لماذا تحريض فضائية الجزيرة الممنهج على سوريا ؟!!

حين دخلت القوات العراقية الكويت في الثاني من آب 1990 ، أعلنت قطرإنظمامها الى الحلف الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة الامريكية شأنها شأن إمارات الخليج الاخرى ، وحين ذاك اصر" أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثان " على عدم إستقبال قوات إمريكية في أراضييه في إطار الخطوات التمهيدية للحرب على العراق.

وقد إستقبلت قطر قوات فرنسية،وأسهمت وإمارات الخليج في الحرب ، و"تكبدت قطر" في غضون ذلك مليارات الدولارات من عوائد النفط والغاز ، لكن الولايات المتحدة الامريكية رغم ذلك ؛ إستكبرت موقف"الشيخ خليفة"، وكان لها تحفظات مسبقة عليه لرفضه إيداع الارصدة القطرية في المصارف الامريكية!!!.

ونتيجة لهذا الموقف الشجاع  من لدن ألإمير؛ "وضعت الادارة الامريكية ورقته على الطاولة " و أدارت لاحقا سيناريو محددا مع ولده "حمد "الذي أناب عنه أنذاك في عملية تنفيذ السيناريو رئيس الوزراء وزير الخارجية الحالي .

وتمضي الايام مسرعة ، ويخرج "خليفةالامير" في زيارة الى فرنسا ، وقبيل صعوده سلم الطائرة في مطار الدوحة الدولي، يبلغ الامير ولده و ولي عهده "حمد" ، بإنه سيعود ومعه ولده الثاني عبدالعزيز الذي كان قد شغل منصب وزير البترول ، وتم اقصاؤه وإخراجه من الامارة بضغط مباشر من شقيقه حمد على إثر قضية فساد مالي حسب المفهوم الشائع .

وبعد فترة وجيزة من مغادرة "الامير خليفة "؛ اعلن "الولد حمد "إنقلابا  على والده ، وكان الاردن أول من إعترف به اميراجديدا لقطر وتبع ذلك إعترافات خليجية، تلتها إعترافات عربية شاملة معززة برغبة السيد الامريكي !! ليبدا فصول السيناريو ألمتفق عليه مع الولايات المتحدة الامريكية ؛ بالاعتراف الفوري بالنظام الاسرائيلي ، وإقامة علاقات معه ، وإنشاء فضائية " الجزيرة "مقابل الاضطلاع بدور محوري في الاقليم ، وإعادة كامل اموال الاماره المسجلة بإسم الشيخ خليفة المودعة في المصارف خارج قطروخاصه فرنسا الى خزينة قطر، وتم لاحقا إختطاف طائرة ركاب كانت تقل أعوان الامير المخلوع بالاتفاق والترتيب مع الكابتن بعد إقلاعها من البحرين .

وقد أسهمت الولايات المتحدة الامريكية والنظام الاسرائيلي في الابلاغ عن الطائرة وإعتقال ومحاكمة ركابها .

وفي المحصلة ؛ ظهرت الفضائية العملاقة " الجزيرة " الى جانب الى جانب شقيقتها قاعدة "العيديد العسكرية" الامريكية ، التي تعتبر اكبر قاعدة عسكرية امريكية خارج حدود الولايات المتحدة ، حيث تقوم كل من "الجزيرة" و" العيديد" بدور ممنهج على اكمل وجه!! .

وفي عجالة نسلط الاضواء على بعض جوانب الدورالاعلامي الذي تقوم به فضائية " الجزيرة" من خلال عدة برامج بهدف الاجهاز على الفكر القومي العربي ، وعلى مرحلة جمال عبدالناصر ، وتشويه دور الاحزاب والانظمة العربية معا من خلال التغطيات الموجهه والواسعة للكثير من المشكلات والاحداث وللعديد من الشخصيات العربية وإستغلال الاوضاع العامة والسيئة بطبيعة الحال في كافة أنحاء الوطن العربي تبعا لما أفرزته الحروب الامريكية والاسرائيلية في المنطقة ، حيث يقوم فرق لعيبة " الجزيرة" بإدوار تمثلية مصطنعة ينطليها الشغل لا كما يبدو ، بهدف ألتأثير على المشاهدين من خلال الحركات والتعابير وفتح الاشداق ،وأحيانا التجليات ، واحيانا اخرى من خلال الاستظراف ألسمج والتعدي السافر، وفيض من الاسئلة المعدة  بإتقان والمستندة الى معلومات السيد الامريكي والاسرائيلي..

وللحقيقة ؛ فإن اللعبة للاسف تنطلي على المشاهدين كافة ، وهذا مايصفه البعض بالنجاح المميز ل"الجزيرة" ، التي تستحق عليها الثناء.

