشتعالا، صحيح بأن الفيصلي مضى بطريق انتصاراته ، لكن التنافس اشتعل بين مطارديه حيث شكل انتصارا الرمثا وشباب الأردن الأخيرين عاملا مهما في تذويب الفوارق النقطية بين الطامحين في المنافسة على مقاعد المقدمة.
كفرسوم ورغم خسارته الا أن حاله يكاد يشبه حال البقعة، فرغم الخسارة بقي سادسا برصيد (12) نقطة لكنه في حال واصل مسلسل تراجعه وخسائره قد يصبح مقعده مهددا على اعتبار بأن الجزيرة سجل فوزا مهما على العربي (1-0) ورفع رصيده الى (10) نقاط، فيما حقق ذات راس فوزا مستحقا ومهما على منشية بني حسن (3-2) ليتقدم برصيد تسع نقاط، يليه الجليل برصيد (8) نقاط اثر تعادله مع اليرموك سلبيا بدون أهداف، وهذا الأخير لا يزال يفتقد لبوصلة الانتصارات، فيما أصبح العربي بحاجة لاعادة حساباته جيدا وهو الذي يحتل المركز قبل الأخير.
قراءة مختصرة
على الرغم من انتهاء مواجهة الفيصلي والبقعة بنتيجة (3/2) لمصلحة الأول إلا أن هذه النتيجة لم تعكس بصورة حقيقية واقع المباراة، حيث أن الفيصلي كان الأفضل فنيا والأكثر وصولا للمرمى لكن سوء الطالع رافق معظم محاولاته في زيادة غلة الأهداف بعدما أضاع لاعبوه عدة فرص محققة أمام بوابة المرمى.
وللحديث عن مجريات اللقاء نبدأ بالشوط الأول الذي شهدت دقائق الأولى حالة من التسرع في عمليات البناء الهجومي من قبل الفريقين، ليبدأ بعدها الفيصلي بالأمساك بزمام الأمور وشن الهجمات المتلاحقة على مرمى البقعة الذي وقف صامدا أمام كافة محاولات الوصول إلى شباكه، لكن ذلك الأمر لم ينجح في الخروج بنتيجة التعادل السلبي خلال دقائق هذا الشوط بعدما جاءت ركلة الجزاء التي نفذها أحمد هايل بنجاح منهيا الشوط الأول بتقدم الفيصلي.
البقعة حاول في الشوط الثاني العودة إلى نقطة البداية من خلال البحث عن هدف التعادل الذي تحقق بالعفل عبر ركلة جزاء ترجمها محمد عبدالحليم إلى هدف التعادل لترتفع بعدها وتيرة الأداء الفني وسط موجة عارمة من أمطار الخير ليعود بعدها الفيصلي إلى التقدم من جديد عبر هجوم خاطف عنونه التنويع في مشاهد الوصول للمرمى تكلل بتسجيل خليل بني عطية هدفا يعتبر من أجمل أهداف هذا الأسبوع ليأتي بعدها الرد البقعاوي سريعا عن طريق محمد ناجي لتشهد بعدها الدقائق المتبقية حالة عارمة من الحماسة خاصة بعد تقدم الفيصلي الذي تمكن من انهاء المباراة لمصلحته بالهدف الثالث الذي جاء هذا المرة من نصيب المدافع ابراهيم الزواهرة.
وافل وهج الوحدات الهجومي في موقعة كان تنتظر منه الجماهير أن يقوم المدير الفني محمد قويض بإخراجها على الشكل الامثل سواء من ناحية الاداء او النتيجة لكن كلا الشقين جاءا دون المستوى المأمول فالاداء خالف التوقعات اما النتيجة فكانت الخسارة بهدفين لهدف.
