خيارات الحكومة

اخبار البلد ـ بعد حادثة السلط، تقف الحكومة على مفترق طريق تستطيع هي ان تساهم في تحديد ملامحه؛ إما الخروج من المشهد بعد التصدع السياسي، او إعادة ترميم تعيد الثقة للرأي العام.

مجلس النواب أظهر ليونة مع الحكومة، قاصدا او غير قاصد، تلك الليونة تشكل مساعدة لرئيس الوزراء بشر الخصاونة كي يعمل على حكومته ويتجاوز الازمة.

ما يجب ان يدركه الخصاونة، واظنه يدرك، ان حكومته تتعرض لهزات سياسية لا يستهان بها، فالازمة التي يعيشها على المحك: إما التجاوز او الرحيل.

خيار الخصاونة وفريقه سيكون البقاء والعمل على ترميم الصورة، واستعادة زمام المبادرة، وعدم الالتفات الى ما جرى إلا من باب أخذ العبرة والعظة.

الحكومة أمام ملفات شائكة تحتاج الى سلوك سريع وخلاق، أهمها الملف الوبائي وادارة القطاع الصحي المتعب، وهناك ازمة الناس الاقتصادية، أما مرحليا فهناك الشارع الغاضب.

قطعًا ان عيون الملك تراقب حكومته التي كلفها واختار رئيسها، فهو صاحب الحق بتقرير مصير الحكومة، ولا سيما بعد أن أتاح مجلس النواب الفرصة للحكومة لتواصل الطريق.

تجاوز الصدمة والتصدع يحتاج الى شجاعة كبيرة وثقة بالنفس واستجابة سريعة، فحجم الأثر كبير على صورة وشكل الحكومة، والأهم ان لا يكون الاداء انسحابيًّا على صورتها.

الرأي العام غاضب، غير واثق بأحد جذريًا، لا يرى الأمر إلا بمنطق الابيض والاسود، وعليه ستكون المهمة عسيرة، لكنها خيار لا مفر منه