لماذا زار الملك رام الله؟!
زار الملك رام الله البارحة والزيارة هي الاولى منذ عشر سنين،وقد الغيت زيارة سابقة للملك في اللحظات الاخيرة قبل سنوات،لاعتبارات كثيرة.
كان ذلك خلال العام 2007 والطقس يومها كان رديئاً جداً،والضباب يلف جبال عمان الوادعة،والاسرائيليون استغلوا قصة الضباب والاجواء السيئة،من اجل عرقلة الزيارة،واثارة المخاوف.
تم تحذير الجانب الاردني،مراراً في ذلك اليوم،بأن طائرة الهليوكبتر الاردنية مهددة بأخطار كثيرة اذا طارت في هكذا اجواء،وكان الواضح ان الاسرائيليين يستغلون حالة الطقس لالغاء الزيارة،وتخريبها.
كنا مجموعة من موظفي الديوان الملكي والصحفيين،قد غادرنا في طائرة هليوكبتر عسكرية من مطار ماركا،كمقدمة للطائرة الثانية التي يفترض ان يصل عليها الملك،وبقيت طائرتنا جاثمة في مطار ماركا لساعات طويلة،والاسرائيليون بذريعة الطقس يؤجلون طيرانها.
بعد ساعات سمح الاسرائيليون بتحرك طائرة المقدمة،واستغرقت الرحلة من عمان الى مقر الرئاسة في رام الله،احدى عشرة دقيقة،كانت محفوفة بخطر شديد،لانك لا يمكن ان تتجاوز نهر الاردن،الا بوجود طائرة هليوكبتر اسرائيلية،تقودك الى رام الله،ولا يمكن عبور الاجواء دون مرافقة الطيران الاسرائيلي.
لعب بنا الطيار الاسرائيلي يومها العابا كثيرة،اذ بعد مرورنا فوق الاغوار،بدأ يدور في دوائر فوق المستوطنات،وعلينا ان ندور معه،دوائر تلو دوائر.
كأنه يقول لنا "موتوا بقهركم من المستوطنات" ثم يأخذنا عودة الى الاغوار،ثم يعود على مقربة من رام الله،ثم ترك الطائرة الاردنية وحيدة،دون مرافقة،وبشكل مباغت مغادراً الاجواء.
هبطت الطائرة في مهبط خاص،بعد ان تشّهدنا واستغفرنا مثنى وثلاث ورباع،قرب مقر المقاطعة في رام الله،وكانت الاجواء تشي بغموض غريب،حتى انك تشعر ان خطراً ما في الاجواء.
الطقس من جهة،واضطرار الطائرة الى الارتفاع الى مسافات تتجاوز المسموح به حتى ارتجف هيكلها الحديدي ثم الضباب وتلاعب الجانب الاسرائيلي،كان حالنا خلال الرحلة المرعبة.
هي ظروف كادت تتطابق مع طائرة الملك لو غادر يومها الى رام الله،وهي ظروف بعضها طبيعي،وبعضها مصنوع في مختبرات تل ابيب.
تلاعب الجانب الاسرائيلي ادى الى تأجيل الزيارة ولم تصل الطائرة الثانية،وبقينا ضيوفا حتى العصر عند الرئيس محمود عباس،وتناول الوفد الاردني الغداء معه ليعود بعدها الى عمان.
البارحة وصل الملك الى رام الله،وزيارته تأتي في ظل عوامل كثيرة،وتكاد لا تختلف حالة "الطقس الجوي" في زيارة 2007 الملغاة،عن حالة "الطقس السياسي" في زيارة 2011 التي تمت،ضباب ومخاطر وتحليق مرتفع وغموض.
ابرز هذه العوامل،الحدة في العلاقة الاردنية الاسرائيلية بسبب التحريض الاسرائيلي على الاردن،وتسريب سيناريوهات حول اغتيال محتمل للملك،وهي رسائل تهديد مبطنة،ومعلومات حول توجهات اسرائيلية تهدد الاردن،ثم التصعيد الاردني على لسان الملك ضد الاسرائيليين الذي وصل مرحلة التبشير بتاريخ انتهاء لاسرائيل.
ايضاً،وجود برود غير معلن في العلاقات بين الاردنيين والفلسطينيين،على المستوى الرسمي،ترافق مع انفتاح جزئي لم يكتمل حتى اليوم،مع حركة حماس،وهو انفتاح ترك تحسساً غير معلن في العلاقات الرسمية بين عمان ورام الله.
ربما يتم رفع التحسس اذا اثمر لقاء عباس ومشعل،وتم فك عقدة العلاقات الاساسية بين غزة ورام الله،واذا التقط الاردنيون اشارات في زيارة رام الله البارحة تجعل مسرب عمان- حماس سالكاً دون كلف على صعيد علاقات عمان برام الله الرسمية.
محللون كثيرون لا يعتبرون زيارة الملك الى رام الله،ستصب في اتجاه مرونة فلسطينية ازاء العودة الى مائدة المفاوضات،ولا يظن هؤلاء ان الملك وصل رام الله من اجل انقاذ عملية السلام.
سبب ذلك أن الاسرائيليين لا يريدون تفاوضاً،وفوق ذلك انهمرت عطاءات الاف الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس والضفة،وعلى هذا فان عقدة التفاوض،لا يمكن حلها الا عبر الاسرائيليين،الذين لا يريدون اساساً دولة فلسطينية،ولا مفاوضات.