شباب الاردن قدم المباراة الاجمل له في المسابقة لغاية الآن وهو الذي كان وما يزال وربما سيبقى احد العلامات المؤثرة على وقع المنافسات المحلية، إذ شكل له هذا الفوز دفعة معنوية هائلة للمنافسة على مراكز متقدمة في المستقبل، فيما جماهير الوحدات لم تفرض تساؤلات منطقية حول الاسباب التي تؤدي بفريقها الذي يضم ثمانية عناصر دولية دون تقديم المستوى المأمول لتبعثر - اي الجماهير - اتهاماتها في عدة جبهات انحصرت في ثلاث، اللاعبين، المدير الفني واخيراً الادارة.
المباراة جاءت دون المستوى المأمول في بدايتها بعدما طغى عليها الحذر الدفاعي قبل ان يتفجر شباب الاردن القاً في بسط مشاهد هجومية ناضجة فاحت منها رائحة الخطورة في المقابل كان التسرع والتخبط العنوان الابرز لألعاب الوحدات التي لم ترق الى مستوى تطلعات جماهيره ليتقدم الشباب قبل صافرة نهاية الحصة الاولى قبل ان يعدل شلبايه الكفة لكن في غمرة بحث الفريق عن مساعي الفوز كانت هدفاً شبابياً يبددها، ليواصل الاخضر مسلسل الاخفاق الهجومي ليخسر الموقعة الاولى له هذا الموسم.
ويتعلق الوحدات بقشة هشة في العرف التنافسي لتضييق الفارق مع الفيصلي الذي نصب نفسه رسمياً بطلاً لمرحلة الذهاب، إذ سيدفع الوحدات بكل قواه لتضييق الفارق عندما يلتقي الفيصلي السبت في ختام مرحلة الذهاب لكنه مطالب في سبيل تحقيق ذلك تجاوز الآثار السلبية للخسارة امام شباب الاردن فنياً ومعنوياً لتحقيق هذا المطلب المشروع والصعب في آن معاً.
واستحق الرمثا الخروج فائزاً امام كفرسوم في الموقعة التي شهدها ستاد الملك عبدالله، ذلك لأنه بسط حراكاً هجومياً اكثر قوة وبأساً من نظيره كفرسوم.
المباراة شهدت تقدم كفرسوم بهدف لم يكن متوقع عندما ارسل عمر غازي تسديدة بعيدى المدى فلتت من بين يدي الحارس الزعبي لتعانق شباكه وهو الذي اعقبه نسج الرمثا هجمات منظمة فاحت من معظمها رائحة الخطورة وحال دون ترجمتها متانة دفاع كفرسوم الذي راهن على مغالاة الرمثا في التقدم لتعزيز تقدمه لكن حالة التربص التي انتهجها هذه دفع ضريبتها هدف التعادل الذي حمل امضاء محمد راتب الداود بعد مرور ثلاثين دقيقة على صافرة البداية، لتشهد الدقائق الاولى من عمر الشوط الثاني مساعي جادة لكفرسوم لإحداث انقلاب واضح على سير العمليات في وسط الميدان لكن محاولاته هذه بائت بالفشل امام قدرة الرمثا على التغيير في طروحاته التكتيكية ليحافظ على وقعه الهجومي الذي ازداد كثافة مع مضي الدقائق حتى الوقت المبدد الذي شهد احراز الهداف الدردور هدف الفوز ليغنم بواسطة الرمثا ثلاث نقاط دسمة ليحافظ على موقعة في المركز الثالث برصيد (21) نقطة مبتعداً اربع نقاط عن اقرب مطارديه البقعة صاحب المركز الرابع.
ويختتم الرمثا مشواره في مرحلة الذهاب عندما يلتقي الجزيرة حيث يتطلع الى تعزيز حضوره في المركز الثالث في المقابل سيسعى كفرسوم الى الحفاظ على موقعه في منتصف الترتيب العام (المركز السادس 12 نقطة) عندما يلتقي منشية بني حسن.
