بعد عام من كورونا الوقت

اخبار البلد - «ومتى تأملت الزمان وجدته ...أجلا وأيام الحياة سقام» الشريف المرتضى
تقول نظرية «آينشتاين»  - النسبية –:»إن الوقت نسبي، وإذا سافرنا بسرعة تقترب من سرعة الضوء فالوقت سيتباطأ، فالعلاقة بين الوقت والسرعة علاقة عكسية. الوقت ثابت في كل أصقاع العالم، وهو ثابت لأغنى الأغنياء وأفقر الفقراء،وللناجحين والفاشلين، إلا أنه ثبت بالتجربة أنه أبطأ لرواد الفضاء الذين يعملون في مدار الأرض!»لا تسألني كيف.. اسأل آينشتاين.
أجزم بأنني قد أصبحت أحد رواد فضاء آينشتاين، فالوقت منذ أن ضربتنا الجائحة بطيء للغاية، وفيما يبدو أنه لن ينتهي، أنظر للوراء،للعام الذي مضى،أشعر أنه كان عقدًا من الزمان، وأستشرف العام الذي سيأتي والذي من المفترض بأن تخف وطأة المرض خلاله،فيبدو دهرًا كاملًا لن يأتي.
يقول العلماء:إن هنالك ثلاثة عوامل تؤثر على شعورنا بإدراك الوقت؛ العمر، والضغوط النفسية، والتنظيم، فالوقت يتباطأ حين نشعر بالخوف ويتسارع مع التقدم في العمر، ويكون هجينًا مشوهًا حين نكون في إجازة، فهو سريع أثناءها، ولكن إذا نظرنا للوراء وتذكرناه فسنراه طويلًا، فاللحظات الجميلة تمر بلمح البصر ولكنها تترسخ في الذهن في كافة تفاصيلها.
منذ أن وسم وباء كورونا أيامنا، فحجرنا حجرًا كاملًا في أوله ثم حجرًا جزئيًّا الآن،وفقد الكثير وظائفهم فيما يعمل البقية الباقية عن بُعد، تمر الأيام برتابة شديدة، بطيئة كئيبة ثقيلة وباهتة، فيها الخوف والترقب، تكاد الأخبار تنحصر في الموت والمرض والفقر وانتظار التقرير اليومي عن الحالة الوبائية وأية إجراءات قادمة.
الملل والمرض والصعوبات الاقتصادية وعدم الاستقرار...  كلها عوامل إضافية تبطئ عقربي الثواني والدقائق، اللذين انضما في مسيرهما إلى عقرب الساعات.
من تعريفات علماء الاجتماع للجنس البشري أنه حيوان اجتماعي، ما الذي سيحصل له حين يحرم من مجتمعه؟ لا شك أن لذلك نتائج وخيمة، تظهر كأعراض نفسية مشابهة لنزلاء السجون الانفرادية، منها القلق ونوبات الهلع، وبعضها يصل إلى أمراض نفسية كجنون الارتياب، والأوهام واللاعقلانية.
بالتأكيد فإن تطبيقات التواصل الاجتماعي كواتس وزوم والرسائل النصية والفيس... تخفف من هذه المشاكل، ولكنها ليست كافية، فهي لا توفر الحضور الكامل والتفاعل الحسي والكيميائي ولغة الجسد، ولا تغني عن مصافحة عزيز أو حضن مشتاق.
وبانتظار شفاء العالم الذي قد لا يأتي، قد يكون الاستيقاظ المبكر وتحديد روتين يومي، وتنظيم جدول أعمال مهما كان بسيطًا، ومقاومة الأفكار السلبية والهواجس التي تؤدي للقلق، قد تساعد على الشعور بتسريع الوقت.
مؤخرًا يضج هاتفي بالألعاب، ويضج أولادي من احتلالي «البلاي ستيشن»، وتضج زوجتي من أن مصروف البيت توجه إلى الألعاب، منذأن قرأت أن ألعاب «الفيديو» تسرق الوقت.
وبعد هذا كله أريد أن أصل إلى السؤال المهم الذي يطرح نفسه؛ ما هي اللعبة التي تنصحني بها؟!