أوضاع صحية صعبة

اخبار البلد - لا يمكن اغفال حجم معاناة الناس من تبعات وباء «الكورونا» التي دخلت معظم بيوت الاردنيين، فنحن نمر بأسوأ أزمة صحية خانقة لم نشهد مثيلاً لها منذ مئة عام، لكن الاجدى في هذه المرحلة استذكار المعاناة والضغوط على الكوادر الطبية التي تقف في الخطوط الاولى للمواجهة، وتعاني بصمت منذ أكثر من عام، ورغم ذلك لا زالت صامدة وتؤدي واجباتها على أكمل وجه، وتواجه بشجاعة وإرادة قوية، وهي بحاجة لرفع معنوياتها الآن أكثر من أي وقت مضى.

المواطن عانى سابقاً وسيعاني إقتصادياً وإجتماعياً وصحياً وهذا متوقع وهي ليست حالة أردنية خالصة، جراء الاغلاقات وتراجع الاداء الاقتصادي وإغلاق المرافق السياحية والتجارية «اللي رمالك على المُر»، لكن في هذه المرحلة الصعبة علينا أن نفكر بطريقة أخرى، ونضع حساباتنا ومناكفاتنا الشخصية الضيقة جانباً، وهذا جزء مهم وضروري من أجل الوصول الى التعافي المجتمعي الكامل، ولنبدأ بالتفكير بالخيارات الاخرى في حال تفشي الوباء وإزدياد عدد مفقودينا الذي يتزايد يوماً عن يوم /لا قدر الله/.

صحيح أن دافع معظم الاراء المنتقدة أحياناً والمشككة والساخرة أحياناً أخرى التي تجتاح وسائل التواصل، هو التحفيز والتعزيز للأداء الحكومي بشكل عام لكن حذارِ من الانخراط في مقارنات غير منطقية وغير مقبولة، أو الانجراف وراء أجندات المغرضين والمترصدين، فالاردن ليس البلد الوحيد الذي يواجه «الوباء»، وهو مر بظروف أصعب بكثير وحوصر سنوات طوالاً، لكنه بفضل عزيمة أبنائه وقيادته التي لا تتوانى عن بث الامل والتفاؤل، والثقة بتجاوز هذه المرحلة الصعبة، إستفاد من هذه التجارب وطوعها من أجل مزيد من الاعتماد على النفس وبقدرات أبن?ء الوطن.

الاوضاع في المستشفيات العامة والميدانية وحتى «الخاصة» صعبة جداً، إذ فاق عدد اصابات » الكورونا» المطلوب إدخالها فوراً للمستشفيات عدد الاسرة المخصصة للعناية، وكل من زار مريضاً أو رافق قريبا يدرك ذلك جيدا، وهذا مؤشر على حجم التحدي الذي قد لا يشعر به كثيرون، وقد تضطر الجهات المسؤولة اتخاذ تدابير أخرى أكثر صرامة وتشدداً، ليس أولها الاغلاق الجزئي وليس آخرها الاغلاق العام ولأسابيع، وهي خيارات مطروحة على طاولة البحث والنقاش.

نأمل أن يدرك الناس حجم التحدي الصحي أمامنا، وأن يرتفع مستوى الالتزام بالتدابير الصحية الشخصية ووسائل الوقاية الى أقصى درجة ممكنة، فالمخالفات لا تُحَررْ بحق الملتزمين، ما زال هناك تراخٍ وإهمال من البعض، رغم وجود إلتزام من كثيرين آخرين بإجراءات الوقاية، لكن استهتار أشخاص قد يؤذي الكثيرين، فلنلغي التجمعات واللقاءات والزيارات المجتمعية، فوجع ساعة أفضل بكثير من وجع ساعات طوالاً، وكل التزام منا يحمي أقاربنا وأحبتنا ويحمي منظومتنا الصحية من الانهيار، ويوفر علينا المزيد من التقيد والاجراءات الصارمة التي عايشناها م? بداية انتشار الوباء، ولن ننساها وسنرويها لأبنائنا وأحفادنا مستقبلاً كجزء من موروثنا الاجتماعي والثقافي.. ونتمنى السلامة للجميع والالتزام من الجميع.