لقاحات كورونا وبرنامج التطعيم .. أين الخلل ؟!

اخبار البلد ـ انس الأمير 

"لماذا لا يزال عدد الملقحين ضد فيروس كورونا ثابت ؟" سؤالٌ اصبح ينهش عقل المجتمع الأردني بكافة اطيافه عقب تصلب عدد متلقي اللقاح عند 40 ألف مواطن وارتفاع عدد المسجلين في المنصة ليطال حاجز الـ 400 الف مواطن بحسب آخر الاحصائيات، حيث بدأ الأمر يأخذ العقول لاستنتاجات تتمحور  حول"أنه لا يوجد لقاحات بين يدي الحكومة لتستمر في خطة التطعيم الوطني"، وهذا إن صح فتعتبر المسؤولة عن مآل المنحنى الوبائي بهذ الشكل باعتبار أنها خرجت في العديد من المناسبات لحث المواطن على التسجيل في منصة التطعيم بعد تخوفات غزت الشارع من أخذ اللقاح، والتي سببت تعنت وممانعة شديدة في قبول فكرة التطعيم ضد الفيروس، لتحقيق الهدف الحكومي السامي وبلوغ المناعة الطبيعية.

الآن وبعد بدء علمية الاقبال لأخذ اللقاح التي ترتفع مع مرور الوقت حيث بدأت الإستجابة للدعوات المطلقة، لكن التباطؤ الحاصل في عملية التلقيح بدأت تقود لمناحٍ سلبية نتيجة ثبات رقم الملقحين منذ بدأ الحملة في 6 كانون الثاني 2021، مقارنة مع دول وصلت لأرقام مليونية في تلقيح أفرادها، في ظل صمت وتكتم حكومي شديد حول الاسباب والمحددات التي تظهر أن هناك اختلالات إما في خطة التلقيح أو خلل في توريدات اللقاح من الشركات التي تعاقدت معها الحكومة، حيث إن المصرح عنه كان يتضمن أن شركة فايزر ستزود الأردن بـ22 ألف جرعة لقاح في الأسبوع، فيما كمية اللقاح الصيني الإماراتي غير معلومة في ظل اعلانات عن كميات غير مثبته، كما وتم إجازة وبشكل طارئ لقاح استرازينكا، ألامر الذي يجب أن يعكس عدم وجود أي معضلة في كمية اللقاح.

الحجج الحكومية أصبحت وبشكل فعلي واهنة وواهية، حيث إن الأسباب التي تطرح حول انخفاض عدد متلقي اللقاح لا تدخل العقل ولا تجيب عن الأسئلة "المرمية" في الوسط، إذ إن حجة عدم الإقبال أبطلها رقم المسجلين على المنصة الذي لا يزال في ازدياد، وحجة تخلف المواطنيين عن موعد اخذ اللقاح أيضًا أصبح غير مجدٍ بالاستناد إلى ثبات رقم متلقي اللقاح عند 40 الف، الأمر الذي يظهر أن ما تدعيه الحكومة غير واقعي باعتبار أنه ليس كل من ابلغوا بموعد جرعتهم تخلفوا عنه.

برنامج التطعيم واللقاحات ضد فيروس كورونا في الأردن تلفه العديد من التساؤلات، لذلك تعتبر الحكومة مجبرة للخروج وتحديد أين الخلل؟، بعد ما يزيد عن شهر من اطلاق الحملة وعدد الملقحين لا يزال منخفضًا جدًا في ظل علمية الاشباع من التصاريح التي اتبعتها الحكومة لإقناع المواطن بتوفر اللقاح ووجوب توجههم للتسجيل من أجل تلقيه، بينما تدل معدلات الملقحين بناء على الشهر الماضي أن الأردن سيحتاج سنوات من أجل بلوغ المناعة الطبيعية والتي تأتي وبحسب تصريحات الحكومة بعد تلقيح 3 ملايين أردني.