العنف المجتمعي وكورونا

اخبار البلد ـ ذبح، قتل، بتر اطراف، فقء عين، سرقة الى غيرها من الجرائم التي اصبحت تتناقل احداثها وقصصها في الاردن عبر الفيديو او الصور او الاخبار وكأن الامر اعتيادي.
ما قبل عام 2019 تحديدا، كنا عندما نسمع عن جريمة من هذا النوع نستهجن وجودها في مجتمعنا اما اليوم فقد اصبحت هذه الاحداث تتكرر وتتنوع، ولكن ما يسلط عليه الضوء اكثر، هو اسلوب الجريمة المبتكر وطريقة تنفيذها.
والعجيب ان كثرة خبراء الاجتماع والمنظمات الدولية والمحلية والتي كانت دائما تقيم المؤتمرات والندوات في ارقى الفنادق لبحث سبل الحد من العنف، اليوم نراها عاجزة حتى عن الوقوف على اسباب تفشي الجرائم والتي اصبحت رديفا لتفشي كورونا وليست بسبب انتشار الفايروس.
لا ننكر ان هناك خلل اصاب المنظومة الاجتماعية وان امرا طارئا حول الكثير من عاداتنا ونهج حياتنا الى الاسوء قليلا، ولكن ما اسباب الخلل دعونا نبحث بشكل معمق عن الاسباب الحقيقية.. البطالة، الفقر هذه اسباب لا اتوقع بأنها جديدة حتى تؤدي لانتشار الجرائم كما هو الحال عليه اليوم، ولكن ربما يكون التطور التكنولوجي احد اهم الاسباب، اذا ما قلنا ان اغلب الشباب اصبحوا يتعرفون على انماط حياتية غريبة عن مجتمعاتنا، «تنمق وتزين» لهم عبر المواقع الالكترونية على انها اعمال بطولية فضلا عن انتشار المسلسلات المدبلجة والتي تعتبر «قنابل موقوتة» اصبحت تنفجر في اي لحظة لتولد اشكالا مختلفة من الجرائم.
اما الوقاية وعلاج هذه الظواهر فهو مرهون بحجم التوعية والتثقيف المجتمعي والتأكيد على اهمية الحفاظ على الاسرة المترابطة ومراقبة الابناء وتقويم سلوكهم والتمسك بالعادات والتقاليد مع العمل على تكييفها بما يتناسب مع العصر الحالي وكذلك تشجيع الشباب على انشاء المبادرات والتوجه لخلق المشاريع الريادية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم المجتمع وهنا نستطيع الحد من انتشار الجرائم..