وجاءت مباراة ذات راس والمنشية متواضعة فنيا وبدنيا خاصة في الشوط الأول منها والذي انتهى بالتعادل السلبي، وبالرغم من تواضع المستوى الفني والتكتيكي وغياب الخيارات الهجومية من الطرفين بشكل عام، إلا أن المفارقة العجيبة تمثلت في تسجيل خمسة أهداف في الشوط الثاني كان ثلاثة منها لصالح ذات راس واثنين لصالح منشية بني حسن.
مباراة الفريقين ورغم تسجيل خمسة أهداف طوال زمنها إلا أنها جاءت دون المستوى الفني الذي يجب أن تتسم به مباريات دوري أندية المحترفين، فجاء الشوط الأول مملا للغاية والشوط الثاني حمل الكثير من المفاجئات جراء الأخطاء الدفاعية والتي تسببت في معظم الأهداف.
عموما تعتبر هذه المباراة بنتيجتها مخالفة لواقع حالها الميداني الذي اشارت إليه مع نهاية الشوط الأول، حيث تم تسجيل (3) أهداف خلال أقل من ربع ساعة فيما شهدت المباراة احتساب الحكم لركلتين جزاء الأولى لذات راس والثانية لمنشية بني حسن.
وتسبب التشدد في الوجبات الدفاعية على حساب الواجبات الهجومية وأعمال البناء والتحضير في وسط الميدان في غابت خيارات تنويع العمليات الميدانية خاصة في الجانب الهجومي من الطرفين فسارات أحداث المباراة باتجاه واحد ونمطية مملة من الطرفين.
و ما شهده الشوط الثاني بتسجيل (5) أهداف مثل المفاجأة الحقيقية، وهذا لا يعني أن الفريقين قدما عرضا هجوميا قويا بقدر ما تعددت الأخطاء الدفاعية في الجانبين وهذا ما يفسر احتساب حكم المباراة ركلة جزاء لذات راس وأخرى لمنشية بني حسن.
ولم يكتب لمباراة اليرموك والجليل أن تنتهي لمصلحة أحدهما بعد الأداء الفني المتواضع الذي قدمه الفريقين عبر كامل دقائق المباراة، حيث جاء الشوط الأول حذرا بعدما انحصرت الآلعاب طيلة الوقت في وسط الميدان خاصة وأن الفريقين التزما في تنفيذ الواجبات الدفاعية على حساب الواجبات الهجومية باستنثاء محاولات محدودة ابتعد معظمها عن تحقيق مطلب ملامسة الشباك التي بقيت ساكنة حتى النهاية ليخرج الفريقين بنقطة لكل منهما.
ولم يقدم الجزيرة والعربي العرض المنتظر منهما، حيث سادت الكرات العشوائية غير المركزة معظم فترات المباراة، وسط حضور نحو (50) متفرجاً فقط في المدرجات، وهو ما أضفى على المجريات رتابة إضافية.
الفريقان تبادلا السيطرة على دقائق المباراة لكن دون أن يسفر ذلك عن تهديد حقيقي لكلا المرميين اللذين بقيا بعيداً عن أية خطورة، ويبدو أن الأجواء الباردة وزخات المطر التي رافقت المباراة قد أرخت بظلالها السلبية على اللاعبين.
عموماً الجزيرة نجح في خطف انتصار ثمين بهدف نظيف جاء قبل النهاية بـ(7) دقائق عبر رأسية لؤي عمران الذي استغل عرضية صالح الجوهري ليضعها برأسه داخل المرمى.
هذا الانتصار ارتقى بالجزيرة إلى المركز السابع على سلم الترتيب بعدما تمكن من رفع رصيده إلى (10) نقاط.
على الطرف الاَخر، تأزم موقف العربي الذي يقبع حالياً في المركز الحادي عشر/ قبل الأخير برصيد (6) نقاط، بيد أن الكرة ما زالت في ملعبه إن أراد تحسين موقعه على سلم الترتيب.