استقالة محرجة لكل الأطراف!!

اخبار البلد ـ أسوأ ما جرى ان يستقيل وزير بعد اداء القسم، بعد الموافقة على التعديل! الإحراج اصاب الجميع، فالتوقيتات الوطنية دقيقة ولا تحتمل تلك القرارات المشخصنة والهوجاء.

استقالة وزير العمل، معن القطامين، كما دخوله الحكومة، استأثرت باهتمام الاردنيين، وانقسم عليها الناس، بين مؤيد ولائم لطريقة الاستقالة.

شخصيا أنا احمّل رئيس الوزراء مسؤولية ما جرى، فالايام الاخيرة أظهرت ان وزير العمل لا يريد البقاء، تصريحاته وفيديوهاته، وتعليقه امام النواب عن البطالة – كل ذلك – يجعله قنبلة موقوتة، وشموله بالتعديل كان الطريق الأسلم.

بين الروايتين تبدو رواية الحكومة الاكثر منطقية، أما رواية الوزير التي تضعف مع كونه أقسم امام الملك قابلًا بالتعديل، وهنا ارى الاوطان مؤجلة لصالح استحقاق تسجيل المواقف والعناد السياسي.

لقد أحرج القطامين باستقالته الدولة، صحيح أنه أراد إثبات وجهة نظر شعبوية، وأراد ربما إيذاء بشر الخصاونة، إلا أن المتضرر الرئيس من الاستقالة كانت الدولة وهيبتها.

كان بإمكانه ان لا يقبل بالتعديل واشتراطاته، وان يكتب ذات الأوراق المبررة لاستقالته قبل القسم، لكن للأسف هناك خلط كبير عند البعض بين الذات والوطن، وبين مفهوم رجل الدولة وبين الشعبوية ذات المزاج المتعالي.

تفخيخ التعديل جذب الانتباه، ضرب سمعة الرئيس، مقولة أنا خرجت ولم يخرجوني، كل ذلك للاسف يتنافى مع معنى هيبة بقاء الوزير ورحيله؛ وبالتالي تحرج الوطن في توقيت خطير لا يحتمل تلك النكايات القاسية.

معن القطامين كفاءة، وأنا مع دخوله الحكومة ليحاول، لكن النهايات لم تكن موفقة، فالحفاظ على هيبة المكان جزء من إدارة الكفاءة، وهو ما غاب عن مشهدنا قبل يومين!!