أبو قديـس «وزير الوزارتين»

اخبار البلد - من العلامات الفارقة في التعديل الذي أجراه الدكتور بشر خصاونة على حكومته بتأييد ومباركة جلالة الملك يوم الأحد، إسناد حقيبتي التربية والتعليم والتعليم العالي لوزير واحد، رأى فيه الرئيس كفاءة ومقدرة على النهوض بأعبائهما في آن معاً، وفي ذلك أكثر من قراءة للمشهد في مقدمتها ما ذهب إليه الخصاونة في خطوة قصد منها تقليل عدد فريق حكومته ثم إطلاعه على القواسم المشتركة بين اختصاصات الوزارتين من ناحية أنهما تُعنيان بالتعليم الذي يتجه في شقّه الواسع إلى النمط الالكتروني خاصة في ظل تطورات الوضع الوبائي الذي تأثر بلا ريب بفيروس كورونا.

امتداح عمل وزير ما ليس عيباً، فالاعتراف بحسن الأداء والتميز به هو واجبٌ يمليه الانتماء الصادق، والمتتبع لعمل الوزير أبو قديس في الأشهر الخمسة الأولى يقف على حقيقة أنه تصدى لملف التعليم الالكتروني ولم يتخذ قراراً فيما يخص التعليم الالكتروني إلا بعد دراسات ومشاورات وضعت صحة الطلبة في مقدمة أولوياته، وكان واضحًا للغاية بصراحته المعهودة أن العودة للتعليم الوجاهي في الجامعات أمر وإن كان مهماً واستراتيجياً إلا أنه لم يدعه يتقدم على الاستمرار بالتعلم عن بعد طالما كانت كورونا لم تزل تكشف عن أنياب وتسجل المزيد من الحالات بشكل يومي.

الوزير أبو قديس رجل مهني تكنوقراط متخصص وحقق الكثير من المنجزات النوعية مواقع كثيرة تسلمها في العمل الأكاديمي بدأها منذ مطلع الألفية الثانية، فكان أميناً عاماً لوزارة التعليم العالي وبعدها رئيساً لجامعة اليرموك وقبلهما نائبا لرئيس الجامعة الهاشمية ثم رئيساً لفرع الجامعة العربية المفتوحة المتخصصة بطرح برامج التعلم عن بعد، وعليه فإن إسناد الوزارتين له في هذا الوقت ينم عن معرفة وإيمان كبير بخبراته، خاصة بعدما جرّبنا في السنوات الأخيرة مجموعات من الوزراء من غير الفنيين والمتخصصين الذين قد يكونوا ماهرين في تخصصاتهم لكنهم بلا حول ولا قوة في السياسة العامة والظروف المختلفة بعملهم وبلدهم ومجمل قضايا المنطقة.

تتابع الأهالي تطورات وقرارات التربية والتعليم على وجه الخصوص يوماً بيوم، وهم ينتظرون عودة أبنائهم إلى مقاعدهم الدراسية التي لن تكون على أقل تقدير قبل أيلول من العام الجاري، وبالتالي فإن الوزير أبو قديس يدرك حجم المسؤوليات التي صارت في عهدته، وهو الرجل المعروف بجديّته وصرامة موقفه وقراره الذي لن يخضعه لاعتبارات المجاملة أو التسويف، ونحن نأمل منه أن يعيد تكوين صورة العائلات الأردنية عن النظام التعليمي في الأردن وإنتاجها على نحو يقبله المجتمع.

أجزم أن التعليم الإلكتروني حتى في حال عودة الحياة إلى طبيعتها قد أصبح جزءاً من نظامنا التعليمي في المملكة، خاصة مع وجود الوزير الجديد الذي تحدث أكثر من مرة عن أولوية الاستجابة لرؤية جلالة الملك في الدمج بين التعليم المباشر والإلكتروني في نفس الوقت، فلننتظر وعلى بركة الله.