إعلام الفتنة وأصحاب الحقوق المنقوصة
أخبار البلد-
اخطر ما يواجه أية دولة هو بروز الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة ، اذ يعمل هذا على تأكل الولاء والانتماء الى مؤسات الدولة التي بالمفهوم الكياني لتشكيل الدولة وحدودها تعمل على حفظ حقوق الجميع في إطار القوانين دون تفريق بين هذا او ذاك.
واذا كان البعض ممن تولوا المسؤولية "سابقا أو حاليا" في الاردن أومن أصحاب تقارير السفارات الخارجية ،أو ممن اعتقدوا أو يعتقدون أن إطفاء العصبيات مهما كانت هذه العصبيات على سطح الوطن لتحقيق غاياتهم ، فأنني استطيع أن اقول إن هذه اللعبة صارت مكشوفة ولم تعد تجدي أو تعطي ربحا لهؤلاء مهما كانت غاياتهم او أهدافهم لان الاردني الذي اكتشف اللعبة "القديمة الجديدة" المفرقة بين أبناء الوطن ما زال متمسكا بأردنيته كهوية وطنية جامعة وبعروبته كحاضنة لنضالات الامة وقضيتها المركزية فلسطين المحتلة من بحرها الى نهرها ،وبأيمانه المطلق الرافض للتبعية ، وبنفس الوقت هو المنادي بالدولة العصرية الحديثة العادلة والرافضة للاقصاء والتهميش والمنحازة لطبقات الشعب المسحوقة والكادحة أيا كان موقع هذه الطبقات في الوسط أو الجنوب أو الشمال ومن الغرب وحتى الشرق وفي المخيمات .
قبل ما يقارب من ال 8 سنوات أي في العام 2012 قامت صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن والمقربة من أجهزة الامن الاسرائيلية ويملكها
ال أبو الزلف "من القدس المحتلة" وكان رئيس تحريرها أنذاك عبد الباري عطوان ، بنشر نص رسالة قيل حينها أنها رسالة موجهة الى جلالة الملك عبد الله الثاني يتحدث مرسلوها عن الحقوق المنقوصة للاردنيين من أصل فلسطيني،وقد اعتبرها غالبية الاردنيين أنها رسالة مدسوسة تهدف الى تفجير الوضع الداخلي المـأزوم في ذلك العام ،وتسعى الى شيطنة الحالة المطلبية الاردنية التي كنت تعم الشارع .
واليوم وبعد هذه السنوات تم نشر الرسالة المزعومة والتي أصلا لا تحمل أية تواقيع للتعريف بمن يقف خلفهاوهنا لابد من الملاحظة أن موقع رأي اليوم الاخباري والذي يملكه ويرأس تحريره عبد الباري عطوان قام بنشر تقرير قبل يومين "قيل انه من عمان" (عمان- خاص بـ”راي اليوم”):تحت عنوان استفزازي ومحرض كالتالي (تيار "الحقوق المنقوصة” مجددا.. أين الخونة و”الدواب”؟.. جدل المكونات والتمثيل الفلسطيني يعود الى الواجهة في الأردن وعاصفة اتهامات على المنصات وسخرية من الرسائل التي توجه لـ”ألخليفة بايدن” واتهامات للنظام والدولة بإجبار الشعبين على "وحدة الضفتين")، وهذا يدل اول ما يدل على أن عبد الباري عطوان ومن معه يعمل في عمان لهم تورط في لعبة تفتيت الهوية الجامعة للاردنيين .
شخصيا لا أحب أن اتلوث من خلال الانخرط بالرد على عبد الباري عطوان ومن معه أو من يحركهم ، فمعلوماتي كثيفة في مجال أحوال بعضهم عندما جاء باحثا عن عمل وكيف أصبح فيما بعد من اصحاب الشقق والاملاك والارصدة نتيجة للابتزاز والارتزاق ،لكن كل ما أتمناه أن يعي شعبنا أن وراء كل ذلك مؤامرة خسيسة تستهدف وحدتهم، والمطلوب منهم القاء مثل هذه الرسائل أو الكتابات في سلة المهملات ،فالوطن للجميع وكما كنا نقول منذ سنوات طويلة "كلنا للاردن من أجل الدفاع عنه وحمايته وكلنا لفلسطين من أجل تحريرها وإعادة المهجرين الفلسطينيين اليها"، وبنفس الوقت كلنا للامة العربية والدفاع عن مصالحها القومية.
والحقيقة الراسخة الاولى التي على الجميع أن يدركها بدون كمامات وبدون قفازات، أن هناك أشخاصا يتلاعبون بهذا الملف وهم يحرضون مثل هذا الاعلام الاصفر،كما يدفعون ببعض الموتورين للعبث بهذا الملف ،والحقيقة الراسخة الثانية أن الدولة الاردنية لايوجد في فلسفة نشؤها أو في قوانينها ما يمكن تسميته العزل أو الاقصاء لأي فرد من أفرادها ،لكن المشكلة هي عند بعض المسؤولين أو بعض الاشخاص الذين يعملون لمصالحهم على حساب الوطن وعلى حساب مصالحه ما يدفع بعض الموتورين لاستغلال مثل هذه الحالات ، والحقيقة الراسخة الثالثة ان غالبية من أبناء الاردن تعاني من أزمات إقتصادية واجتماعية وحتى سياسية ويكاد يتساوى الهم في كل المناطق ،ولذلك علينا أن نتنبه ونفرق بين الغث والسمين مما يطرح علينا عبر الاعلام او أية وسيلة تواصل اخرى .
zazzah60@yahoo.com