قاتل .. بلباس أبيض!!


لا تكاد أسرة تفلت من الأخطاء الطبية، أو سوء التشخيص، بالنسبة لي، تعرضت لهذا الأمر ثلاث مرات آخرها منذ أيام..!

قبل فترة وجيزة كتبت هنا مطالبا بتخصيص محكمة للأخطاء الطبية لمليون سبب، المقال أثار بعض القراء، ومنهم الأخ الزميل محمود الخطيب.. الذي يروي ما جرى له بكثير من الألم

أود ان اقول لك انني شخصيا تعرضت للاهمال الطبي من قبل طبيب مختص استطيع وصفه بانه قاتل بلباس ابيض، وما جرى تحديدا انه ليل يوم السبت 29 تشرين الاول الماضي داهمت والدتي جلطة دماغية، قام اشقائي اثرها باستدعاء الدفاع المدني في منطقة سكناهم ونقلوها بسرعة قياسية الى مستشفى الأمير فيصل ليشخصها طبيب الباطني المناوب هاتفيا.. دون ان يكلف نفسه عناء الحضور لمشاهدة الحالة المرضية، وقال بأنها حالة ارهاق جسدي لا أكثر، وعندما لم يقتنع شقيقي بما قال الطبيب أخذها بسيارته الى مستشفى الجامعة الأردنية وهي لغاية كتابة هذه السطور في العناية الفائقة نتيجة تدهور حالتها الصحية ومضاعفات الجلطة التي أصابتها، وقد قمنا بتوكيل محام لرفع قضية على المستشفى والطبيب فقط لنوضح للعالم ولمن يهمه الأمر بان هناك من الأطباء من لا يخافون الله!!

اود فقط ان ازيد ملاحظتين لا اكثر..

الاولى مدير المستشفى والطبيب ذاته اتصلوا اكثر من مرة ليعتذروا معترفين بالتقصير وكأن اعتذارهم يمكن ان يشفي والدتي رغم أننا نعلم أن ما جرى هو مكتوب من عند المولى عز وجل ونحن مؤمنون به!

الثانية هنا تماما تتضح شعرة معاوية بشأن الاعتداء على الجسم الطبي، واضع عنوانا كبيرا تحته الف خط لهذه الأسباب يتم الاعتداء على الجسم الطبي فقد كان بإمكاننا ان نذهب ونعتدي على الطبيب وعلى المستشفى لكنا سلكنا الطريق الأكثر حضارة وهو اللجوء للقضاء!

قصة دامية، هي قصة أخينا محمود ووالدته، ومثلها كثير، فإلى متى؟؟

للإنصاف، وحتى نخرج من التعميم المخل، فليس كل من ارتدى المريول الأبيض بقاتل، بل لدينا أفضل طب في البلاد العربية، وأفضل الأطباء خلقا وإنسانية ومهنية والحمد لله، وبلدنا بحمد الله مقصد للسياحة العلاجية، ولا نريد أن نفقد هذه الميزة، مع ما فقدنا من ميزات بسبب الإهمال والفساد، إلحقوا هذا القطاع الهام كي يبقى أنموذجا يُحتذى في بلاد العرب.