«منتدى الاستراتيجيات»: تخصصات جامعية فـي طريقها إلـى الزوال والشهـادة المهنية أهم

أخبار البلد-

 

أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة سياسات بعنوان « التعليم العالي في الأردن: في زمن كورونا وما بعده»؛ وذلك بهدف تحديد الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتعليم العالي في الأردن، وتقديم رؤية حول مستقبل التعليم العالي، والإشارة إلى التخصصات الجديدة الصاعدة وتلك التي تعتبر في طريقها إلى الزوال. وبينت الورقة بأن تداعيات جائحة كورونا أجبرت كافة المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم إلى تعليق النظام التعليمي المعتاد (الوجاهي) والانتقال مؤقتاً إلى التعليم عن بعد (الإلكتروني)، مما تسبب بإرباك واضح في مسارها التعليمي، وخاصة تلك الجامعات التي كان لها تجارب ناضجة فيما يتعلق بالتعليم عن بعد (الإلكتروني).

وشددت الورقة على ضرورة اعتبار جائحة كورونا كحدث محفز للتغيير، وأن يهيئ هذا الوباء الفرصة الحقيقية في تطوير مستوى التعليم في الأردن وتحسين العملية التعليمية لتحقيق مكاسب لم تكن بالحسبان قبل ظهور جائحة كورونا.

وبينت الورقة بأن الجامعات في الأردن تخرج من الطلاب الأردنيين أكثر مما يولده الاقتصاد من فرص العمل، وهو ما يفسر تزايد نسب البطالة بين حملة الشهادات الجامعية والدراسات العليا. وعزت الورقة السبب في ذلك إلى عجز سوق العمل المحلي عن توليد أعداد كافية من فرص العمل نتيجة لمعدلات النمو الاقتصادي المتواضعة في الأردن.

وفي ذات السياق، أشارت الورقة إلى أن فقدان الوظائف وتراجع إيرادات الشركات نتيجة لتداعيات جائحة كورونا،سيفرض ضغوطاً مالية هائلة على المواطنين والحكومة، حيث أن العمالة الجامعية تفوق حاجة سوق العمل إلى خريجي هذه التخصصات، وقد تتسبب هذه التحديات في انخفاض أعداد الأردنيين الذين يسعون إلى تحصيل شهادات جامعية في المستقبل إذا ما تم مواكبة التغيرات التكنولوجية والاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة، والبقاء على صلة بآخر التطورات في القطاع التعليمي، بحيث يكون تركيز التعليم الجامعي في اكتساب المهارات التي يحتاجها السوق المحلي. وأشارت الورقة إلى أن دخول «جهات فاعلة جديدة» في مسار التعليم مثل أمازون (Amazon) وجوجل (Google) واي بي إم (IBM) ومايكروسوفت (Microsoft) سيجبر الجامعات التقليدية على تغيير نموذج أعمالها. كما سيشهد المستقبل ديناميكيات جديدة لتلبية حاجة السوق بالمهارات المطلوبة؛ حيث تمنح هذه الشركات شهادات معتمدة ومعترف بها -لمرحلة ما بعد الثانوية-والتي تتجاوز أحيانا بأهميتها الجامعات التقليدية إلى حد كبير. الأمر الذي يتطلب مزيداً من التغيير وإعادة النظر في تحديد دور الجامعات التقليدية. كما بينت الورقة بأن الجامعات التي تنجح في اعتماد نموذج تعليمي مرن وجيد التنظيم من شأنها أن تُحَسِّنَ من نوعية تعليمها، وتنمو وتصبح أكثر منعة وتكيفاً من الناحية المالية. وأوصى المنتدى بضرورة تطوير العملية التعليمية عن طريق تقديم نموذج تعليمي مرن يمزج بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بعد (عبر الإنترنت)، إضافة إلى تبني طريق مناسب وواضح يتلاءم مع المعطيات التي يتمتع بها القطاع التعليمي في الأردن، من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية والنظر إلى التحولات الجوهرية التي حدثت في الجامعات المرموقة.

وإذا ما نجحت الجامعات في الأردن من ابتكار نموذج تعليمي تتميز به كل جامعة بحسب خصائصها التي تنفرد بها، سيؤدي ذلك إلى تعزيز وزيادة مساهمتها في عملية النمو والتنمية لسنين طويلة، والذي سينعكس بدوره على الأجيال قادمة.

وأشارت دراسة المنتدى إلى عدد من التخصصات التي يتنامى عليها الطلب مثل؛ تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي وتطوير الأعمال وأمن المعلومات ومطوري البرمجيات والتطبيقات؛ في حين أن بعض التخصصات الأخرى تعتبر في طريقها إلى الزوال، وهو ما يتطلب ضرورة تكيف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مع هذه المستجدات.