سينجلي الضباب،وستتم الاجابة عن كل الاسئلة عما قريب.
كان ذلك خلال العام 2007 والطقس يومها كان رديئاً جداً،والضباب يلف جبال عمان الوادعة،والاسرائيليون استغلوا قصة الضباب والاجواء السيئة،من اجل عرقلة الزيارة،واثارة المخاوف.
تم تحذير الجانب الاردني،مراراً في ذلك اليوم،بأن طائرة الهليوكبتر الاردنية مهددة بأخطار كثيرة اذا طارت في هكذا اجواء،وكان الواضح ان الاسرائيليين يستغلون حالة الطقس لالغاء الزيارة،وتخريبها.
كنا مجموعة من موظفي الديوان الملكي والصحفيين،قد غادرنا في طائرة هليوكبتر عسكرية من مطار ماركا،كمقدمة للطائرة الثانية التي يفترض ان يصل عليها الملك،وبقيت طائرتنا جاثمة في مطار ماركا لساعات طويلة،والاسرائيليون بذريعة الطقس يؤجلون طيرانها.
بعد ساعات سمح الاسرائيليون بتحرك طائرة المقدمة،واستغرقت الرحلة من عمان الى مقر الرئاسة في رام الله،احدى عشرة دقيقة،كانت محفوفة بخطر شديد،لانك لا يمكن ان تتجاوز نهر الاردن،الا بوجود طائرة هليوكبتر اسرائيلية،تقودك الى رام الله،ولا يمكن عبور الاجواء دون مرافقة الطيران الاسرائيلي.
لعب بنا الطيار الاسرائيلي يومها العابا كثيرة،اذ بعد مرورنا فوق الاغوار،بدأ يدور في دوائر فوق المستوطنات،وعلينا ان ندور معه،دوائر تلو دوائر.
كأنه يقول لنا "موتوا بقهركم من المستوطنات" ثم يأخذنا عودة الى الاغوار،ثم يعود على مقربة من رام الله،ثم ترك الطائرة الاردنية وحيدة،دون مرافقة،وبشكل مباغت مغادراً الاجواء.
هبطت الطائرة في مهبط خاص،بعد ان تشّهدنا واستغفرنا مثنى وثلاث ورباع،قرب مقر المقاطعة في رام الله،وكانت الاجواء تشي بغموض غريب،حتى انك تشعر ان خطراً ما في الاجواء.
الطقس من جهة،واضطرار الطائرة الى الارتفاع الى مسافات تتجاوز المسموح به حتى ارتجف هيكلها الحديدي ثم الضباب وتلاعب الجانب الاسرائيلي،كان حالنا خلال الرحلة المرعبة.
هي ظروف كادت تتطابق مع طائرة الملك لو غادر يومها الى رام الله،وهي ظروف بعضها طبيعي،وبعضها مصنوع في مختبرات تل ابيب.
تلاعب الجانب الاسرائيلي ادى الى تأجيل الزيارة ولم تصل الطائرة الثانية،وبقينا ضيوفا حتى العصر عند الرئيس محمود عباس،وتناول الوفد الاردني الغداء معه ليعود بعدها الى عمان.
البارحة وصل الملك الى رام الله،وزيارته تأتي في ظل عوامل كثيرة،وتكاد لا تختلف حالة "الطقس الجوي" في زيارة 2007 الملغاة،عن حالة "الطقس السياسي" في زيارة 2011 التي تمت،ضباب ومخاطر وتحليق مرتفع وغموض.
ابرز هذه العوامل،الحدة في العلاقة الاردنية الاسرائيلية بسبب التحريض الاسرائيلي على الاردن،وتسريب سيناريوهات حول اغتيال محتمل للملك،وهي رسائل تهديد مبطنة،ومعلومات حول توجهات اسرائيلية تهدد الاردن،ثم التصعيد الاردني على لسان الملك ضد الاسرائيليين الذي وصل مرحلة التبشير بتاريخ انتهاء لاسرائيل.
ايضاً،وجود برود غير معلن في العلاقات بين الاردنيين والفلسطينيين،على المستوى الرسمي،ترافق مع انفتاح جزئي لم يكتمل حتى اليوم،مع حركة حماس،وهو انفتاح ترك تحسساً غير معلن في العلاقات الرسمية بين عمان ورام الله.
ربما يتم رفع التحسس اذا اثمر لقاء عباس ومشعل،وتم فك عقدة العلاقات الاساسية بين غزة ورام الله،واذا التقط الاردنيون اشارات في زيارة رام الله البارحة تجعل مسرب عمان- حماس سالكاً دون كلف على صعيد علاقات عمان برام الله الرسمية.
محللون كثيرون لا يعتبرون زيارة الملك الى رام الله،ستصب في اتجاه مرونة فلسطينية ازاء العودة الى مائدة المفاوضات،ولا يظن هؤلاء ان الملك وصل رام الله من اجل انقاذ عملية السلام.
سبب ذلك أن الاسرائيليين لا يريدون تفاوضاً،وفوق ذلك انهمرت عطاءات الاف الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس والضفة،وعلى هذا فان عقدة التفاوض،لا يمكن حلها الا عبر الاسرائيليين،الذين لا يريدون اساساً دولة فلسطينية،ولا مفاوضات.
سينجلي الضباب،وستتم الاجابة عن كل الاسئلة عما قريب.