نعم ؛" الجزيرة نجحت وتمكنت من إستقطاب المشاهدين ، و التاثير فيهم ، واصبحت مرجعية إعلامية لاعدادغفيرة لا تحصى من العرب في اي مكان من الدنيا .لكن لابد من الحديث عن الاسباب الموجبة لذلك ؛

في رأي من يبحثون عن الحقيقة ؛ ان "فضائية الجزيرة "تعتمد على ملاءة مالية كبيرة جدا توفرها حكومة وشركات قطر وهي بمئات الملايين من الدولارات ، إضافة الى :

أولا:- سرعة نقل الحدث ومتابعته .

ثانيا:- الاختيار المدروس للمشاركين في البرامج والمحللين والمعلقين على الاحداث من مؤيدين وخصوم في آن معا .

ثالثا:- المهنية العالية في صياغة الخبرو صناعته.

رابعا:- المعلومات الواسعة والتفاصيل التي تتوافر لها ، ويصعب توافرها لغيرها ، وهي كما يبدو من ملفات معينة!!!! .

وفي هذا السياق ؛ إشير الى من وظف لمحاكمة الحقبة الناصرية لم يكن مولودا في تلك الحقبة فيما تبين ، بإن الاسئلة حول تلك الحقبة مبنية على معلومات لا هي من الوثائق الشخصية ، ولا حتى من الكتب المنشورة . كذلك فإن شهادات الشهود بعيدة عن السياق الحقيقي لتلك الحقبة التأريخية .

النتيجة المنطقية تقول ؛ أن هناك منهجية برامجية تتبعها فضائية" الجزيرة " قد تصلح للدراسات الاكاديمية نظرا لما تتضمنه من معلومات وأفكار هادفة . وهذا الامر يستدعي تساؤلا صريحا حول هذه المنهجية ، وهذه المعلومات التي تفسح المجال عادة الى فرض لاسئلة متعمدة وغير بريئة ، وما اكثرما لاحظنا وتوقفنا مليا عند هكذا تساؤلات مثيرة .

في الاونة الاخيرة  تعمدت فضائية "الجزيرة" كما كانت في السابق؛ واضحا في التركيز على الاحتجاجات في سوريا ضد النظام  ، والمسئولون في فضائية" الجزيرة "لا يجهلون بطبيعة الحال أثر معالجتهم لهذه الحملة الاعلامية على المشاهد!!!، ومن هنا لابد من الحديث المباشر عن هذا الدور المشبوه ومعالجته بتساؤلات وفرضيات بسيطة !!.

هل الاخوة في قطر،وفلسفة واهداف فضائية" الجزيرة" ضد الولايات المتحدة الامريكية التي دمرت العراق ونظامه السياسيي والاقتصادي منذ العام 1990 وجتى الان ؟!!!.وهل هي ضد "المخابرات المركزية" التي عاثت فسادا وتجريبا في البلاد العربية والاسلامية ؟!!، وهل قاعدة العيديد مزرعة دواجن تزود الجند والاساطيل الامريكية باللحم الابيض ؟!!، وهل مشاركة فضائية "الجزيرة " في تغطية الحروب الامريكية والاسرائيلية تأتي دون رغبة أو موافقة أمريكية ؟!!، وهل العلاقات القطرية – الاسرائيلية ومنها ما تتمتع به فضائية" الجزيرة "في النظام الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، تستند الى الوعي السياسي والحكمة والواقعية وحرية التعبير التي تفتقر اليها الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى؟!!!!. لماذا لا تتطرق فضائية" الجزيرة " الى ملف العلاقات القطرية- الاسرائيلية؟!!، وملف العلاقات الامريكية- القطرية ؟!! ، ودور قاعدة العيديد في إحتلال العراق وتدمير حضارته؟!!.  

نعم ؛ ان الدور القطري المحوري في الاقليم من خلال مهمة فضائية"الجزيرة"الاعلامية يكمل المهام التي تقوم بها قاعدة "العيديد " في الاحتلال العسكري للبلاد العربية والاسلامية ؛ وهما وجهان لعملة واحدة ؛ وهما صناعة أمريكية إسرائيلية، هو دور مشبوه ومريب!! .

وفي إطار إستراتيجية منهجيتها الاعلامية غير المعلنة ؛ فضائية"الجزيرة" منذ إنشائها؛ إستهدفت الدول العربية ومنها الاردن واليوم جاء الدور على سوريا كعضو في محور المقاومة والممانعة ، خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ،وخدمة ل" السيد الامريكي " والنظام الاسرائيلي في فلسطين المحتلة . .

لقد إنبرى فريق لعيبة فضائية " الجزيرة" الى التطاول على النظام السوري المقاوم  والممانع من خلال استغلال مناخ الربيع العربي ،في تبني التحريض على سوريا باسلوب اعلامي ممنهج لصالح اعداء الامة . لماذا تحريض فضائية الجزيرة  الممنهج على سوريا ؟!!ولمصلحة من في هذا التوقيت ؟!!!، الجواب في مرافعة سياسية لاحقة .