حكومة إنقاذ...!!

اخبار البلد ـ جملة حقائق أكدت عليه كارثة مستشفى السلط.. لشهدائها الرحمة...أهمها وأخطرها في تقديرنا:
اولا: ان الفساد والاهمال والتقصير والاستهتار قد وصل الى العظم، الى اهم المؤسسات، وانبلها رسالة.. الى وزارة الصحة.. الى المستشفيات.. وهذا هو سبب المفاجأة.. فوزارتا الصحة والتعليم هما الحقلان اللذان سطر فيهما الاردن انجازات باهرة.. وحقق قصب السبق على كافة دول الجوار.. واصبح الاردن بحق ملاذا للاشقاء والاصدقاء، يفدون اليه لتلقي العلاج والاستشفاء.. بعد ان حقق انجازات ترفع الراس.. في زراعة القلب والكبد والرئتين والكلى..الخ.
ثانيا: ان سياية الترقيع التي لجأت اليها حكومات.. لم تستطع ان تخرج الاردن من ازماته المتلاحقة.. وان اللجوء الى التعديلات الوزارية، ما هي الا شكل من اشكال الهرب الى الامام، او بالاحرى لادارة الازمة، وليس لحلها..
وهذا ادى الى تدهور الوضع الاقتصادي.. الذي يتجسد في ارتفاع المديونية المتصاعد، وعدم تحسين معيشة المواطن، وفشلها في لجم الاسعار التي اكلت الاخضر واليابس، وافرزت في النهاية طبقة من الحيتان والمحتكرين والمافيات الذي اصبحوا يتحكمون في مفاصل السوق..
ثالثا: لقد فشلت كل محاولات الاصلاح السياسي.. واصبحت سياسة الانكفاء خيار الكثيرين.. الى جانب تعميق فجوة عدم الثقة بين النواب والمواطنين.. وهو ما دفع جلالة الملك الى المطالبة بضرورة الاسراع في تحقيق الاصلاح كرافعة رئيسة للخروج من الازمات التي تحاصر الوطن والمواطن..واخرها ازمة «الكورونا» والتي ضاعفت هموم الوطن والمواطن.. واثبتت فشل الاجراءات الحكومية في لجم الوباء.. الذي الحق خسائر باهظة بالاقتصاد.. وضاعف من ارقام البطالة والفقر.. واوجع قلوب المواطنين بعد ان فقدوا اعزاءهم..
رابعا: لقد فشلت حكومات في لجم الفساد.. وتقليم اظافر الفاسدين.. وبدلا من تطهير الارض الاردنية من هذه الافة، ومن هذا السرطان، والذي لا تقل خطورته عن فيروس «الكورونا» نرى هذه حكومات وكأنها استسلمت للامر الواقع.. واصبح التعايش مع الفساد مظهرا من مظاهر هذه السياسة.. ما ادى الى تجذر هذه المافيات حتى اصبحت بمثابة الحزب.. لها اتباعها ومرتزقتها..الخ.
خامسا..وهذا بدوره يقودنا الى التأكيد على حقيقة الحقائق وهي:
ان الخروج من الوضع المأزوم الذي يهدد الوطن والمواطن يفرض تشكيل حكومة انقاذ وطني.. مهمتها الاولى والاخيرة هي انقاذ هذا الحمى، من الازمات المتلاحقة التي تحاصره.
وللحديث بقية..