هب أنني لا أعرف اسم رئيس الوزراء!

اخبار البلد ـ تقول الرواية المنقولة إنه ذات يوم كان هناك وزير للثقافة لم يعرف من يكون فخري قعوار.

وعندما قيل له إن فخري قعوار هو كاتب زاوية يومية في "الرأي"، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين، وأمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو سابق في مجلس النواب، وعضو نقابة الصحفيين، وقاص نُشرت له عدة كتب..

قال لهم وهو وزير الثقافة: "هَبْ أنني لا أعرف فخري قعوار، ماذا يضيرني في ذلك؟"!!!!!!!!!!!!

ومنذ ذلك اليوم أصبح كل وزير، حسب اختصاصه، يقول العبارة ذاتها:
هب أنني لا أعرف أنه لا يوجد أوكسجين وأسرة وأدوية ولقاح!

هب أنني لا أعرف كيف تسوق المنتجات الزراعية وكيف يسدد المزارعون ديونهم!

هب أنني لا أعرف أن المياه مقطوعة ولا تصل للمناطق حسب دورها، وبأن خدمة الشكاوى فقط لضبط الجودة!!

هب أنني لا أعرف أن التعليم عن بعد دمر العملية التعليمية في المدارس والجامعات، وبأن جيلا كاملا في رقبتي.

هب أنني لا أعرف أن الحظر العشوائي غير المدروس أغلق أكثر من 10 آلاف مؤسسة في قطاع الخدمات!!

هب أنني لا أعرف أن قطاع النقل العام يُحتضر، وأن تخفيض أعداد الركاب سينتهي بكارثة، إذ كيف يستطيع، مثلا، سائق سرفيس خطه من رغدان إلى نهاية رأس العين إطعام أطفاله وشراء بنزين حين يلزم بأخذ راكبين فقط أجرتهما معًا دينار لمسافة 12 كيلو مترًا ذهابا وإيابا!!

هب أنني لا أعرف ما هي تفاصيل اتفاقية الغاز وتسعيرة المحروقات!

هب أنني لا أعرف أن 90% من الأردنيين لا يعرفون ما هي "الدليفري" و"طلبات"؛ لأنهم -بكل بساطة- بالكاد يستطيعون البقاء صامدين لآخر الشهر!

هب أنني لا أعرف أن معظم البيوت والسيارات التي يملكها المواطنون مرهونة للبنوك، وأن جزءًا كبيرًا منها مكشوف ماليا!

ومع تراكم الخبرات انعكس الأمر على المواطن الذي أصبح يقول:

هب أنني لا أعرف أسماء الوزراء والنواب والأعيان والسفراء ومدراء المؤسسات المستقلة وأبناء المسؤولين ومن حصلوا على مقاعد جامعية وبعثات لا يستحقونها، ماذا يضيرني في ذلك؟!!

ولماذا أعرف أسماءهم أصلًا ما داموا من طينة أخرى!