تاجر «اللقاحات» وتاجر البُندقية.. نتانياهو مُتَقمِّصاً «شايْلوك»


اخبار البلد - لم يتوقّف... ولا يبدو رئيس حكومة العدو الصهيوني المُحتال/العنصري نتانياهو, في صدد التوقّف عن مُقارفة وارتكاب كل ما يمكن ان يُخرجه من ازماته الشخصية, وخصوصاً ملفات الاحتيال والرشوة وخيانة الامانة التي تُلاحقه, وتُنذر بانتهاء مستقبله السياسي ودخوله السجن.

إذ.. وإضافة الى كل ما يقوم به من مناورات لشق أحزاب وقوائم, والضغط بقوة من أجل تكريس «الكاهانية» في المشهد الصهيوني, عبر فرضَه «التحالف» انتخابياً على حزب الحريدية الصهيونية (سموتريتش) وأتباع الحاخام المقتول كاهانا (بن غفير), ناهيك عن «نجاحه» في شقّ القائمة العربية المُشتركة, عبر وعود بذلها لرئيس الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي برئاسة منصور عباس) صدّقها الاخير من أسف, لكنه لن يحصد سوى الخيبة وقائمته لن تجتاز نسبة الحسم (25ر3%).. فإن نتانياهو الذي يمنع دخول اللقاحات الخاصة بكورونا إلى الضفة الغربية المحتلة ?خصوصاً قطاع غزة, بات يتقمَّص دور «جدّه» المرابي اليهودي الجشع (شايلوك), الذي كرَّس شكسبير شروره وجشعه في مسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية)، إذ واظب شايلوك على استغلال ضائقة مواطني «البندقية» المدينة الإيطالية الأشهر في ذلك الوقت, من أجل فرض شروط قاسية عليهم, تمثّلت في فوائد إقراض المال لهم, على النحو الذي لم «يَغفر» اليهود لشكسبير حتى الآن, تشهيره بالسلوك الشائن لـ«مَثلِهم الأعلى» شايلوك، وها شايلوك تل أبيب «الجديد» يُقايِض «فائض» لقاحات كورونا مقابل «خدمات» سياسية, يبتزّ فيها ساسة دول فقيرة لا تستطيع شراء ا?لقاحات باهظة الثمن.. هذا ان توفّرت, بعد احتكار الدول الغنية مُنتجات الشركات العالمية التي تمت إجازة لقاحاتها. حيث لا يزيد عدد سكانها عن 10% من سكان العالم, فيما هي استحوذت على 90% من اللقاحات وبما يفيض عن حاجتها. لكنه الجشع الرأسمالي المَحمول على عقلية عنصرية استعلائية وأنانية مُفرطة.

نتانياهو سينقُل – ونَقلَ – آلاف حقن اللقاح لدول أقامت ممثليات دبلوماسية لها في القدس المحتلة, ومعروفة «الأثمان» التي قبضتها تلك الدول غير المُؤثرة أصلاً في المشهد الدولي, إذ تحوم شبهات عديدة حول كيفية وصول معظم قادتها إلى مناصبهم, دون إهمال الضغوط التي تعرّضوا لها من اجل نقل سفاراتهم للقدس المحتلة. سواء من قبل ادارة ترمب ام خصوصاً من اللوبيات الصهيونية العاملة بكفاءة في دولهم, إضافة الى الحملات الإعلامية وتشويه السمعة والوصم بمعاداة «السامِيّة» وغيرها من الأساليب بالغة الإنحطاط التي تمارسها الصهيونية والكن?ئس الإنجيلية المُتصهّيِنة.

صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية, كما «نيويورك تايمز» الأميركية وخصوصا السيناتور المحترم بيرني ساندرز.. أضاءوا على المسألة بشكل صحيح, عندما «اتّفقوا» بشكل مُنفرد.. أن «إسرائيل تستخدم لقاحات كورونا الفائضة في الدبلوماسية الدولية، في وقت ينتظر الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وصول شحنات من لقاحات كوفيد-19.. وان تل ابيب تستخدمها في دبلوماسية «الإغاثة الدولية»، حيث ستقدمها الى غواتيمالا وهندوراس والتشيك وقبرص والمجر وغيرها من دول, عبّرتْ عن استعدادها لتقوية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ونقل سفاراتها للقدس, ب?كل يُقوي حضور إسرائيل في المدينة.. الُمتنازِع عليها».

امّا الفاسد/المرتشي فلا يَشعر بالعار في سيره الحثيث على نهج جدّه «شايلوك».